صارت فكرة العشرة آلاف خطوة في اليوم واحدة من الشعارات الصحية السائدة في العقد الماضي، ومعها الكثير من الأخطاء الصحية الشائعة.

إيلاف من بيروت: تبنت منظمة الصحة العالمية وجمعية القلب الأميركية وغيرها هدف العشرة آلاف خطوة في اليوم، لكن هذا الرقم تعسفي تماما، خرج من غرفة اجتماعات يابانية في ستينيات القرن الماضي. قلة تدرك ذلك، لكن شركة ياماسا اليابانية جعات هذا الرقم وسيلة للترويج قبل أولمبياد طوكيو 1964. بدلا من ذلك، أشارت البحوث الفعلية إلى أن ما بين 6000 و 8000 خطوة في اليوم قد تكون ملائمة لتجنب الأمراض المزمنة.

تقول كاترين تيودور لوك، الأستاذة والباحثة في النشاط البدني في جامعة نورث كارولينا في شارلوت، والتي درست ظاهرة العشرة آلاف خطوة في اليوم: "الناس مهووسون بعدد الخطوات اللازمة، لكن يجب أن نجعل الناس يتوقفون عن مشي أقل من 5000 خطوة في اليوم، والمهم من وجهة نظر الصحة العامة دفع الناس بعيدًا عن الأريكة".

مبدأ العشرة آلاف خطوة في اليوم واحدة من قوانين صحية عامة غير مبرهنة علميًا. وهنا بعض الآخرين:

خمسة أغذية في اليوم

ربما تكون أفضل نصيحة معروفة للصحة العامة في كل العصور هي الحق على تناول المزيد من الألياف الغذائية: الفاكهة والخضروات والحبوب والمكسرات والبذور. لكن، في الواقع، أظهرت الدراسات أنه من غير المرجح أن تكون هذه الخمسة في اليوم كافية لمنحنا الحماية الكاملة من الأمراض المزمنة. وجدت إحدى الدراسات التي أجراها خبراء التغذية في إمبريال كوليدج بلندن أننا ربما نحتاج إلى تناول أكثر من ذلك.

ثماني ساعات من النوم

تعود فكرة أن كل شخص يحتاج إلى ثماني ساعات من النوم في الليلة إلى إنكلترا الفيكتورية. في وقت الثورة الصناعية، كان النظام اليومي من ثماني ساعات عمل وثماني ساعات استجمام وثماني ساعات راحة. لكننا نعلم الآن أن مقدار النوم الذي نحتاجه فردي للغاية، ويمليه مزيج معقد من الوراثة والعمر والظروف الطبية ونمط الحياة. يمكن بعض الأشخاص العمل بشكل جيد حتى لو ناموا أقل من ست ساعات، بينما يحتاج البعض الآخر إلى أكثر من عشر ساعات نوم ليشعروا بأنهم في أفضل حال. ويعلق راسل فوستر، أستاذ علم الأعصاب اليومي في جامعة أكسفورد، قائلًا إن أنماط النوم الفردية تشبه حجم الحذاء، وهو يعتقد "أن أسطورة الساعات الثماني تسببت بالفعل في قدر كبير من القلق".

لتران من الماء يوميا

كان تناول لترين من الماء يوميا، أو ما يقرب من ثمانية أكواب، أمرًا قياسيصا لعقود من الزمن، لكن متطلباتنا من السوائل تختلف كثيرا اعتمادا على مقدار التمارين التي نقوم بها والطقس والمناخ والعمر. فقد يحتاج الناس إلى ما يصل إلى ستة لترات إذا كانوا يمارسون الكثير من التمارين في الطقس الحار، أو أقل من ليتر واحد. ووفقا لديل شولر، الأستاذ الفخري لعلوم التغذية في جامعة ويسكونسن ماديسون، لم يدعم العلم أبدا قاعدة لترين في اليوم كمبدأ توجيهي، مضيفًا: "يأتي الكثير من الماء من الطعام الذي نتناوله".

الإفطار أهم وجبة في اليوم

يعود هوسنا بوجبة الإفطار إلى عام 1920، عندما ركزت الحملات التسويقية المبكرة من شركات الحبوب بشكل كبير على الصحة المفترضة لوجبة الإفطار. مع انشغال الناس أكثر فأكثر بمفهوم الفيتامينات، بدأت العلامات التجارية الذكية للحبوب في الترويج للمحتوى الغذائي لمنتجاتها، بينما في العقود الأخيرة تم تقديم ادعاءات بأن وجبة الإفطار قد تساعدك على إنقاص الوزن. لكن ما إذا كانت وجبة الإفطار ضرورية مسألة لا تزال مطروحة للنقاش العلمي، بينما يقول خبراء التغذية إن فوائدها الصحية تعتمد على ما تأكله، و"الدليل على أن تناول وجبة الإفطار يساعدك على إنقاص وزنك يأتي من دراسات يراودها الشك في أن الأشخاص قد يأكلون بشكل صحي أكثر بشكل عام"، كما يقول كيفن مورفي، الأستاذ في التمثيل الغذائي والهضم في إمبريال كوليدج لندن.

2000 سعرة حرارية في اليوم

السعرات الحرارية اليومية الموصى بها هي 2,000 سعرة حرارية في اليوم للنساء و 2,500 للرجال. لكن تماما كما هو الحال مع النوم وتناول الماء، تعتمد احتياجاتنا من السعرات الحرارية على عوامل كثيرة، مثل العمر والجنس والطول والوزن ومستويات النشاط البدني. يحتاج بعضهم إلى خفض أو زيادة السعرات الحرارية التي يتناولونها من أجل الحفاظ على وزن معتدل. ويشكك العديد من خبراء التغذية في أهمية تثبيت السعرات الحرارية، فيقول جايلز يو، أستاذ الغدد الصماء العصبية الجزيئية في جامعة كامبريدج، إن الجسم يمتص السعرات الحرارية الموجودة في الأطعمة المختلفة بشكل مختلف تماما، "وهذه السعرات الحرارية لا تأخذ في الاعتبار الطاقة التي تحتاجها خلايانا لاستقلاب الطعام. فالسعرات الحرارية الناتجة من البروتين تجعلك تشعر بالشبع أكثر من السعرات الحرارية من الدهون، لأن البروتين أكثر تعقيدا في الاستقلاب".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها دافيد كوكس ونشرتها صحيفة "تلغراف" البريطانية