أراد مصمم الأزياء اللبناني روبير حداد أن يكون حفل زفافه ملكياً ،إنكليزي الطابع،مستوحىً من حقبة لويس الرابع عشر بكافة تفاصيلها الأنيقة وأبهتها ،لكن بلمسات عصرية تخللها الكثير من السحر والجمال .كما أراده أن يكون محطة إنطلاق له من عالم الألبسة الجاهزة الى عالم الquot;هوت كوتورquot; من خلال تقديمه عرضاً للأزياء مستوحىً أيضاً من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي .
حضر الحفل نخبة من شخصيات المجتمع اللبناني والإعلاميين الذين شهدوا على إنطلاقة تبشر بمستقبل واعد في مجال الهوت كوتور.وقبيل الحفل إلتقت quot;إيلافquot; المصمم حداد وأجرت معه الحوار التالي:


-بداية مبروك من quot;إيلافquot; ،وهل يمكن لك أن تخبرنا عن التحضيرات التي سبقت حفل الزفاف؟

فكرة الحفل تطلبت وقتاً طويلاً لإيجادها .وعندما وجدت ،رحنا نبحث عن الاشخاص الذين سيهتمون بكافة التفاصيل ،كلٌ حسب إختصاصه(الأكسسوارات،الأزهار،الأطباق،الكراسي،الألعاب النارية..)وبالطبع كنت أشرف على كافة التفاصيل ،ما تطلّب جهداً كبيراً ووقتاً إستمر لأكثر من عام.

-كيف ولدت فكرة تقديم عرضاً للأزياء أثناء حفل الزفاف؟
لقد كنت أحلم منذ تعرّفت بخطيبتي أن أقدم أول عرض لأزياء الهوت كوتور الخاص بي وأطلقه أثناء حفل زفافي.فقد كانت الفكرة جريئة ،أعلم تماما أنها قد لا تروق للكثيرين ،لكن مهما كان رأي المدعوين،سلباً أم إيجاباً،فإنني أشكرهم عليه.
الفكرة جديدة كلياً وأتمنى أن تكون نالت رضى الجميع.

-لماذا أصريّت أن تعتمر السيدات والآنسات المدعوات الى الحفل،القبعات؟
القبعات تتبع فكرة الحفل quot;ملكي- إنكليزيquot; وكنت قد خططت لها قبل زفاف الأمير وليام وكيت بستة أشهر ،لكنني إستوحيت الكثير من التفاصيل الإضافية بعد مشاهدتي للزفاف الملكي.حيث تعاونت مع مهندسين إنكليز لرسم وتصميم عربة خيل ،نسخة طبق الاصل عن عربة الأمير وليام وتمّ تصنيعها في لبنان وإستغرق العمل عليها لأكثر من ثمانية أشهر.

-ماذا تخبرنا عن مجموعة الquot;هوت كوتورquot; التي ستقدم في الحفل ؟
إنها مجموعة مستوحاة من روح الحفل ،من الأبهة الملكية الأنيقة ،من حقبة لويس الرابع عشر ،لكن أضفت إليها لمسات عصرية لتليق بالمرأة العصرية الباحثة عن الأناقة.
تتضمن المجموعة 35 فستاناً للسهرات ،تغلب عليها القصّات الضيّقة .أما الوانها فتنوعّت بين العاجي مع الذهبي،الاسود،الرمادي،الذهبي وبعض الالوان الدافئة وغير القوية.

-من المعروف عن روبير حداد أنه يتمتع بشهرة واسعة في العالم العربي في مجال تصميم الألبسة الجاهزة وتصاميمه تملأ البوتيكات الكبيرة .أخبرنا قليلاً عن طبيعة هذا العمل؟
تعاطينا في المرحلة السابقة كان يقتصرعلى التجار الذين يشاهدون التصاميم ويطلبون تنفيذها بهدف بيعها في بوتيكاتهم ،وهذا الخط يسمى Couture a porter .
سوف نستمر بهذا الخط القديم الذي يتوجّه الى التجار،الى جانب خط الquot;هوت كوتورquot; الذي يتوجّه الى الزبونات مباشرة.

-ما رأيك بذوق المرأة العربية عموماً واللبنانية خصوصاً؟
أصبحت المرأة العربية والمرأة اللبنانية ،في الوقت الحاضر،على تقارب كبير بمسألة الذوق وإختيار التصاميم.فقد كانت المرأة العربية ،في ما مضى،تميل الى الأكسسوارات والشك والتطريز المبالغ به ،لكنها اليوم، وبعد الإنفتاح الإعلامي،أصبحت تتأثر بالذوق الغربي البسيط والأنيق وأصبحت النساء العربيات تهوى تصاميم إيلي صعب وجورج حبيقة وجورج شقرا الذين يعتبروا في الطليعة والذين تخطوا المألوف بخطوط مميزة.

-ما الذي يميز أسلوب روبير حداد عن غيره؟
لدي أسلوبي الخاص وذوقي الخاص ،كما لدي عالمي ومفهومي الخاص للأناقة ،لا أتأثر بأحد ولا أعمل بطريقة تجارية .أحاول إرضاء نفسي قبل إرضاء الآخرين وآخذ بعين الإعتبار عنصر البساطة وكم سيليق التصميم بالمرأة التي سترتديه .فكما يدخل المؤلف الموسيقي في صومعة موسيقية عندما يريد أن يؤلف مقطوعة ما،أحاول أنا أيضاً أن أدخل الى الوحي الموجود في فكري الذي يقودني بإتجاه معين قبل البدء بتصميم أية مجموعة.أود دائما أن أتبع حدسي، أين يبدأ وأين لا ينتهي..!


-هل يطمح روبير حداد الى العالمية ويضعها هدفاً أمام عينيه؟
لقد وضعت حجر الاساس بالنسبة لخط الquot;هوت كوتورquot; ،لكن كل ما يمكنني قوله هو أنني لا أحاول أبداً أن أخطو خطوة ناقصة .إنما النيّة موجودة ،فقد تأخذ خطوة العالمية وقتاً ولا تأتي بسرعة وقد تأتي مسرعة .لا سيما وأنني ناجح والحمد لله على الصعيد التجاري وأملك إسماً جيداً في الدول العربية وفي بعض الدول الأوروبية.
فكما إستطعت تحقيق النجاح في هذا المجال،فسأستطع ،إنشاءالله، تحقيق النجاح في خط الquot;هوت كوتورquot; .

-بعيداً عن الزفاف وعرض الأزياء الخاص به،ما هي مشاريعك المستقبلية؟
مستمرون في الألبسة الجاهزة كما سبق وأشرت ونقوم بالتحضير لعرض أزياء جديد لربيع وصيف 2012 .