اثينا : تسببت الشرطة اليونانية الأحد بحالة بلبلة بعد الإعلان عن حظر التجمعات قبيل ذكرى الانتفاضة الطالبية عام 1973 فيما أشارت الحكومة الى تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.

تشكل محطة 17 نوفمبر مناسبة مهمة جدا للعديد من اليونانيين لاحياء ذكرى مقتل 24 شخصا بينهم العديد من الطلاب في جامعة البوليتكنيك في أثينا ما ساهم في تسريع سقوط ديكتاتورية العسكريين.

والسنة الماضية قام أكثر من 30 ألف شخص بإحياء هذه الذكرى في اثينا ومدن كبرى أخرى وسط انتشار كثيف للشرطة.

لكن هذه السنة، ستحظر كل التجمعات لأربعة أشخاص أو اكثر اعتبارا من الساعة السادسة مساء الاحد وحتى التاسعة مساء الاربعاء لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد كما أعلنت الشرطة.

وقالت الشرطة في بيان "بسبب التهديد الخطير للوضع الصحي وفي إطار اجراءات لاحتواء انتقال عدوى كوفيد-19، يحظر أي تجمع يضم اربعة اشخاص او اكثر اعتبارا من 15 نوفمبر الساعة السادسة صباحا حتى 19 منه الساعة 21,00".

وأضافت انه في حال عدم التزام هذه التعليمات، فان الكيانات القانونية مثل الاحزاب السياسية والافراد الذين ينظمون تجمعات ستفرض عليهم على التوالي غرامة بقيمة خمسة آلاف وثلاثة آلاف يورو، على ان يسدد كل مشارك غرامة قيمتها 300 يورو.

وكان الوزير المكلف حماية المواطنين ميخاليس خريسوخوييدس اعلن الجمعة أنه لن يتم هذا العام إحياء ذكرى 17 تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم الذي تمرد فيه طلاب جامعة البوليتكنيك في اثينا على المجلس العسكري الحاكم، ما دفعه الى ارسال دباباته الى الجامعة.

وقال الوزير "لم نحتفل هذا العام بذكرى 25 مارس (الاستقلال) ولا بذكرى 28 تشرين الاول/اكتوبر (اليوم الوطني). كما لم نحتفل بالفصح (...) الامر ينطبق ايضا على ذكرى البوليتكنيك". وأضاف أن "الفيروس هو العدو والتجمعات سلاح رئيسي".

وأعلنت السلطات الأحد عن 1698 إصابة جديدة ما يرفع إجمالي الحالات الى 74 الفا و205 فيما بلغت حصيلة الوفيات اليومية 71 في مستوى قياسي جديد يرفع اجمالي الوفيات الى 1105.

وتجاوزت اليونان عتبة ألف وفاة السبت حين أعلنت الحكومة إغلاق المدارس الابتدائية ودور الحضانة. سارعت احزاب سياسية معارضة الى الاحتجاج على هذا الحظر ووعدت بالمضي في تنظيم بعض الفعاليات الثلاثاء.

وأعلن الحزب الشيوعي نيته تنظيم مسيرته المعتادة "نحو السفارة الأميركية"، تذكيرا بأن المجلس العسكري المناهض للشيوعية كان يحظى بدعم واشنطن.

وقال ديميتريس كوتسومباس زعيم الحزب الشيوعي انه سيتم "الالتزام بكل التدابير الأمنية ووضع الكمامات واستخدام المعقمات واحترام التباعد الاجتماعي".

وأضاف "بالطبع نحض كل الأشخاص المعرضين للمرض على أن يبقوا في منازلهم". وقال الحزب الاحد إن "حركة الشعب المنظمة ستعلن حكومة السلطة المطلقة باطلة ولاغية".

يعتزم "ديم 25 "، حزب وزير المالية السابق يانيس فاروفاكيس وضع إكليل من الزهر أمام مبنى البوليتكنيك الثلاثاء متهما الحكومة بالنفاق في السماح بمثل هذه الخطوات، في حين تحظر مسيرات ستراعي جميع بروتوكولات مكافحة كوفيد-19.

ومع اعتراض الاحزاب السياسية، اوضحت الشرطة أنه سيسمح لوفود صغيرة من كل حزب بالحضور لوضع أكاليل الزهر في المقر القديم للجامعة.

من جهته، قال حزب المعارضة اليساري الرئيسي "سيريزا" إنه "لا يمكن لأي حكومة تعليق الدستور بقرار من وزير أو قائد الشرطة اليونانية"، في إشارة إلى الحق الدستوري في التجمع.

لكنه لم يعلن عن مسيرة مقررة قائلا "هذه السنة ومع احترام الظروف الصحية الخاصة، لا يمكن احياء ذكرى انتفاضة نوفمبر مثل السابق، وينبغي عدم القيام بذلك".

لكن اتحاد القضاة والمدعين اليونانيين لفت الى ان الدستور ينص على حظر يغطي مناطق جغرافية معينة وليس البلاد بأسرها.

وقال في بيان "على الدولة واجب حماية الصحة العامة أثناء انتشار وباء بدون تجاوز حدود سيادة القانون".

والجمعة، أخلت الشرطة المقر القديم لجامعة البوليتكنيك والذي تحول إلى الجامعة الوطنية التقنية لاثينا واوقفت 92 شخصا بتهمة الاخلال بالأمن العام.