لشبونة: قال المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش مؤتمر للأمم المتحدة حول صحة المحيطات افتتح الاثنين في لشبونة ويستمر خمسة أيام، إن الحفاظ على المحيطات أمر "حاسم" في مكافحة تغير المناخ.

س: بما أن هذا المؤتمر ليس هيئة تفاوضية، كيف سيغذي المناقشات قبل المؤتمرات المقررة نهاية العام حول التنوع البيولوجي وتغير المناخ؟

ج: لا يمكن حل أزمة المناخ دون معالجة المحيطات التي تؤدي دورا حاسما في امتصاص ثاني أكسيد الكربون. ولا يمكن حل مشكلات المحيطات دون التعامل مع أزمة المناخ لأن انبعاثات غازات الدفيئة تتسبب في ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات وتحمضها.

ناقشناها هذه المسألة خلال إحدى الجلسات مع مجموعة من البلدان. اتفق الجميع على أهمية إدراج المحيطات في المناقشات في شرم الشيخ (حيث سيعقد مؤتمر الأطراف للمناخ "كوب 27" في تشرين الثاني/نوفمبر).

س: يمثل الشحن البحري نحو 3 % من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، ما يزيد قليلا عن مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، سنويا. وحددت المنظمة البحرية الدولية هدفا يتمثل في خفض تلك الانبعاثات بنسبة 50 % بحلول العام 2050 عن مستويات العام 2008. هل سيكون ذلك كافيا؟

ج: كلا. نريد أن يحقق هذا القطاع الحياد الكربوني بحلول العام 2050 على أبعد تقدير، وذلك يتضمن أهدافا متوافقة لعامَي 2030 و2040 من أجل تحقيق ذلك. الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة.

س: شهدت الحرب في أوكرانيا زيادة في شحن الغاز الطبيعي المسال. أليس هناك خطر من إيجاد حل موقت للطاقة يصبح مشكلة دائمة للمناخ؟

ج: سيعتمد ذلك على قواعد عملية الانتقال. نحن لا نؤيد إنشاء بنية تحتية للغاز الطبيعي المسال لمدة 20 و30 و40 عاما دون أن تكون جاهزة للهيدروجين الأخضر والأمونيا. يجب الحفاظ على المسار الصحيح للوصول إلى انبعاثات صفرية صافية بحلول العام 2050. وهذا يشمل الغاز. لذلك علينا أن نكون قادرين على التقاط الكربون وتخزينه أو استخدامه.

هذا هو الهدف الأكثر أهمية. أثناء التحضير لقمة مجموعة السبع، (التي عقدت هذا الأسبوع في ألمانيا)، رأيت لغة (في مسودة البيان الختامي) تشير خصوصا إلى أن أي استبدال للغاز الذي يصدر من روسيا يجب أن يبقى ضمن الأهداف المناخية التي حُددت في غلاسغو وباريس.

لا أحد يتحدث عن الانحراف عنها. أوكرانيا ليست عذرا للابتعاد فجأة عن تلك الأهداف وعدم احترام الالتزامات التي جرى التعهد بها. إذا لم نخفّض الانبعاثات بما يكفي بين عامَي 2020 و2030، لن نتمكن من تحقيق الحياد الكربوني عام 2050. هكذا هي الأمور بكل بساطة.

س: قال لنا وزير من إحدى دول الكاريبي إنه في أوقات التضخم والركود، يأتي المناخ في المرتبة الأخيرة للأولويات. هل نتوقع ظروفا قاسية؟

ج: نعم، نحن نواجه رياحا معاكسة قوية حاليا. لكن يجب الاستمرار في التركيز على الأساسيات. إذا حصل التحول الاقتصادي على التمويل اللازم، وهذا ما نعمل من أجله، فإن ذلك سيخلق الكثير من الوظائف وستتحسن سلاسل التوريد ويمكن أن ينخفض التضخم.

لن تنتهي أزمة المناخ. إذا كنتم تعتقدون أن معالجة أزمة المناخ مكلفة، فانتظروا حتى تشاهدوا عشرات الملايين من الأشخاص يجبرون على الانتقال بسبب الحر الشديد، أو بلدا معينا دمرت سلة غذائه تماما بسبب الجفاف. لا شيء من ذلك سيكون سهلا.

الضرر الناجم عن أزمة المناخ سيتفاقم الآن لقرون عدة. هذا هو المأزق الذي وضعنا أنفسنا فيه من خلال الهروب من ضرورة الاعتماد على الطاقة النظيفة.