أعلنت مجموعتا الأدوية العملاقتان "سانوفي" و"غلاكسو سميث كلاين" عن نيتهما توحيد جهودهما لتطوير لقاح ضد فيروس كوفيد-19، آملتين بأن تتمكنا (بفضل هذا التعاون) من تحقيق نتيجة بحلول عام 2021.

إيلاف من بيروت: تعمل شركتا "سانوفي" الفرنسية و"غلاكسو سميث كلاين" البريطانية، اللتان تتمتعان بقدرات كبيرة على تصنيع اللقاحات في العالم، على لقاح عالي التقنية، من المرتقب أن يدخل مرحلة التجارب البشرية في غضون أشهر.

شركة واحدة لا تكفي
يُشكل هذا التعاون بارقة أمل للتغلب على ما يعيشه العالم اليوم من أوضاع سودادوية. وإذا نجحت الشركتان في التوصل إلى اللقاح، فستكون لديهما القدرة على تصنيع مئات الملايين من الجرعات التي من المحتمل أن تكون مطلوبة في جميع أنحاء العالم.

تعليقًا على الجهود المشتركة، قالت إيما والمسلي، الرئيسة التنفيذية لشركة غلاكسو سميث كلاين: "الشيء غير الشائع هو أن لدينا اثنين من أكبر مصنعي اللقاحات في العالم يعملان سويةً، وكلاهما يمتلك قدرة تصنيع كبيرة. ونعتقد أننا سنكون قادرين على صنع مئات الملايين من الجرعات بحلول نهاية العام المقبل".

من جهته، يوضح بول هدسون، الرئيس التنفيذي لشركة سانوفي: "في الوقت الذي يواجه فيه العالم هذه الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة، من الواضح أنه لا يمكن لشركة واحدة أن تتصرف بمفردها. ولهذا السبب تكرّس سانوفي خبرتها ومواردها مع شركة رائدة، مثل غلاكسو سميث كلاين، بهدف إنشاء وتوريد كميات كافية من اللقاحات، التي ستساعد على إيقاف هذا الفيروس".

تقنيات أثبتت نجاعتها
لا شك أن التعاون بدلًا من التنافس للوصول إلى لقاح هو أمرٌ غير مسبوق، ولكن الحاجة الملحّة إلى توفير لقاح يكبح فيروس كوفيد-19 والنطاق المحتمل للسوق يستدعيان بذل الجهود المشتركة.

يعتمد اللقاح على تقنية قائمة على الحمض النووي تستخدمها "سانوفي" لصنع لقاح الإنفلونزا. وستتولى الشركة الفرنسية استخدام المستضدات في استهداف البروتين الذي يعيش على سطح فيروس كورونا المستجد، ويساعده على مهاجمة خلايا أجسام البشر، فيما ستتولى "غلاكسو سميث كلاين" إنتاج المواد المساعدة التي من شأنها تقليل الجرعة اللازمة من المصل في كل حقنة.

كما سيتم استخدام التكنولوجيا نفسها التي استُخدمت في جائحة إنفلونزا H1N1 لتسريع الإنتاج، ما يعني أن كلًا من "غلاكسو سميث كلاين" و"سانوفي" يعتمدان على تقنيات مثبتة تم استخدامها لتصنيع اللقاحات على نطاق واسع.

التجارب في الصيف
هذا وتخطط الشركتان لبدء تجارب المرحلة الأولى في النصف الثاني من هذا العام. وإذا نجحا في ذلك، يمكن أن يكون اللقاح متاحًا على نطاق واسع بحلول النصف الثاني من عام 2021.

عن هذا التعاون الجديد، يشير ريتشارد هاتشيت، الرئيس التنفيذي للتحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، الذي يموّل تطوير ثمانية لقاحات محتملة، يشير إلى أن "الجمع بين تكنولوجيا سانوفي، التي ستسمح بتوليد وإنتاج اللقاح بسرعة، مع تكنولوجيا غلاكسو سميث كلاين المساعدة التي أثبتت جدواها، والتي ستسمح بدورها بتوليد المزيد من الجرعات من حجم إنتاج معيّن، سيسرع في توصيل اللقاحات إلى العالم".

من جانبه عبّر تشارلي ويلر، رئيس مركز اللقاحات في ويلكوم ترست، عن سعادته بالتعاون الذي لم يسبق له مثيل، قائلًا: "لم نكن نحتاج من قبل إنتاج لقاح بهذه السرعة والكمية، لذا فإن استكشاف طرائق متعددة هو أمر ضروري".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن " ذا غارديان ". الأصل منشور على الرابط:
https://www.theguardian.com/science/2020/apr/14/gsk-and-sanofi-join-forces-to-work-on-coronavirus-vaccine