تمكن علماء سويسريون من الربط بين مستوى تفشي فيروس كورونا بين مرحلتين زمنيتين من خلال دراسة عينات الصرف الصحي لبعض المدن السويسرية. وأظهرت عينات الصرف الصحي مدى انتشار تفاقم العدوى مقارنة مع نفس اليعنة التي أخذت في فبراير الماضي. وتكمن أهمية الدراسة في معرفة مدى اصابة المجتمع الفيروس والمعرضة لخطر العدوى .

وزعم علماء في سويسرا أن آثار فيروس "كوفيد 19" المكتشف في مياه الصرف الصحي يمكن أن تكون بمثابة "نظام إنذار مبكر" لتحديد مستوى تفشي العدوى المحتمل بين السكان.

ويعمل العلماء على تطوير نظام يمكن من خلاله استخدام عينات الصرف الصحي، لتحذير هيئات الصحة العامة من الزيادات المحتملة في حالات المرض، قبل أسبوع تقريبا من الاختبار التشخيصي.

وقال الباحث الرئيس، كريستوف أورت، من المعهد الاتحادي السويسري للعلوم والتكنولوجيا المائية (Eawag)، في بيان، "مياه الصرف الصحي لا تكذب، وهي تعكس ما يفرزه عامة الناس في غضون ساعات قليلة".

وفي حين أن التركيزات في أحدث العينات عالية جدا، فوجئ الباحثون أنهم تمكنوا أيضا من اكتشاف الفيروس بتركيزات منخفضة جدا في عينات مياه الصرف، التي جُمعت في فبراير.

وقال Eawag إن القدرة على اكتشاف تركيزات فيروسية منخفضة في مياه الصرف الصحي، تشير إلى أنه يمكن تتبع ارتفاع منحنى عدوى "كوفيد 19" بأثر رجعي، من خلال تحليل 300 عينة إضافية مجمدة حاليا في التخزين.

وأضاف أورت: "من خلال عينات من 20 محطة معالجة كبيرة موزعة في جميع أنحاء سويسرا، يمكننا مراقبة مياه الصرف الصحي لنحو 2.5 مليون شخص". وفي حين حقق العلماء نجاحا جيدا مع الطريقة حتى الآن، إلا أنهم قالوا إنها ما تزال بحاجة إلى "مزيد من التحسين" قبل استخلاص استنتاجات قوية.