أكد منير البرش مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة لبي بي سي أن الجيش الإسرائيلي وضع روبوتات مفخخة في محيط مستشفى كمال عدوان من الناحيتين الجنوبية والغربية.
وأشار البرش إلى أن الجيش الإسرائيلي فجّر هذه الروبوتات مما أحدث أضراراً بالغة داخل المستشفى وتسبّب في إصابة 20 شخصاً من المرضى والجرحى والكادر الطبي غالبيتهم جراحهم طفيفة، عدا حالتين جراحهما متوسطة. كما تسبب في أضرار بالغة طالت الأجهزة الطبية.
وأضاف البرش في حديثه لبي بي سي بأن "الجيش الإسرائيلي أخرج الجرحى والمرضي عنوة من داخل المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا ومنهم من يعاني من جراح خطيرة وبعضهم من الأطفال وكبار السن الذين لا يمكن لهم التحرك والمشي في الشوارع". وأضاف أن أ"كثر من 50 دبابة تحيط المستشفى وكأنها ثكنة عسكرية"، على حد قوله.
وبيّن أن "الجيش الإسرائيلي يكثف هجومه على المستشفى الإندونيسي حيث اقتحمها وجرّف المولدات الكهربائية بداخلها ودمر مخازن الصيانة، وأن ما وصفه بالسيناريو الذي حصل في مستشفى الشفاء هو الماثل أمامهم في مستشفيات الشمال"، حيث "يريد الاحتلال إخراج المرضى والجرحى من المستشفيات وتدميرها وحرقها كما حصل في مجمع الشفاء".
وتابع البرش "لا أفهم سلوك الاحتلال تجاه المنظومة الصحية فعندما يضع روبوتات متفجرة ويقوم بتفجير المشفى ويحولها إلى مقابر، ما الذي يريده وكل هذا يحدث أمام أنظار العالم لا سيما منظمة الصحة العالمية التي لا تحرك ساكناً".
وعبر البرش عن خوفه الشديد على الكوادر الصحية مما قال إنه "القتل والاعتقال، ونخاف على الدكتور حسام أبو صفية مدير كمال عدوان بأن يُقتل أو يُعتقل كما فعل الجيش الاسرائيلي مع كوادر مستشفى الشفاء من عمليات قتل للأطباء والصيادلة وإخراج عدد منهم واعتقالهم ومن ثم القيام بإحراق المستشفى".
وما زال الجيش الاسرائيلي يشدد حصار مستشفيات شمال قطاع غزة الثلاثة وسط قصف عنيف يطال منازل ومناطق في محيطها ووصلت النيران والشظايا الى داخلها. وقال مسعفون إن" قوات إسرائيلية أجبرت الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي، فيما لحقت أضرار بالغة في مستشفى العودة بمخيم جباليا بسبب اشتعال النار في البيوت المحيطة به نتيجة القصف العنيف والمتكرر من الطيران الحربي على بيوت المواطنين، كمال وطالت الأضرار مستشفى كمال عدوان وأُصيب عدد من المرضى جراء عمليات نسف في محيطه".
وأكدت مستشفى العودة الواقعة في تل الزعتر بمخيم جباليا لبي بي سي بأن قصف مدفعي وإطلاق نار استهدف الطابق الثالث من المبنى الشرقي في المستشفى والذي يضم أحد أقسام مبيت المرضى.
وأكد جهاز الدفاع المدني مقتل 4 أشخاص على الأقل بينهم سيدتان وطفل وعدد من الجرحى نتيجة قصف إسرائيلي على شقة سكنية تعود لعائلة "صيام" فجر الثلاثاء بمحيط سوق الذهب بمدينة غزة ، فيما أكد شهود عيان سماعهم دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن عمليات نسف مبانٍ سكنية جنوبي حي الزيتون جنوب شرقي غزة.
