بيروت: تقول عالمة النفس العصبي من جامعة كاليفورنيا، ماريان شابلو: "نحن بحاجة إلى مزيد من الوعي بشأن "الضمور القشري الخلفي"Posterior Cortical Atrophy (PCA) حتى يتمكن الأطباء من اكتشافه". فما هي هذه الحالة وعلى ماذا تدل؟
الضمور القشري الخلفي متلازمة تصيب الدماغ والجهاز العصبي وتسبب موت خلايا الدماغ بمرور الوقت. وتؤدي أيضًا إلى حدوث مشكلات في الرؤية ومعالجة المعلومات البصرية.
يسبب الضمور القشري الخلفي فقدان خلايا الدماغ في الجزء الخلفي منه. وهذه هي المنطقة المسؤولة عن المعالجة البصرية والتفكير المنطقي المكاني. ويسبب هذا تغيُّر قدرة الشخص على معالجة المعلومات البصرية والمكانية.
الأعراض الشائعة
تشمل الأعراض الشائعة صعوبة القراءة وتقدير المسافات والتقاط الأشياء. قد لا يتمكّن المصابون بهذه المتلازمة من تمييز الأشياء والوجوه المألوفة. وبمرور الوقت، يمكن أن تسبب هذه الحالة تراجع القدرة على التذكر والتفكير، أو ما يُعرف بالمهارات المعرفية. فالمرضى قد يواجهون صعوبة في القراءة أو التهجّي أو القيام بعمليات حسابية، قيادة السيارات، ارتداء الملابس، تمييز الفرق بين الأجسام المتحركة والساكنة، تقدير المسافة بين الأجسام، استخدام الأغراض أو الأدوات اليومية، التمييز بين اليمين واليسار.
وهناك أعراض شائعة أخرى، أبرزها القلق المستمر، التشوش الذهني، وحدوث تغيرات في السلوك والشخصية. وأخطر ما في الأمر حدوث مشكلات في الذاكرة في المراحل المتأخرة من المرض.
علاقته بالألزهايمر
يحدث الضمور القشري الخلفي في أكثر من 80% من الحالات نتيجة الإصابة بداء الزهايمر. ولكنه يمكن أن ينتج عن حالات عصبية أخرى، مثل خَرَف أجسام ليوي أو التنكس القشري القاعدي.
وتختلف أعراض الضمور القشري الخلفي من شخص إلى آخر. ويمكن أن تتطور الأعراض أيضًا بمرور الوقت، وعادةً ما تتفاقم تدريجيًا.
وفي دراسة جديدة نُشِرَت في مجلة "ساينس أليرت"، ربط الباحثون بين شعور المريض بأعراض "الضمور القشري الخلفي" وظهور الألزهايمر. وقالوا أن السبب الأكثر شيوعًا لـ"الضمور القشري الخلفي" هو شكل غير معتاد من داء الزهايمر يصيب مؤخرة الدماغ. وتشمل الأسباب الأخرى الأقل شيوعًا التنكس القشري القاعدي وخَرَف أجسام ليوي وداء كروتزفِلد-ياكوب. وما زال الباحثون يدرسون الاختلافات الجينية المحتملة التي قد تكون مرتبطة بالحالة غير أن "الضمور القشري الخلفي" يشترك مع مرض الألزهايمر بحدوث الكثير من التغيّرات والأعراض المرضية في الدماغ. لكن ندرة الإصابة بالأول تُصعِّب على الباحثين عملية تقييمه.
ولقد قام فريق دولي من الباحثين بتحليل بيانات 1092 شخصًا مصابًا بالـ"الضمور القشري الخلفي"، ووجدوا أنه كان مؤشرًا قويًا جدًا لظهور مرض الألزهايمر الذي بانت أعراضه بنسبة 94 في المئة من الحالات. وكانت على الأرجح تساهم في الإصابة بالـ"الضمور القشري الخلفي".
طبيب العيون
في هذا السياق، تشير الطبيبة شابلو إلى أن معظم المرضى الذين يعانون من أعراض بصرية يتوجهون إلى طبيب العيون الخاص بهم. وقد تتم إحالتهم إلى طبيب عيون قد يفشل أيضًا في التعرّف على "الضمور القشري الخلفي". وشددت على أهمية البحث عن أدوات أفضل في الإعدادات السريرية لتحديد مشكلة هؤلاء المرضى في وقتٍ مبكر وتقديم العلاج لهم".
















التعليقات