مسقط : تنطلق من مسقط في شباط القادم السفينة العمانية (جوهرة مسقط) التي يعود تاريخها للقرن التاسع في رحلة لها الى سنغافورة لاحياء التراث العماني القديم في البحار .

ويعد مشروع جوهرة مسقط مشروعا تراثيا وثقافيا بمبادرة حكومية مشتركة بين سلطنة عمان وسنغافورة لإعادة بناء سفينة شراعية تعود للقرن التاسع والإبحار بها من عمان إلى سنغافورة حيث يعتمد تصميم السفينة على الأدلة الأثرية التي اكتشفت مع بقايا سفينة بيليتانج في المياه الأندونيسية عام 1998 .

وقال قبطان (جوهرة مسقط) صالح الجابري في تصريح صحافي اليوم ان مشروع عمل السفينة عمل فني مهم في مجال الهندسة البحرية مبينا ان جسم السفينة بأكمله مثبت بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف جوز الهند ومن دون استخدام المسامير بحيث تتطابق الألواح الخشبية مع بعضها بشكل كامل.

واضاف ان طاقم السفينة سيستعين بأساليب الملاحة التقليدية التي تعود للقرن التاسع ميلادي مستخدمين جهاز الكمال لتحديد المسار وهو عبارة عن قطعة خشبية صغيرة مربوطة إلى خيط معد بطريقة تتيح قياس خط العرض إضافة إلى الاستعانة بالنجوم والشمس ومراقبة السماء ولون البحر والحياة البحرية وحياة الطيور واتجاه الريح كعوامل أخرى مساعدة وسيقتصر استخدام الأدوات الحديثة فقط للتأكد من سير الملاحة بالشكل الصحيح.

واشار الى ان السفينة ستبحر نهاية شهر شباط المقبل عبر الطرق البحرية القديمة في المحيط الهندي متتبعة خطى البحارة العرب القدامى الذين ساروا هذه الخطوات بفعل قوة الرياح فقط حيث ستمر بالهند وسيرلانكا وماليزيا ومن ثم سنغافورة . وذكر الجابري ستتبع جوهرة مسقط في رحلتها الطرق التجارية القديمة وتتوقف في الهند وسريلانكا وماليزيا معتمدة على الرياح التجارية وستصل إلى سنغافورة بعد خمسة أشهر.

واوضح ان تصميم السفينة جواهرة مسقط استوحى من حطام سفينة بنيت في القرن التاسع الميلادي كانت تحمل أكثر من 60 الف قطعة من السيراميك الصيني والآثار الفنية الذهبية والفضية والبهارات وبضائع أخرى وهي تعرف الآن باسم (تانج تريشر) حيث تم اكتشافها في عام 1998 في المحيط الهندي .

وقال يعد هذا المشروع مصدر فخر واعتزاز للسلطنة ويرمي إلى إحياء التراث العماني وهو يرمز إلى أصالة هذا التراث ويعكس التوازن بين الماضي والحاضر .

واشار الى ان السفينة ستكون محطتها الأخيرة سنغافورة حيث سيتم تقديمها رسميا كهدية من حكومة سلطنة عمان إلى الشعب السنغافوري وستوضع السفينة في متحف سنغافورة الوطني.