بدأ الناخبون يدلون بأصواتهم لليوم الثاني في أول انتخابات تعددية منذ 24 عاماً في السودان.
الخرطوم: كباقي مراكز الاقتراع في العاصمة، تجمع بعض الناخبين في السودانقبيل الساعة الثامنة (5:00 تغ) اليوم الاثنين امام مركز السيد علي في حي الصحافة جنوب الخرطوم في صفين، واحد للنساء واخر للرجال. ويصوت السودانيون لليوم الثاني في اول انتخابات تعددية منذ 24 عاما في السودان.
وتشكل الانتخابات الرئاسية والنيابية والاقليمية التي تجري في شمال وجنوب السودان محطة مهمة من محطات اتفاق السلام الذي انهى الحرب الاهلية في 2005. كما تمهد لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الجنوب مطلع 2011.
وتستمر الانتخابات مبدئيا الاثنين والثلاثاء ولكن علت اصوات من الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة في الجنوب لتمديد الانتخابات لاربعة ايام اضافية بسبب حالة الارباك التي سادت في مراكز الاقتراع الاحد وخصوصا تاخر بدء التصويت في العديد من المراكز في الجنوب وعدم قدرة الناخبين على التعرف على اسمائهم في الكشوفات في منطقة يعاني 70% من سكانها من الامية.
كما ذكر والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر انه قد يطلب تمديد الانتخابات لثلاثة ايام بسبب حالة الارباك. واقرت المفوضية القومية للانتخابات مساء الاحد بحصول ما وصفته بانه بعض الاخطاء الفنية لكنها اكدت ان الانتخابات جرت في جو طبيعي. واكد تحالف منظمات المجتمع المدني للانتخابات (تمام) خلال مؤتمر صحافي مساء الاحد ان مراقبيه لحظوا تجاوزات في العديد من المراكز.
وقالت عائشة الكارب المسؤولة في التحالف quot;لم نجد اي مركز انتخابي مطابق للمعايير التي حددتها مفوضية الانتخاباتquot;. وقال التحالف في بيان ان المشكلات تمحورت في نقص كشوفات الناخبين في بعض المراكز وتأخر وصول مسؤولي المراكز او المواد الانتخابية او استخدام حبر يسهل ازالته عن اصابع الناخبين.
كما اشار التحالف الى سقوط اسماء مرشحين من القوائم وخصوصا على مستوى انتخابات الولاة، او الخلط بين اسماء ورموز المرشحين، او بين مواد الدوائر. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين 16 مليونا يشكلون 70% ممن يحق لهم التصويت.
وفي حين باتت نتيجة الانتخابات الرئاسية محسومة لصالح الرئيس عمر البشير من الجولة الاولى بعد انسحاب مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان ومرشح حزب الامة الصادق المهدي من السباق، يتوقع ان تشهد انتخابات المجلس الوطني والولايات مفاجآت.
واتهم المرشحان المنسحبان حزب المؤتمر الوطني بالعمل على تزوير الانتخابات واعتبرا ان الظروف غير مهيأة لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وخصوصا في ولايات دارفور الثلاث غرب البلاد حيث يسود قانون الطوارىء بسبب النزاع بين الحكومة والمتمردين. وتقدم لهذه الانتخابات في الاجمال 14 الف مرشح، ويشرف عليها مئات المراقبين من الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومؤسسة الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر ومن اليابان والصين.
التعليقات