الجزائر: حثّت سلطة ضبط السمعي-البصري في الجزائر وسائل الإعلام على "عدم التركيز المفرط على الأخبار السلبيّة" في تغطيتهم للأزمة الصحية، في وقت تشهد البلاد ارتفاعًا حادًّا في عدد الإصابات بكوفيد-19 ونقصًا في الأكسجين.

ودعت السلطة في بيان مساء الأربعاء المسؤولين عن محطات التلفزة إلى "الاضطلاع بمسؤوليّاتهم الإجتماعية تجاه المشاهد وعدم التركيز المفرط على الأخبار السلبية والقصص الإخبارية المأسوية التي يتسبّب بها" وباء كوفيد-19.

واعتبرت الهيئة أنّ هذا النوع من الأخبار يؤدّي إلى "بثّ الذعر والخوف واليأس في أوساط المجتمع، الأمر الذي يصعب من معالجة الوضع".

وشدّدت على ضرورة "الإمتثال للقواعد المهنيّة والتحلّي بالتوازن والموضوعيّة في التغطية، والدقّة في تحرّي الأخبار والصور قبل نشرها"، خصوصًا عندما تشكّل وسائل التواصل الإجتماعي "مصدرًا رئيسيًّا للمعلومة"

وأشارت إلى أنّ جميع القائمين على نشرات الأخبار والبرامج الإخبارية مدعوون إلى "تفادي خطابات التهويل والترويع".

ارتفاع حاد

وتواجه الجزائر أكبر دول المغرب العربي من حيث التعداد السكاني (44 مليون نسمة)، ارتفاعًا حادًّا في حصيلة الإصابات اليوميّة. فقد سجّلت رسميًّا 168,668 إصابة بينها 4189 وفاة. وتمّ تجاوز من جديد حصيلة الإصابات اليوميّة القياسيّة الأربعاء مع 1927 إصابة، بحسب وزارة الصحة.

إلّا أنّ عدد الإصابات في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة تراجع الخميس، من دون معرفة الأسباب، مع 1537 إصابة، أي أقلّ بقرابة 400 إصابة مقارنة بحصيلة اليوم السابق.

لكن الحصيلة الرسميّة خصوصًا عدد الوفيات، لا تعكس الأعداد الحقيقيّة، بحسب شهادات بعض العاملين في القطاع الصحي التي نقلتها وسائل الإعلام.

لقاح محلّي

أكّد رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمان أنّ قرابة 3,5 ملايين جزائري تلقّوا اللّقاح، بعد ستّة أشهر من بدء حملة التطعيم.

وحصلت الجزائر حتى اليوم على تسعة ملايين جرعة من لقاحات سبوتنيك-في وأسترازينيكا وسينوفاك وسينوفارم، وستتسلّم 9,2 ملايين جرعة إضافية في آب/ أغسطس، وفق رئيس الوزراء.

وأشار إلى أنّ الجزائر ستنتج محليًّا لقاح سينوفاك اعتبارًا من أيلول/سبتمبر، مع 2,5 مليون جرعة في الشهر.

نقص الأكسجين

لكن الأولوية في الوقت الراهن هي نقص الأكسجين. يواجه أفراد وبعض المستشفيات نقصًا في الأكسجين بسبب خصوصًا مشاكل في إدارة المخازن والتوزيع.

بدأ متطوّعون توزيع بشكل مجاني قوارير أكسجين في البليدة، قرب العاصمة الجزائر، إحدى أكثر المناطق تضرّرًا، وفق ما أفاد صحافيّون في وكالة فرانس برس.

وقرّرت شركة غاز خاصة تكريس جزء من مصنعها في البليدة لإنتاج قوارير الأكسجين الطبّي وملئها.

أمام المصنع، وقف مواطنون من كل الفئات العمريّة حاملين وصفات طبية، على أمل الحصول على الأقل على نصف كمية الأكسجين التي يحتاجون إليها.

بحسب خبراء في الصحة تواصلت معهم فرانس برس وفضّلوا عدم الكشف عن أسمائهم، فإن "الإنتاج الصناعي للأكسجين الطبي في الجزائر يغطّي إلى حدّ بعيد الحاجات الإستشفائية" بما في ذلك في فترات تفشّي كوفيد.

وأضافوا "إلّا أنّ التوتّرات (في الإمداد) ناجمة عن سوء إدارة شبكة التوزيع وقلّة الإستباق مقارنة بالحاجات المترتّبة عن الموجة الثالثة للوباء".