يرى المحللون ان الهجوم الذي تعرض له الأقباط في نجع حمادي والذي أدى إلى مقتل 6 منهم، قد يدفع بهم للرد بصورة أكثر قوة عما كان يحدث في الماضي، ويتوقعوا ان تمدد احتجاجاتهم الى الشارع عبر تنظيم المظاهرات للمطالبة بأبسط حقوقهم إلا وحقـّهم في التأمين على حياتهم .
في تقرير نشرته على صدر موقعها الالكتروني قبل قليل تحت عنوان quot; المصادمات بين المسلمين والمسيحيين في مصر .. لما جاءت مختلفة هذه المرة ؟quot; ndash; تتناول صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة نجع حمادي في جنوب مصر، وتقول إن الحادث الطائفي الذي وقع عشية احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد، جاء مختلفا ً هذه المرة. وأكدت على أن هذا الهجوم غير المسبوق على المسيحيين الأقباط، الذي راح ضحيته ستة أشخاص، أثار تخوفات من أن التوترات الطائفية المتصاعدة في البلاد بدأت تأخذ منحنى أكثر سوءًا.
وتنقل الصحيفة في هذا الإطار عن سمير مرقص، مدير مؤسسة ( المصري ) للحوار والمواطنة ndash; وهي منظمة مصرية غير حكومية - قوله :quot; لأول مرة يقع هذا النوع من الحوادث ضد المسيحيين .. بتلك الصورة العشوائية. وأنا إذ آمل أن يكون ما حدث مجرد حادث استثنائي، وألا يتكرر أو يتحول إلى ظاهرة خلال الأشهر أو السنوات المقبلةquot;. هذا وقد تمكنت الشرطة المصرية من إلقاء القبض على ثلاثة عناصر ممن شاركوا في تنفيذ الحادث، الذي أسفر عن مقتل ستة مسيحيين وحارس أمن مسلم في مدينة نجع حمادي بصعيد مصر، عندما قام مسلحون بفتح النار على مجموعة من المصلين لدى انتهائهم من قداس عيد الميلاد مساء الأربعاء الماضي. وقد وقعت مصادمات في اليوم التالي بين آلاف المسيحيين وقوات الأمن المصرية أثناء تشييع جنازة أحد الضحايا، في حين قام مثيرو الشغب برشق الشرطة بالحجارة وحطموا كل شيء بدءًا من سيارات الإسعاف وحتى نوافذ المتاجر.
بعدها، تمضي الصحيفة لتقول إنه وفي الوقت الذي كانت تنشب فيه مصادمات بين الجانبين بسبب نزاعات على الأراضي أو مشكلات اجتماعية، إلا أن هذا الهجوم جاء شديداً وعشوائياً بصورة غير معتادة. وبحسب رأي بعض المحللين، فإن مثل هذا الهجوم قد يدفع الأقباط للرد بصورة أكثر قوة عما كان يحدث في الماضي. وهو التحذير الذي أطلقه عماد جاد، الخبير والمحلل البارز بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، حيث قال :quot; أعتقد أن المسيحيين سيبدؤون في التساؤل عن حقوقهم بعد حادث نجع حمادي الأخير لوقف هذا النوع من العنف، وربما يكون لهم رد فعل. وأعتقد أنهم سيبدؤون في التظاهر وسيبدؤون في الاعتراض، وقد نشهد مصادمات بعد ذلكquot;.
وتضيف الصحيفة أن الأقباط غالبا ً ما عبروا عن شكواهم من تعرضهم لتمييز منهجي من قبل الحكومة. وتلفت هنا للخطوة التي أقدمت عليها الحكومة المصرية في أيار/ مايو الماضي بإعدام 300 ألف خنزير بداعي أنها إحدى الخطوات الاحترازية للحماية من إنفلونزا المكسيك. فضلا ً عن المعركة التي شهدتها العديد من أروقة المحاكم حول التمييز الديني المزعوم في بطاقات الهوية التي تصدرها الدولة. وتعاود الصحيفة للحديث عن أن الاشتباكات والطعن بالسكاكين وحوادث إطلاق النار تعكس تصاعدا ً في أعمال العنف الطائفي، التي عزاها جاد إلى تنامي الإسلام الأصولي في مصر.
ويختم المحلل السياسي حديثه بالقول:quot; نحن نعيش في مجتمع متعصب للغاية، فإذا نظرت إلى نظام التعليم، والكتب المدرسية، وخُطب الشيوخ في المساجد، تجد أن جميعها طرق يتم استخدامها ضد غير المسلمين ndash; ضد المسيحيين، وضد اليهود ndash; لذا من الطبيعي أن نرى هجماتquot;. وبرغم عدم إصدار الحكومة المصرية أية معلومات بشأن المشتبه فيهم، إلا أن مرقص عاود في الختام ليشير إلى أن المسألة تتعلق في نهاية الأمر بطبيعة العنف، أكثر من تعلقها بأشخاص، وهذا هو الموضوع. ويضيف بقوله :quot; لا تتمثل المشكلة هنا في انتماء هؤلاء الناس، وإنما في مهاجمتهم بالشوارع، وتلك ظاهرة جديدةquot;.
التعليقات