تتداخل الحياة والموت في الثقافة الهندية، إذ لا ينتقل الميت ويترك الحياة، بحسبها، بل يظل موجودًا، ولذلك كان من الطبيعي إنشاء مثل هذا المكان الغريب من وجهة نظرنا أقله وسط المدافن. ففي مدينة أحمد آباد الهندية يستقبل مطعم "نيو لاكي" المبني على مقبرة قديمة زبائنه وسط الأكفان للصلاة على الموتى وإطعامهم في آن واحد.


إعداد كارل كوسا: في البدء، كان المطعم مفتوحًا إلى جانب المقابر، ولكن أصحاب المحل وسعوا المطعم، عندما لمسوا أن مرتاديه لا يضايقهم أبدًا تناول وجباتهم إلى جانب المقبرة فبدأت عمليات التوسع تمتد أكثر فأكثر، حتى أصبحت المقابر نفسها داخل المطعم!.
&
يجلس الزبائن بين الأكفان، ويمر العاملون وهم يحملون أطباق وطلبات الزبائن بين التوابيت الخضراء الممددة على الأرض. ويتوجه البعض إلى المطعم بهدف زيارة المتوفين أولًا لنيل ثواب&تلاوة&الفاتحة عن أرواحهم، ثم الجلوس في المطعم لتناول الطعام، والبعض الآخر يأتي لتناول طعامه في ضيافة الأموات!.

جلاب الزبائن والأموال!
تواجه إدارة المطعم الآن مشكلة تتعلق بالمساحة، فالتوابيت مكدّسة، بحيث إنها لا تترك مساحة كافية للزبائن، لكن الإدارة تأبى أن تزيل بعض التوابيت، فهم يعتبرونها جالبة الحظ والزبائن إلى المطعم. ويوجد في المطعم حوالى 12 تابوتًا محاطًا بسياج حديدي. ويعمل عمال المطعم على تنظيفها وتزيينها بالأزهار الطبيعية في كل صباح، وبعدها يقفون أمامها للصلاة على الموتى احترامًا لهم.

وبدلًا من اقتلاع التوابيت وتغيير مكانها لإفساح المجال للطاولات، فضّل كريشنان كوتي، صاحب المطعم،&الحفاظ عليها في مطعمه في أحمد أباد، وتوزيع الطاولات حولها في المطعم الذي أطلق عليه اسم مطعم "المحظوظ الجديد".

&

شعبية فريدة
ووفقًا لتقارير صحافية، فإن هذه التوابيت هي بقايا مقبرة لمسلمين، إذ يقول بعض السكان المحليين إنها تحتوي على بقايا أتباع إمام صوفي توفي في القرن الـ 16 ويقع قبره في مكان قريب من المقبرة القديمة التي حل المطعم مكانها.
&
ويقول صاحب المطعم إن المقبرة تجلب الحظ السعيد، فتجارته ازدهرت بفضل هذه التوابيت، التي تمنح الزبائن تجربة فريدة من نوعها. وأضاف أنه حافظ على مظهر التوابيت كما كانت، وزوار المطعم لم يزعجهم الأمر، بدليل أن المطعم حصل على شعبية كبيرة بين الشباب والشيوخ منذ افتتاحه.

&