وجدت دراسة حديثة أنه قد بات بالإمكان الكشف عن داء التوحد لدى الأطفال عن طريق تحليل أصواتهم.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: تبين لدى العلماء الذين خلصوا لتلك النتيجة أن الأطفال الرضع المصابين بهذا العرض ينطقون الكلمات بشكل مختلف عن نظرائهم الأصحاء، وهو الأمر الذي يمكن تحديده بوساطة جهاز جديد يعني بتحليل الأصوات.

وذكرت صحيفة التلغراف البريطانية في هذا الشأن أن هذا الجهاز الجديد الذي يُعرف اختصارًا بـ LENA من الممكن أن يؤدي للكشف عن اضطرابات طيف التوحد، التي تستدعي التدخل المبكر. وأوضحت الصحيفة أن الجهاز يعمل بتسجيله صوت الطفل لمدة يوم بأكمله، ومن ثم يُدخِل البيانات في برنامج حاسوبي خاص يقوم بمقارنة الأصوات بتلك الخاصة بباقي الأطفال المعروف عنهم بالفعل إصابتهم بتلك الحالة.

وقال الباحثون إن الكلام المبكر لدى الأطفال المصابين بالتوحد ndash; وبخاصة الطريقة التي ينطقون بها مقاطع الكلمات ndash; يختلف عن الكلام الذي ينطقه الأطفال الذين ينمون بشكل مثالي. وبحسب ما ورد بالنتائج البحثية التي جرى نشرها على الانترنت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن ذلك النظام الآلي الجديد الذي يتكلف ما يقرب من 130 إسترليني بمقدوره أن يكشف عن الحالة المرضية بدرجة تبلغ دقتها 86 %.

كما يتميز الجهاز بالقدرة على التمييز ما بين الأطفال الأسوياء والآخرين المصابين بالتوحد وبين الأطفال الذين تتأخر لديهم عملية النطق أو التحدث بناء ً على التحليل الصوتي الآلي. وتشير الصحيفة في الإطار عينه إلى أن الكشف والعلاج المبكر لداء التوحد من الممكن أن يؤثر بشكل كبير على نمو الأطفال. وتمضي الصحيفة بعدها لتنقل عن البروفيسور ستيفن وارين، من جامعة كانساس الأميركية، قوله :quot; من الممكن أن تساعد تلك التكنولوجيا أطباء الأطفال في فحص الأطفال للكشف عن اضطرابات طيف التوحد من أجل تحديد ما إن كان من الضروري الذهاب إلى أخصائي لتشخيص الحالة بشكل كامل وإخضاع هؤلاء الأطفال لطرق علاجية أولية وأكثر فاعليةquot;.

وأوضحت الصحيفة في الختام أن الباحثين قاموا بتحليل 1486 تسجيل صوتي من 232 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 10 أشهر إلى أربعة أعوام. وقد وجد الباحثون أن المؤشرات الأكثر أهمية هي التي ثبت أنها تستهدف الطريقة التي ينطق بها الأطفال مقاطع الكلمات - أو قدرة الأطفال على التلفظ بمقاطع مصاغة جيدًا بحركات سريعة للفك واللسان أثناء عملية النطق. هذا ويُظهِر الأطفال سيطرة على أصواتهم في أشهر حياتهم الأولى، ثم يقومون بصقل تلك المهارة مع اكتسابهم اللغة.