وفي وسط القطاع قُتل 4 على الأقل ليل الاثنين جراء قصف اسرائيلي لعناصر تأمين المساعدات على شارع صلاح الدين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
- إسرائيل تقر رسميا بمسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية في طهران
- قصف إسرائيلي يطال خيام نازحين في خان يونس
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة قتلى الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة، إلى 45.338 شهيداً و107.764 جريحاً.
وقالت الوزارة في بيان لها إن "حصيلة قتلى العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 45.338 شهيداً و107.764 جريحاً" منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وأوضحت أنها أحصت "21 شهيداً و51 جريحاً" خلال الساعات الـ 24 ساعة الماضية في القطاع.
"أقرب من أي وقت مضى لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار"
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام أعضاء الكنيست يوم الاثنين إحراز "بعض التقدم" في المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن الرهائن في غزة، وذلك بعد أكثر من 14 شهراً من الحرب مع حركة حماس.
جاءت تصريحاته بعد يومين من إعلان ثلاثة فصائل فلسطينية في بيان مشترك عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الرهائن والسجناء مع إسرائيل، موضحةً أن الاتفاق "أقرب من أي وقت مضى".
وشهدت الأيام الأخيرة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية في الدوحة، ما عزز الآمال بالتوصل إلى اتفاق.
وقال نتنياهو خلال خطابه في الكنيست: "لا يمكننا كشف كل التفاصيل، لكننا نتخذ إجراءات لإعادة الرهائن، وأود أن أقول بحذر إنه تم إحراز بعض التقدم، وسنواصل العمل حتى نعيدهم جميعاً".
وأضاف مخاطباً عائلات الرهائن: "نفكر فيكم ولن نتخلى عن أحبائكم، إذ إنهم أحباؤنا أيضاً".
ورغم هذه التصريحات، أعربت عائلات الرهائن عن شكوكها في جدية جهود الحكومة، كما اتهم معارضون نتنياهو بالمماطلة في محادثات الهدنة لإرضاء شركائه اليمينيين المتطرفين في الائتلاف الحاكم، وفقاً لعائلات الرهائن.
في سياق متصل، أصدرت حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بياناً مشتركاً يوم السبت، أعلنت فيه عن تقدم نحو اتفاق لوقف إطلاق النار. وذكرت الفصائل أن "إمكانية الوصول إلى اتفاق أصبحت أقرب إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة"، وذلك في أعقاب محادثات جرت في القاهرة.
يُذكر أنه خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خُطف 251 شخصاً من داخل إسرائيل، ولا يزال 96 منهم رهائن في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي وفاتهم.
من جهة أخرى، واجهت المفاوضات تحديات عديدة منذ الهدنة الوحيدة التي استمرت أسبوعاً في نوفمبر/كانون الأول 2023.
وتتمثل أبرز نقاط الخلاف في إرساء وقف دائم لإطلاق النار ومستقبل الحكم في غزة بعد الحرب.
- البابا فرنسيس يدين غارة إسرائيلية أدت لمقتل أطفال في شمال غزة
- قصف إسرائيلي "عنيف ومباشر" يطال مستشفى كمال عدوان، ومدرسة تؤوي نازحين في غزة
وفي تطور مرتبط، حذرت كتائب عز الدين القسام من أن مصير بعض الرهائن يعتمد على سلوك القوات الإسرائيلية، وأكد المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة أن "مصير بعض أسرى العدو مرهون بتقدم جيش الاحتلال في بعض المناطق".
على الصعيد العسكري، صرّح نتنياهو في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي بأنه لن يوافق على إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس.
وأكد أن إسرائيل لن تسمح لحماس بالبقاء في غزة على بعد 30 ميلاً من تل أبيب، وأيد هذا الموقف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي دعا لإنهاء الحرب بعد تحقيق إسرائيل "نجاحات عسكرية كبيرة".
وعلى الجانب الآخر، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة جنود شمال غزة خلال العمليات العسكرية المستمرة.
التعليقات