إيلاف من واشنطن: أنهت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) المرحلة الأولى من مشروع "Fission Surface Power Project”، الذي يحقق خططا طموحة لنشر مفاعل نووي صغير على سطح القمر، وذلك كجزء من برنامج "أرتيميس" الهادف إلى إعادة الإنسان إلى القمر وإنشاء قواعد بشرية دائمة هناك.

في هذا السياق، قال مدير ناسا، جيم برايدنستاين إن المشروع "يُمثّل خطوة رئيسية في رحلتنا للعودة إلى القمر والبقاء هناك. ستوفر الطاقة النووية الطاقة الموثوقة التي نحتاجها لدعم وجود بشري دائم على القمر”. وأضاف "نحن متحمسون للتعاون مع شركائنا الدوليين في هذا المشروع الرائد، ونؤمن بأنّه سيمهد الطريق لمستقبل جديد من استكشاف الفضاء”.

ويُعدّ مشروع ناسا المعروف باسم "Fission Surface Power Project"، والذي بدأ العمل على تطويره عام 2022، علامة فارقة في جهود ناسا لتمكين الاستكشاف البشري المستدام للقمر والمريخ. الهدف النهائي لمشروع مفاعل نووي في القمر، هو إنشاء نظام يمكنه دعم القواعد البشرية على سطحه لمدة عقد من الزمن، كما سيتم إعادة تنفيذها وتطبيقها على كوكب المريخ بعد ذلك.

وسيوفر المفاعل النووي طاقة موثوقة وكثيفة الطاقة ضرورية لدعم القواعد البشرية على القمر، وسيعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، حتى خلال الليل القمري الطويل الذي يستمر لمدة 14 يومًا.

وتسعى ناسا أن تكون هذه المفاعلات قادرة على العمل لمدة عقد على الأقل من دون تدخل بشري، ما يقلص خطر التهديدات الناجمة عن التعرض للإشعاعات، ويسمح لحملات الاستكشاف التركيز على المهام العلمية.

وتعمل الطاقة النووية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، بغض النظر عن الظروف الجوية. كما توفر كمية صغيرة من الوقود النووي طاقة أكبر بكثير من كمية مماثلة من الوقود الأحفوري. ويمكن تصميم المفاعلات النووية لتكون مدمجة وخفيفة الوزن، مما يجعلها قابلة للنقل إلى القمر.

وقالت مديرة برنامج المهمات في ناسا ترودي كورتيس إنه "يلزم عرض مصدر للطاقة النووية على القمر لإظهار أنه خيار آمن ونظيف وموثوق".
أضافت "الليلة القمرية تمثل تحدياً من منظور تقني، لذا فإن وجود مصدر للطاقة مثل هذا المفاعل النووي، الذي يعمل بشكل مستقل عن الشمس، يعد خياراً تمكينياً للاستكشاف والجهود العلمية على المدى الطويل على القمر".

المتطلبات الفنية
وقد حددت ناسا متطلبات فنية صارمة للمفاعل النووي، بما في ذلك وزن أقل من 6 أطنان، وقدرة على توليد 40 كيلو وات من الطاقة الكهربائية، واستمرار العمل لمدة 10 سنوات على الأقل دون تدخل بشري.

وتعتزم ناسا التعاون مع شركاء دوليين لتطوير وتصنيع المفاعل النووي. وستتيح مشاركة الخبرات والمعرفة من مختلف الدول ضمان نجاح هذا المشروع الطموح.

ويُعدّ نشر مفاعل نووي على القمر خطوة ثورية في مجال استكشاف الفضاء. ستفتح هذه التكنولوجيا آفاقًا جديدة للبحث العلمي والتجاري على القمر، ممّا سيساعد في تمهيد الطريق لرحلات الإنسان إلى المريخ في المستقبل.

يُعدّ نشر مفاعل نووي على القمر مشروعًا طموحًا وواعدًا ستكون له تأثيرات عميقة على استكشاف الفضاء في المستقبل. تُظهر هذه الخطوة التزام ناسا بتحقيق هدفها المتمثل في إعادة الإنسان إلى القمر وإنشاء قواعد بشرية دائمة هناك.
موقع ناسا: https://www.nasa.gov/specials/artemis/

ناسا، القمر، مفاعل نووي، برنامج أرتيميس، الطاقة النووية، استكشاف الفضاء،