إذا كان الفضل يعود للإيطاليين والفرنسيين في الجزء الأكبر مما وصلت إليه الموضة العالمية، فربما يعود بعض الفضل للإنكليز في إحياء المنتجات الجلدية الفاخرة التي تعد واحدةً من أبرز السمات التقليدية للموضة البريطانية. وكما كان في القرن التاسع عشر، حين كان السراجون ومحترفو صناعة الجلود من بين الأفضل في العالم، كانت هناك حالة من الرواج على تلك المنتجات. وفي فرنسا وإيطاليا، تنتظر السيدات ثلاثة أشهر لتدفعن في النهاية مبلغاً قدره 3000 إسترليني ثمن حقائب يد غاية في الأناقة، فقط لأن أبرز دور الموضة الفرنسية والإيطالية، مثل فندي وهيرمس، تحظى بتاريخ وتقاليد وسحر. هذا ويحظى أيضاً مصنعو السلع الجلدية البريطانيون بتاريخ وتقاليد، لكن حتى وقت قريب، لم يتمكنوا مطلقاً من تحقيق عنصر السحر، ولم تتمكن البضائع البريطانية رفيعة المستوى من إثبات وجودها على الصعيد العملي. غير أن الجيل الجديد من المصممين نجح في حل تلك المشكلة بخروجه عن المنافسة مع أبناء القارة، ليستغل شعور الفرد بأذواق العملاء. وكان اللافت في الأمر اختفاء قوائم الانتظار واختفاء قوائم الأسعار الخيالية كذلك. وقد قطع المصممون البريطانيون مشواراً طويلاً منذ أن كانت حقيبة يد Miss Marple هي القطعة الأبرز لدى عشاق الموضة. فيما يتفوق المصممون الجدد الآن بما يطرحونه من إكسسوارات، لأن قوتها غالباً ما تكمن في التفاصيل والتطور الشاذ والاستدراك البارع.
- آخر تحديث :
التعليقات