إيلاف من بيروت: توقّعت دراسة حديثة، حدوث تفشٍّ شديد للإنفلونزا، بمجرد رفع التدابير الإحترازية المفروضة في مختلف أنحاء العالم، للسيطرة على وباء كورونا، داعية الناس إلى الإقبال على أخذ لقاحات الإنفلونزا.

واستخدم باحثون من كلية "ميلمان" للصحة بجامعة كولومبيا، في الدراسة التي نُشرت بمجلة الأمراض المعدية، نماذج حاسوبية لتقدير انخفاض الإصابة بالإنفلونزا بعد تنفيذ التدابير الوقائية للسيطرة على كورونا، إلى جانب بيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، وذلك لتوقّع انتقال الإنفلونزا على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وأدّت التدابير التي تمّ اتباعها للوقاية من "كوفيد-19"، مثل ارتداء الأقنعة والتباعد الجسدي وقيود السفر وإغلاق المدارس، إلى انخفاض بنسبة 60 بالمئة في حالات عدوى الإنفلونزا خلال الأسابيع العشرة التي أعقبت تطبيق تلك الإجراءات العام الماضي.

انخفاض المناعة

وأشارت الدراسة إلى أنّ انخفاض التعرّض للإنفلونزا أثناء إجراءات العزل والوقاية، أدّى بدوره إلى انخفاض المناعة لدى البشر.

وقال الدكتور جوناثان ستوي، رئيس قسم علم الفيروسات في معهد فرانسيس كريك في لندن، لموقع (Medical News Today): "تشير دراسة هذه إلى أنّ انخفاض عدد الإصابات (بالإنفلونزا) في عام 2020 سيؤدّي إلى تضاؤل ​​مناعة السكان، وهذا بدوره سيساهم في زيادة حالات الإصابة بالإنفلونزا لعدّة سنوات".

وتوقّع الباحثون أنّه مع تخفيف القيود الوقائية في الكثير من الدول، يمكن أن يؤدّي ذلك إلى تفشّي الإنفلونزا على نطاق واسع، لافتين إلى أنّ المستويات المنخفضة للإنفلونزا أثناء الوباء، قد تجعل من الصعب التنبّؤ بنوع سلالات الإنفلونزا التي يمكن أن تستخدم في صنع اللّقاحات المستقبلية، وهذا يمكن أن يقلّل من فعالية لقاحات الإنفلونزا.

"ليس حتميًا"

في ملاحظة أكثر تفاؤلًا، أقر المؤلّفون بأنّ موسم الإنفلونزا السيئة المتوقّع "ليس حتميًا"، معتبرين أنه من الممكن أن يكون الإقبال على الإبلاغ عن حالات الإنفلونزا، قلّ خلال فترة تفشي كورونا، لذلك ربما يكون هناك عددًا أكبر من الأشخاص قد تعرّضوا للفيروس أكثر ممّا تدركه نماذجهم الحاسوبية.

وأوضحوا أيضًا أنه بسبب انخفاض انتقال الإنفلونزا، سيكون للفيروس فرصة أقلّ للتحوّر وإنتاج متغيّرات جديدة.

من جانبه، أعرب أستاذ الطب الوقائي في كلية الطب بجامعة فاندربيلت في تينيسي الأميركية، البروفيسور ويليام شافنر، عن عدم اقتناعه باقتراح عدم إبلاغ الناس عن إصابتهم بالإنفلونزا.

وقال: "العام الماضي شهد أقل معدّل للإصابة بالإنفلونزا يمكن لأي منّا تذكره، بسبب القيود المفروضة نتيجة كورونا. لا أعتقد أنه كان هناك نقص في الإبلاغ عن الإنفلونزا. لم نكتشف انخفاضًا كبيرًا في الإختبارات، ولكن تم اكتشاف القليل من الإنفلونزا، لذا أعتقد أنّ معدّل الإنفلونزا المنخفض كان حقيقيًّا ".

وتابع: "التهابات الجهاز التنفسي الأخرى زادت مع بدء الحياة في العودة إلى طبيعتها، ممّا يشير إلى أنّنا بحاجة إلى أخذ التحذير من موسم الإنفلونزا السيئ على محمل الجد. هذا الصيف، مع تخفيف القيود وعودة الأطفال إلى المدراس، كان هناك ارتفاع في حالات الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي، وهي عدوى لا تظهر عادة إلّا في أشهر الشتاء. يمكن أن يكون هذا نذيرًا لأشياء مقبلة".