الخرطوم: أعلن عدد من الاحزاب السياسية مقاطعة انتخابات السودان التي تلوح في الافق بعد ان اشتكت من انتشار التزوير على نطاق واسع وذلك قبل أيام من انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات الولايات. تداعى تحالف للمعارضة لكن بعد اجتماعات على مدار عدة أيام بدأت الاحزاب تتخذ قرارات أحادية بشأن الانتخابات. فيما يلي أحدث مواقف الاحزاب الرئيسية وما تعنيه:

الحركة الشعبية لتحرير السودان

وقعت الحركة الجنوبية المتمردة السابقة اتفاقا للسلام عام 2005 مع الرئيس عمر حسن البشير أنهى اكثر من عقدين من الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه وأدى الى تشكيل حكومة وطنية ائتلافية سادها التوتر.

وفي الاسبوع الماضي فجرت الحركة أزمة ثقة في الانتخابات وسحبت مرشحها الذي كان يعتبر المنافس الرئيسي للبشير من انتخابات الرئاسة وقاطعت الانتخابات على جميع المستويات في منطقة دارفور بغرب البلاد مشيرة الى مخاوف من الصراع المستمر هناك وانتشار التزوير على نطاق واسع.

وفي الاسبوع الحالي قرر الحزب أن تشمل المقاطعة الشمال بالكامل باستثناء ولايتين هما النيل الازرق وجنوب كردفان القريبتان من الحدود بين الشمال والجنوب. وستخوض الحركة الانتخابات في الجنوب حيث تهيمن على الحكومة. ويجري الجنوب استفتاء على الاستقلال في يناير كانون الثاني 2011 ويتوقع معظم المحللين انفصال الجنوب.

وأعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان قرارها قبل اجتماع مزمع مع تحالف فضفاض للمعارضة على الرغم من أنها كانت قد وعدته باتخاذ موقف من الانتخابات على اساس توافق الاراء.
وأصاب قرار الحركة تحالف المعارضة الهش بالفوضى في اكبر دولة بافريقيا.

حزب الامة

وضع الصادق المهدي اخر رئيس وزراء ينتخب ديمقراطيا بالسودان ثمانية شروط من بينها تأجيل الانتخابات لمدة أربعة أسابيع وتمويل الحكومة لحملات الاحزاب السياسية الانتخابية مهددا بالمقاطعة. وبعد محادثات مكثفة واقتراع بالمكتب السياسي أعلن الحزب يوم الاربعاء مقاطعة شاملة للانتخابات.

لكن حزب الامة وهو أحد اكبر حزبين للمعارضة قال انه أعطى المهدي حق التصرف بما يتفق مع المصلحة الوطنية دون تحديد ما يعنيه هذا. وقال مصدران بالحزب ان هذا لن يؤثر على المقاطعة لكنه قد يعني أن المهدي يمكن أن يتبنى موقفا مماثلا لموقف الحركة الشعبية لتحرير السودان ويستثني ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان من المقاطعة.

وكان المهدي وياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان لانتخابات الرئاسة يعتبران المنافسين الحقيقيين الوحيدين للرئيس الحالي عمر حسن البشير وبالتالي فان هذا القرار سيقوض الانتخابات الرئاسية.

الحزب الاتحادي الديمقراطي

نأى الحزب الاتحادي الديمقراطي - وهو حزب المعارضة الرئيسي الاخر - بنفسه حتى وقت ليس ببعيد عن تحالف المعارضة مفضلا الحديث الى حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه البشير. لكن بعد اتهامات بارتكاب مخالفات في الاجراءات الانتخابية انضم الى تحالف المعارضة.

وهو منقسم وكان محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب قد أكد أن الحزب الذي يوصف بأنه اسلامي طائفي سينسحب من انتخابات الرئاسة ويواصل المنافسة على مستوى انتخابات البرلمان وانتخابات الولايات.

لكن يوم الثلاثاء غير الميرغني رأيه وقرر مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي مشاركة كاملة بما في ذلك انتخابات الرئاسة وهو ما يقول الكثير من السودانيين انه دليل على عقد صفقة مع حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير. واذا لم يعدل الحزب الاتحادي الديمقراطي عن قراره مرة أخرى فانه قد يمنح مناصب في الحكومة بعد الانتخابات.