طلال سلامة من برن (سويسرا): يتمحور هدف الأطباء اليوم حول التصدي لعدد، ولو محدود، من عوارض مرض التوحد فضلاً عن تحسين العلاقات الشخصية للمرضى المصابين بما لا علاج نهائي له بعد. في هذا الصدد، يراهن الباحثون، في مركز (Seaside Therapeutics)، بمدينة كامبريدج، على دواء اختباري يدعى quot;أرباكلوفينquot; (Arbaclofene) قد يستطيع حل مشاكل الاستيعاب والتواصل لدى المصابين بمتلازمة الكرومسوم إكس الهش (Fragile X Syndrome) المنوط ببعض أنواع الاضطرابات التوحدية.

والمصابون بهذه المتلازمة لديهم تشوه في جين يحول دون تقوية الروابط العصبية الدماغية، لديهم. بالطبع، فان تقوية هذه الروابط تساعد المرضى في التمييز بين الأحداث، التي تجري معهم يومياً. ما يجعلهم أكثر قدرة على فهم هذه الأحداث والتفاعل معها بصورة أفضل. وتشير النتائج الحالية الى أن الدواء، الذي يتم اختباره للمرة الأولى عالمياً، قادر على quot;عكسquot; الآثار الناتجة عن هذا التشوه الجيني لصالح المرضى. مما لا شك فيه أن نجاح التجارب، على هذا الدواء، من شأنه مساعدة المرضى على تعلم كيفية النطق، على نحو أفضل، عدا عن تجهيزهم بقدرات اجتماعية تجعلهم أكثر تفاعلية مع محيطهم.

من جانبهم، يعكف الباحثون في معهد (Bloorview Research Institute) بمدينة تورونتو الكندية على استعمال حقن هرمون الأوكسيتوسين على الأطفال، المصابين بمرض التوحد. ان حقن هذا الهرمون مرتين يومياً، طوال ستة أسابيع، ساعد هؤلاء الأطفال على حفز انفعالاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية. ما يعني ان مفعول هذا الهرمون واعد انما ينبغي تكثيف الدراسات عليه. ومن الصعب، الى الآن، التحدث عن نتائج عملية لكون مرض التوحد معقد وما تزال أسباب الاصابة به شبه مجهولة.