الخرطوم: مد حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير يده الى المعارضة عارضا عليها المشاركة في حكومة وحدة وطنية في حال فوزه في الانتخابات، رغم مقاطعتها الانتخابات واعلانها مسبقا انها لن تعترف بنتائجها.
وقال مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين العتباني الاربعاء quot;لقد كان موقفنا واضحا بانه امام التحديات التي تواجه الامة، لن نسعى الى تشكيل حكومة من حزب واحد. نريد لحكومتنا ان تكون اوسع ما يمكنquot;.
واضاف خلال لقاء مع الصحافيين quot;اذا فزنا في الانتخابات، اذا فاز الرئيس في الانتخابات، عندها ستكون الخطوة التالية هي تشكيل الحكومة (...) سنوجه الدعوة الى كافة الاحزاب حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات لاننا نؤمن باننا نمر في مرحلة حرجة في تاريخناquot;.
ولن تعلن نتائج التصويت قبل 20 نيسان/ابريل، وان كان الفوز مضمونا للرئيس عمر البشير الذي ركز حملته الانتخابية على التنمية وعلى مقارعة الغرب ورفض مذكرة التوقيف التي اصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية في 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور.
وقاطعت احزاب المعارضة الرئيسية، وفي مقدمها حزب الامة التاريخي بزعامة الصادق المهدي، الانتخابات التعددية الاولى التي تنتهي غدا الخميس في السودان. وامتنعت الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي شاركت في حكومة الوحدة المنتهية ولايتها، عن المشاركة في الانتخابات في ولايات شمال البلاد مكتفية بالمشاركة في ولايات الجنوب بعد ان سحبت مرشحها ياسر عرمان الى الانتخابات الرئاسية.
واعلنت الاحزاب المقاطعة والتي تضم كذلك حزب الامة-الاصلاح والتجديد بزعامة مبارك الفاضل والحزب الشيوعي كذلك انها لن تعترف بنتائج الانتخابات التي طالبت بتأجيلها لانها اعتبرت انها تجري في ظروف غير مهيأة لعملية ديموقراطية وذهبت الى حد اتهام حزب المؤتمر الوطني بالسعي الى التزوير.
وكانت المعارضة تطالب قبل اجراء الانتخابات بعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف بدورها على عملية الاقتراع. ويخشى ان تؤدي مقاطعة احزاب المعارضة الرئيسية ومن ثم عدم قبولها بالنتائج الى التأثير على مصداقية العملية الانتخابية وهو امر ترغب الحكومة المقبلة في تفاديه طبعا.
وقال العتباني quot;للاسف وعلى الرغم من الكثير من المحادثات معهم ومحاولات اقناعهم بالمشاركة في الانتخابات، اختار بعضهم عدم المشاركة وهو امر مؤسف ولكنني لا ازال اعتقد ان المهم ليس الاسماء الكبيرة التي تشارك في الانتخابات، وانما نسبة المشاركةquot;.
ولدى سؤاله عن مدى استعداد المعارضة للانضمام الى الحكومة مع المؤتمر الوطني، قال العتباني ان ذلك quot;سيكون من مصلحتهاquot;. واضاف quot;اذا اعترف الفاعلون الدوليون والمؤسسات الدولية بالانتخابات، فهذا يعني ان الحكومة معترف بهاquot;. وتابع quot;اذا قرروا الا ينضموا الى الحكومة، اذا قرروا عدم اعارة الاهتمام للعرض، فانهم سيعزلون انفسهمquot;، مضيفا quot;في رأيي انه لا يمكن لاي سياسي سديد الفكر ان يرفض مثل هذا العرضquot;.
وجاء اعلان بعض احزاب المعارضة مقاطعتها للانتخابات بعد طبع قوائم المرشحين، ولذلك بات من الممكن لبعض مرشحيها ان يواصلوا حملاتهم كمستقلين رغم مقاطعة احزابهم. وتشكل الانتخابات السودانية محطة مهمة على طريق استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان والمقرر تنظيمه في مطلع 2011. وقال العتباني quot;هذا امر حاسم. السودان يمر بمرحلة مصيرية ونحن عازمون على التعاطي معها بهدف تعزيز الوحدة الوطنية قدر الامكان. ونحن نتطلع الى تنظيم استفتاء نزيه وعادل في 2011quot;.
وكرر مستشار الرئيس القول quot;نحن امام قرار مهم مثل تقرير المصير في الجنوب ونرغب في جمع اكبر قدر ممكن من التأييد واكبر قدر من التوافق. اعتقد ان العملية التي نشهدها اليوم ليست وحدها التي تغير السودان، وانما ما الذي سيحدث عندما تنتهي هذه العمليةquot;.
وتشارك الحركة الشعبية لتحرير السودان في الحكومة المنتهية ولايتها. ويشغل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية 80% من مقاعد المجلس الوطني المنتهية ولايته، منها 52% للحزب الحاكم. يبلغ عدد الناخبين السودانيين المسجلين 16 مليونا في اكبر بلد افريقي.
التعليقات