الخرطوم: كشف مصدر سوداني مطلع أن قيادات في المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير طالبت بإعفاء وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين من منصبه، بسبب التصعيد العسكري في الإقليم أخيرا، مشيرة إلى أن التصعيد لن يحقق السلام ويزيد من أزمة الإقليم. كما دعت هذه القيادات حسب صحيفة الشرق الأوسط في اجتماع للمكتب القيادي للمؤتمر الوطني، الذي انعقد قبل يومين من اجتماع مجلس شورى الحزب الذي بدأ أمس، إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام في دارفور في الجولة المقبلة التي ستبدأ غدا وإقناع حركة العدل والمساواة بالدخول في المفاوضات.

وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه للصحيفة، إن القيادات رفعت توصية إلى مجلس الشورى بضرورة التهدئة مع المجتمع الدولي في الفترة المقبلة، إلى جانب وقف التصعيد الإعلامي مع الحركة الشعبية وقيادة حوار شامل لإكمال اتفاقية السلام وإجراء الاستفتاء لمصير الجنوب في مواعيده، بهدف العمل من أجل وحدة السودان قبل الاستفتاء.

ويتزامن ذلك مع تحذير البشير أمس السبت من أن يكون انفصال الجنوب عن الشمال بعد استفتاء كانون الثاني/يناير المقبل quot;عامل انفجارquot;.

وقال البشير خلال خطاب في اجتماع لمجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الذي يترأسه quot;ما قبلناه في الانتخابات بالجنوب لن نقبله في الاستفتاء ونريد المحافظة على وحدة السودان لمصلحة المواطن في الجنوب والشمالquot;.

واضاف quot;كل التجارب في العالم تقول ان البلاد التي تقسمت ذهبت الى الحرب واقرب مثال الهند وباكستان واريتريا واثيوبيا فما بالنا نحن الذين لدينا هذه الحدود الطويلة والتداخل القبلي والثقافيquot;.

وقال quot;هذه ممكن ان تكون عوامل انفجار واي نقطة على الحدود مرشحة لتكون موقع انفجار ان حدث الانفصالquot;.

وحصلت اريتريا على استقلالها رسميا من اثيوبيا بعد استفتاء في العام 1993، الا ان تطبيق اتفاق حول ترسيم الحدود لا يزال يشكل ازمة.

وتتنازع الهند وباكستان السيطرة على كشمير منذ استقلالهما في 1947. وهذه المنطقة المقسومة الى شطرين منذ تلك الفترة كانت سببا لحربين من ثلاث حروب خاضها الجاران الخصمان في جنوب اسيا.

وسيجري في جنوب السودان في كانون الثاني/يناير 2011 استفتاء لتحديد المصير يشكل احد البنود الرئيسية في اتفاق السلام الشامل الذي وقع نهاية 2005.

وشهدت الحدود بين الشمال والجنوب احداثا دامية في الاشهر الاخيرة. واسفرت مواجهات بين الجيش الجنوبي وقبائل عربية من الشمال عن سقوط اكثر من خمسين قتيلا في نيسان/ابريل الماضي.

وكان اعلن فوز البشير في الانتخابات التي جرت من 11 الى 15 نيسان/ابريل في السودان باغلبية 67 بالمئة من الاصوات بينما تحدثت المعارضة عن عمليات تزوير ومشاكل لوجستية.