قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر إن انهيار الانتخابات السودانية يمكن أن يشعل حرباً دينية.

الخرطوم: قال الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر أثناء مراقبته لسير عملية الاقتراع في اليوم الاول للانتخابات يوم الاحد ان انهيار الانتخابات السودانية وانهيار اتفاق السلام مرتبط بها يمكن أن يشعل حربا دينية على المستويين الوطني والاقليمي.

واصطف الناخبون السودانيون للمشاركة في أول انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ 24 عاما. وهي انتخابات كفلها اتفاق السلام الشامل الذي أنهى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.

وقال كارتر الموجود في الخرطوم على رأس فريق من مراقبي الانتخابات لرويترز ان من المهم أن تمر الانتخابات السودانية بسلام بسبب الموقع الاستراتيجي للبلاد وأهمية اتفاق السلام.

وقال في مقابلة في فندق على ضفاف نهر النيل quot;أعتقد أنه اذا وقعت أعمال عنف أو تعطيل هنا في السودان فربما ينتشر الامر الى جزء كبير من أفريقيا.quot;

وأضاف quot;هناك احتمال أن يكون هناك استقطاب للتأييد أو العداء بين الشمال المسلم والجنوب غير المسلم حيث ان الدول المجاورة بعضها له التزام عميق بالمسيحية وبعضها غير ذلك. وربما يقود ذلك الى احتمال نشوب صراع ديني وكذلك صراع اقليمي في هذا الجزء من أفريقيا.quot;

وسئل عما قد يثير مثل هذا الصراع تحديدا فأجاب أنه قد يحدث في حالة quot;انهيار العملية الانتخابية برمتها انهيارا يسفر عن أعمال عنف من الجانبين... وأقول ان ذلك لا يمكن ان يحدث الا اذا تعطلت العملية المنصوص عليها في اتفاق السلام الشامل تماما وهو ما لا أتوقعه طبعا.quot;

وللسودان تسعة جيران منهم مصر وليبيا وتشاد وهي دول فيها أغلبية مسلمة الى الشمال والغرب. وهناك أيضا كينيا وأوغندا واثيوبيا التي فيها عدد كبير من المسيحيين الى الجنوب والشرق.

وقتل ما يقدر بمليوني شخص في الحرب الاهلية السودانية التي كان طرفاها الشمال ذا الاغلبية المسلمة والجنوب الذي يدين بالمسيحية وديانات محلية.

وتعرضت العملية الانتخابية السودانية واتفاق السلام المرتبط بها لضغوط في الاسابيع الاخيرة. وما زالت هناك حالة من عدم الثقة بين الشمال والجنوب ودخل الطرفان في اشتباكات مسلحة منذ ابرام الاتفاق عام 2005.

وهدد الرئيس عمر حسن البشير الشهر الماضي بالغاء الاستفتاء على استقلال الجنوب المنصوص عليه في اتفاق السلام ذاته اذا قررت الحركة الشعبية لتحرير السودان رفض المشاركة في الانتخابات.

وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان وتحالف هش للمعارضة يهددان انذاك بمقاطعة الانتخابات احتجاجا على ما يقولان انه تلاعب بها. وفي النهاية قاطعت الحركة الشعبية الانتخابات جزئيا فحسب.

وحذر محللون من خطورة العودة للصراع اذا أقدمت الخرطوم على خطوات لتعطيل استفتاء الجنوب. ومن المعتقد على نطاق واسع أن الجنوبيين يريدون الاستقلال.

وقال كارتر ان مراقبيه أفادوا بحدوث بعض التأخير ومصاعب في مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء السودان ولكنه مرتاح لما راه في الخرطوم صباح يوم الاحد.

وأضاف quot;الامر طيب للغاية.. لا عنف.. لا تخويف.. لا جهود لتعطيل عملية الانتخاب التي تسير بنظام.quot;

وانتقد كارتر البشير لانه هدد بطرد المراقبين الذين يدعون لتأجيل الانتخابات وقطع أصابعهم. وكان مراقبو مركز كارتر قد قالوا انه ربما يكون من الضروري تأجيل الانتخابات لفترة قصيرة.

وقال كارتر quot;كان ذلك خطأ فادحا من جانبه.quot; وأشار الى أن معاوني البشير أكدوا له أن تلك التهديدات صدرت في حماسة خطبة انتخابية وأن البشير نفسه رحب ببعثة كارتر في كلمة أدلى بها في وقت لاحق