أحدث عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس موجة قلق عقب تحذيره الأخير من "احتمال" وقوع سلسلة زلازل قوية وتسونامي بالقرب من سواحل البرتغال أو إسبانيا أو المغرب في الفترة من 15 إلى 17 وحتى 21 سبتمبر\أيلول الجاري، قد تصل إلى 7 درجات ريختر بحسب توقعاته التي واكبها جدلٌ واسع في الوسط العلمي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

لكنه، كتب موضحًا عبر صفحته الموثقة على منصة x: يبدو أن بعض وسائل الإعلام تدعي أنني "توقعت" حدوث زلزال كبير آخر في المغرب. هذا الادعاء غير صحيح. لقد أجبت على الأسئلة هنا حول التهديد الحالي. فعادة، بعد وقوع زلزال مثل الذي حدث يوم 8 سبتمبر، تحدث هزات ارتدادية أصغر (M 4-5). وهناك واحد كبير آخر أقل احتمالا.

وشدد على انه "خلافا لبعض الادعاءات، أنا لم أقل أنه سيكون هناك تسونامي الأسبوع المقبل. إن شرحي هنا يهدف فقط إلى رفع مستوى الوعي العام".

وقال "هوغربيتس" في نشرته الدورية عبر حساب الهيئة الجيولوجية التي يتبعها SSGEOS على منصات التواصل الاجتماعي: "من المحتمل ألا يمرّ وقت طويل حتى يحدث زلزال أكبر. إذا كنت بالقرب من سواحل البرتغال أو إسبانيا أو المغرب، عليك أن تكون على بينة من الخطر الذي يكمن على الساحل، فقد أن يكون هناك نشاط زلزالي كبير حقًا، وإذا حدث ذلك، فسوف ينتج عنه تسونامي".

نشاط الكواكب
وإذ ذكّر بتحذيره سابقًا من احتمال وقوع لنشاط زلزالي قوي وكبير في أعقاب هندسة الكواكب الحرجة يومي 4 و6 سبتمبر(أيلول). قال: لا ينبغي الاستهانة بهذه التحذيرات.
وشرح: علينا أن ننظر إلى مواقع الكواكب والقمر لتفسير هذا النشاط. سيكون هناك بضعة اقترانات كوكبية في يوم 14 عطارد-الشمس-المريخ، وسوف تليها قمم القمر، خاصة بسبب ظهور القمر الجديد في وقتٍ مبكر من اليوم الخامس عشر. وسوف يتداخل هذا مع اقتران القمر مع نبتون.
وأشار إلى أن "هناك زوايا شبه قائمة مع كوكب الزهرة والمشتري. لذا يمكن أن نشهد ما بين يومي 15 و16 بعض الأنشطة الزلزالية التي قد تتخطى 5.6 درجة، وربما حتى في نطاق 6 درجات، حيث إن ذلك يعتمد على حالة القشرة الأرضية ومستويات التوتر التي لا نستطيع قياسها".

أضاف: في 16 سبتمبر(أيلول) هناك اقتران كوكبي بين الشمس وعطارد والمشتري، وهو ليس بالغ الأهمية وسوف يتقارب مع اقتران القمر مع المريخ، إنما الأهم هو قمة قمرية عالية وقمة كوكبية تتقارب في يوم 19".

تابع: سيكون هناك اقترانان كوكبيان متقاربان: الشمس-عطارد-أورانوس في صباح اليوم 19، وبعد فترة وجيزة تليها الشمس-الأرض-نبتون، وفي أسوأ السيناريوهات، يمكننا أن نرى زلزالا بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، وذلك يعتمد على مستويات الإجهاد في القشرة الأرضية.

ونبّه أيضًا من إمكانية وقوع حدث زلزالي أكبر في يوم 20 أو 21 من الشهر الجاري بسبب تقارب تضاريس الكواكب والقمر.

رأي علمي يقابله موجة هلع
وفيما يصرّ علماء الفلك على أنه لا يمكن بأي طريقة التنبؤ بوقوع الزلازل والهزات الأرضية، تعمّ موجة هلع حول العالم خاصةً في محيط المناطق التي حذّر هوغربيتس من وقوع الزلازل فيها.
فهذا العالم الذي يربط تنبؤاته بتحركات الكواكب واصطفافها، كان قد حذّر قبل ثلاثة أيام من وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب الأراضي التركية في 6 فبراير\شباط الماضي. وهو يتوقع تعرّض المغرب لزلزال أقوى خلال الفترة المقبلة، استناداً لما حدث عام 1755 بعد زلزال مدمر على سواحل البرتغال.

وجاءت التعليقات على مواقع التواصل متباينة. فقال رجل مغربي:
"الي جات من عند الله مرحبا بيها ، فكما تحملت جبال الاطلس سوف يتحمل بحرنا و محيطنا الاطلسي باذن الله، نحن المغاربه مرتبطون جدا بارضنا و بحرنا و نرضى بقضاء الله و قدره: سبحانك ربنا عليك توكلنا و إليك المصير".

وفيما رأى بعضهم أن "العلم لله وحده ولا يعلم الغيب إلا الله"، سخر آخرون من تنبؤات العالم، بينما اعترض أحدهم مشددًا على ضرورة أخذ التحذيرات بجدية، كاتبًا: "الرجل عالم فلكي وما يقوله مبني على رصد علمي. هذا عمله وهذا اختصاصه. بدلًا من التهكم والكلام الفارغ يُفترض أن تُتخذ إجراءات الحيطة والحذر."