على الرغم من مقاطعة الاحزاب المعارضة في السودان للانتخابات خشية عمليات تزوير، إلا أن الكثير من المواطنينيشعرون بالسعادة لأنهم مارسوا حقهم في التصويت لإختيار القيادة، في وقت ما زالت الشكوك تحوم حول نجاعة الانتخابات في فتح صفحة جديدة في هذا البلد الذي انهتكه النزاعات.

القاهرة: في تقرير مطول لها حول الانتخابات السودانية تحت عنوان quot;الناخبون يتذوقون طعمًا بالغ الصغر للديمقراطيةquot;، تقول صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية إنه وعلى الرغم من المقاطعة الواسعة النطاق لأحزاب المعارضة والمزاعم التي تتحدث عن عمليات تزوير، إلا أن كثيرًا من الناخبين بدوا سعداء فقط لمجرد الإدلاء بأصواتهم.

وتمضي الصحيفة في هذا الإطار لتبرز العديد من وجهات النظر التي عكست الواقع الهادئ الذي شهده اليوم الأول من الانتخابات، بعيدًا من أعمال العنف. ثم تبرز آراء مواطنين، عبروا عن سعادتهم وانبهارهم بعملية التصويت. وفي البداية، تقول إن الملايين من السودانيين احتشدوا في اليوم الأول لعمليات التصويت التي ستستمر على مدار ثلاثة أيام، بمراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد لاختيار الرئيس، ومجالس الدولة والمجالس الوطنية، والمحافظين، وغيرهم من المسؤولين المحليين، في عملية اقتراع معقدة للغاية، قالت عنها اللجنة الوطنية للانتخابات في السودان إنها صُمِمت لمنع التزوير.

وعلى الرغم من مقاطعة العديد من الأحزاب للانتخابات بشكل عام، إلا أن الصحيفة ترى أن الـ 100 ألف جندي تقريبًا الذين تم نشرهم بجميع أنحاء شمال السودان للحفاظ على الأمن، مع إبقاء الشرطة في حالة تأهب قصوى، قد ساهموا في مرور اليوم الأول لعملية الاقتراع دون حدوث أعمال عنف كبرى. وبالنسبة إلى أولئك الذين أدلوا بأصواتهم يوم الأحد، قالت الصحيفة إن التجربة كانت تأكيدًا على أن المواطنين العاديين، المثبتين بتلك الصفة على الورق، لديهم سلطة على قادتهم، وكذلك رأي في مستقبلهم ومستقبل بلادهم.

فمن جانبه، لم يجد عبدول محمد فهمي، الذي وُلِد في العام الذي شهد فيه السودان آخر انتخابات وهو عام 1986، وصفًا أبلغ من كلمة quot;مدهشةquot; ليطلقها على تجربة الإدلاء بصوته في الانتخابات. وقالت الصحيفة في السياق نفسه إن المواطنين الذين عبروا، عند مراكز الاقتراع بجميع أنحاء الخرطوم، عن شكوكهم حول ما إن كان الشعب السوداني مستعد للديمقراطية أم لا، قد أكدوا أن اليوم يمثل فرصة تاريخية بالنسبة إلى السودان لكي يُلِقي بفترة الحرب التي قضاها على مدار 22 عامًا وراء ظهره.

ثم تمضي الصحيفة لتنقل عن مواطن يدعى بهاء الدين إبراهيم محمد، وهو مهندس مدني كان يدلي بصوته في أم درمان، قوله :quot; باعتباري مواطنًا إفريقيًا وعربيًا، يمكنني القول إننا بحاجة إلى بعض الوقت كي تترسخ الديمقراطية في السودان. وأقدِّر بالفعل الحكومة العسكرية. وإلى أن يعرف الناس كيف لهم أن يحكموا أنفسهم بالديمقراطية، نحن بحاجة إلى قائد قوي. وإذا ذاق الناس طعم الديمقراطية، فسوف يعتقدون أنهم أقوياء وقد ينتهكون حينها تلك الديمقراطية، ومن ثم يمنحون الجيش ذريعة للعودة مرة أخرىquot;.

وهو الرأي الذي لم تعترض عليه زوجته، سلوى عواد، التي تعمل مهندسة معمارية، بل أكدت بصورة لطيفة على نواحيه الإيجابية. وقالت:quot; نحن بحاجة إلى ديمقراطية قوية، ونحن إذ نشتم الآن مقدارًا ضئيلًا من رائحة هذا الشيء الذي يُطلق عليه ديمقراطيةquot;. وتواصل الصحيفة حديثها بنقلها عن رجل مُسِن من الجنوب، يُطلِق على نفسه، علي، قوله :quot; أُدلِى بصوتي لأن الانتخابات سوف تعني بتحسين حياة الناس. أما أولئك الذين يرغبون في مقاطعة الانتخابات، فهل هم يريدون إعادتنا للوراء إلى الحرب أم للمضي قدمًا إلى الأمام؟quot;. وفي أم درمان، تنقل الصحيفة عن مدبرة منزل تدعى حنا أحمد عبدول نجيب، قولها :quot; لقد أتيت إلى صناديق الاقتراع لكي أغير الوضع في بلادي. تدور الديمقراطية حول آراء شخصية، ومن الجيد بالنسبة لنا أن نتبادل آرائنا. نحن بحاجة للتنمية، ونريد أن نحل المشكلة في دارفور. وهو ما جعلني آتي إلى هنا، لرؤية هذا الوضع الحالي يتغير إلى وضع أفضلquot;