إيلاف من القاهرة: توصلت دراسة جديدة إلى أن الحصول على أقل من 6 ساعات من النوم يومياً، قد يعرضك لخطر أكبر للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وبالمقارنة مع الأشخاص الذين يحصلون على 7 إلى 8 ساعات من النوم يوميا، فإن أولئك الذين ينامون أقل من 6 ساعات يوميا لديهم خطر أكبر للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من الحياة، وفقا للدراسة التي نشرها القسم الطبي والصحي في موقع شبكة "سي إن إن" الأميركية.
العادات الغذائية
أظهرت الأبحاث السابقة أن (عدم كفاية الراحة عموماً بشكل يومي) يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، في حين أن العادات الغذائية الصحية مثل تناول الفواكه والخضروات بانتظام يمكن أن تقلل من المخاطر، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الأشخاص الذين ينامون قليلاً يمكن أن يقللوا من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عن طريق تناول الطعام الصحي.
دراسة استمرت 10 سنوات
تستمد نتائج الدراسة من مجموعة كبيرة من المشاركين، حيث تمت متابعة الحالة الصحية واللايف ستايل لحوالي نصف مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا في المملكة المتحدة لمدة 10 سنوات على الأقل، وفي البداية، أجاب المشاركون على استبيانات حول عاداتهم الغذائية وعدد الساعات التي ينامونها كل 24 ساعة، بما في ذلك القيلولة.
وتضمنت كذلك معايير اتباع نظام غذائي صحي، عن طريق تناول قطعتين أو أكثر من الفاكهة يوميا، أو حصتين أو أكثر من الأسماك أسبوعيا، أو 4 ملاعق كبيرة أو أكثر من الخضار يوميا، وتضمنت المعايير أيضا تناول ما لا يزيد عن حصتين من اللحوم الحمراء غير المعالجة أو المعالجة أسبوعيا.
وتم تعريف النوم من 7 إلى 8 ساعات يوميا على أنه مدة نوم طبيعية، في حين تم تصنيف 6 ساعات على أنها قصيرة، و 3 إلى 4 ساعات على أنها "قصيرة جداً".
نصفهم يداهمهم السكري
الباحثون اكتشفوا أن أولئك الذين ينامون أقل من 6 ساعات يوميا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض بمقدار الضعف تقريبا من أولئك الذين ينامون وقتاً كافياً، وحتى بالنسبة لأولئك الذين تناولوا طعاما صحيا، فإن نظامهم الغذائي لم يعوض آثار قلة النوم على خطر الإصابة بالسكري.
الوراثة أيضاً حاضرة
هذه دراسة أخرى تظهر أنه على الرغم من أن علم الوراثة يلعب دورا في تطور الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، إلا أن عوامل نمط الحياة لها أهمية كبيرة أيضا، وفي كثير من الأحيان، يفكر الناس في عوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي وعادات ممارسة الرياضة، وتضيف الدراسة حقيقة تقول إن عدم النوم لفترات كافية له علاقة بالوقوع في فخ الأمراض المزمنة.
النوم ومرض السكري
وقال الدكتور نافيد ستار، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في كلية صحة القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي بجامعة جلاسكو في اسكتلندا، إن تصميم الدراسة يعني أن النتائج تؤكد وجود صلة بين قلة النوم ومرض السكري، وليس علاقة السبب والنتيجة، وتستند النتائج أيضا إلى ذكريات المشاركين عن عاداتهم الغذائية والنومية، وفقًا للدراسة.
إن تأكيد العلاقة السببية "سيتطلب تجارب عشوائية تتدخل في عادات النوم لزيادة وقت النوم ومعرفة ما إذا كان هذا يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري لدى الأشخاص المعرضين للخطر.
خلل الشهية
ومع ذلك، أضاف ستار: "توجد الآن أدلة وفيرة على أن النوم القصير يؤثر على تنظيم الشهية ويؤدي إلى الإفراط في استهلاك السعرات الحرارية، وربما يكون سبباً في الإقبال على تناول الطعام بوتيرة أكبر، كما أن النوم مرتبط أيضا بوظيفة الجلوكوز، وهو ما يساهم في الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري"
قد يكون الحصول على قسط كاف من النوم يوميا أمرا صعبا، ولكن تعديل روتينك الليلي يمكن أن يساعد بشدة، بداية من من تحديد أوقات نوم واستيقاظ ثابتة، والنوم في فترات الليلة، وفي أجواء مناسبة.
التعليقات