إيلاف من بيروت: في تقرير بعنوان "كيف يمكن للقاحات أن تتقدم على المتحورات؟" يؤكد موقع "فورين أفيرز" أهمية البناء على تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (mRNA)، بالإضافة إلى التقنيات الأخرى المتاحة لتقديم لقاحات أفضل.

وتطرق الموقع لضرورة التغلب على مشكلة أساسية تتمثل في "التخزين والشحن في أجواء شديدة البرودة"، حتى تثمر اللقاحات بالفعالية المطلوبة.

وعليه، فقد دعا الموقع في تقريره، لبناء مصانع لإنتاج اللقاحات بهذه التقنية في الدول النامية، ومساعدة هذه البلدان على بناء القدرة التصنيعية المحلية، وهو ما تعمل عليه بالفعل بعض المؤسسات العالمية.
ولقد حددت منظمة الصحة العالمية مرافق ستكون "مراكز نقل تقنية mRNA" في أفريقيا وأميركا اللاتينية، وتعمل على تجنيد الشركات الراغبة في إتاحة التكنولوجيا الخاصة بها لهذا الجهد.

تمويل

ووافقت العديد من المؤسسات المصرفية الدولية على المساعدة في تمويل مثل هذه التسهيلات. ومع ذلك، تبدو الشركات المصنعة مثل "فايزر" و"موديرنا" أقل حماساً لنقل تكنولوجيا التصنيع، لكنهما أبدتا انفتاحهما على بناء مرافق خاصة بهما في البلدان الفقيرة، وهناك العديد من هذه المشاريع في المراحل الأولى من التطوير، بما في ذلك في جنوب أفريقيا ورواندا والسنغال.

ويشير التقرير إلى أن العالم يحتاج إلى لقاحات توفر حماية أكثر ديمومة ضد مجموعة واسعة من فيروسات كورونا ومتغيراتها، ويجب أن يثبت البحث المستقبلي أن لقاحات الجيل الثاني وقائية على نطاق واسع في الحياة الواقعية وأن مناعتها ستستمر بمرور الوقت.
ويقترح التقرير أيضا تعاونا عالميا بشأن توزيع اللقاحات وهو ما قال إنه سيكون الطريقة الأكثر فعالية لوقف انتشار الفيروس.

سباق

وفي السباق لتطوير اللقاحات، أعلن كل من "التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة" و"المعاهد الوطنية للصحة" الأميركية دعمهما لتمويل هذه الجهود التي تتضمن تطوير لقاحات جديدة تعتمد على تقنية "الرنا" بالإضافة إلى لقاحات النقالات، ولقاحات البروتين المؤتلف (المصنوع بتقنية DNA)، التي ثبت أيضا أنها فعالة ويستكشف الباحثون طرقا لجعلها تعمل بشكلٍ أسرع. علماً أن لقاحات النقالات تعمل عن طريق أخذ مواد وراثية من فيروس كوفيد 19 وإدخالها في نسخة معدلة من فيروس آخر (يسمى الناقل الفيروسي). وعندما يدخل الناقل الفيروسي إلى خلايا الشخص، فإنه يوصل مادة جينية من فيروس كوفيد 19 تعطي الخلايا تعليمات لعمل نسخ من البروتين الشائك.

خلط اللقاحات

وتُظهر التجارب أن خلط اللقاحات بأنواعها المختلفة، مثل خلط جرعة لقاح النقالات مثل "جونسون آند جونسون" بجرعة لقاح "الرنا" يزيد من الحماية. ولقد بدأت كل "فايرز" و"موديرنا" بالفعل في تطوير لقاحات خاصة بأوميكرون، والتي يتوقع الاتحاد الأوروبي وألمانيا أن تكون جاهزة للتوزيع في أوائل عام 2022.
مع الإشارة إلى أن العالم يحتاج إلى لقاحات جديدة أكثر ديمومة لتجنب المزيد من الحالات والوفيات والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية.

وتعمل لقاحات "المرسال" على نقل تعليمات جينية لإنتاج هذه المستضدات مباشرة في الخلايا، ما يحول جسم الإنسان إلى مقر لإنتاج اللقاحات.

وفيما يتعلق بكوفيد-19، يتم إدخال "المرسال" إلى الخلية لجعلها تصنع "المستضدات" الخاصة بالفيروس التاجي المغلف ببروتينات النتوءات الخارجية، وعند الاتصال بهذه البروتينات، يطور الجهاز المناعي أجساما مضادة لتُدافع عنه في حال تعرضه للفيروس.

واللافت أن نتائج التجارب على لقاحي "فايزر" و"موديرنا" فاقت التوقعات بكثير، فالحد الأدنى من الفعالية المطلوبة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي إيه) هو 50 في المئة، في حين أثبت اللقاحان فعالية وصلت إلى أكثر من 90 في المئة.