صور مثيرة لريما فقيه تغزو الإنترنت... فهل تخسر لقبها؟
ريما فقيه أثناء تتويجها ملكة لجمال الولايات المتحدة في 16 أيار/مايو 2010

في وقت احتفلت فيه عائلة ملكة جمال الولايات المتحدة ريما فقيه المولودة في لبنان باستقبال سيل المهنئين في بلدة صريفا الجنوبية كان النقاش حول فوزها باللقب محوراً للجدل كونها أول مسلمة تتربع على هذا العرش.

فتح فوز الأميركية - اللبنانية ريما فقيه بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة الباب واسعا أمام النقاش والتعليقات كونها أول مسلمة تجلس على هذا العرش. ولكن، تبعا لمراسل صحيفة quot;غارديانquot; البريطانية ، خالد دياب، فعندما تختلط مسابقات الجمال بالعنصر الجيوسياسي، تتعقد الأمور نوعا ما. ومناسبة هذا الحديث هو أن الأمر بلغ بالمحافظين الجدد في الولايات المتحدة لاعتبار فوز ريما quot;مؤامرة إسلاميةquot;.

وتتخذ المسألة خلفية لها في الانطباع السائد وسط الأميركيين من أن المرأة المسلمة مغطاة بالنقاب بالضرورة. وفي هذا الجو يذهب البعض الى القول إن المسلمين يقيمون مسابقات جمال للإبل والغنم إضافة الى منافسات quot;ملكة جمال الأخلاقquot; عندما يتعلق الأمر بالنساء.

وتبعا لغارديان فقد أثار فوز عربية مسلمة بعرش الجمال الأميركي حفيظة اليمين الجديد، لكنه لم يدر كيف يستجيب للنبأ على الفور. فهو لا يحب مطلقا أن يذهب اللقب الى هذه الربوع لكنه وجد مشكلة في كيفية بناء quot;قضيةquot; ضدها. ولذا فقد لجأ الى نظريات المؤامرة.

وضربت الصحيفة مثالا لذلك بدانيال بايبس، وهو أحد quot;مثقفيquot; هذا الاتجاه وذو علاقة قوية بإدارة الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش. فقد جمع في قائمة خاصة أسماء خمس مسلمات فزن بلقب quot;ملكة الجمالquot; في الولايات المتحدة وأوروبا.

وتساءل عما إن كان في أمر فوزهن quot;انحياز غير منطقي لمبدأ quot;العمل الإيجابيquot;. ويذكر أن هذا المبدأ هو الصورة المحسّنة لمبدأ quot;التمييز الإيجابيquot; الذي يخصص أماكن في الجامعات والمجتمع للأقليات فقط لأنها أقليات وليس بسبب كفاءاتها.

وأوردت مثالا آخر يتمثل في المعلّقة المحافظة ديبي شلوسيل التي أشارت الى خلفية ريما فقيه الشيعية لتصفها بأنها quot;إرهابيةquot; وتطلق عليها لقب quot;ملكة جمال حزب اللهquot;! وهاجمت الملياردير دونالد ترامب، وهو أحد ممولي المنافسةquot; قائلة إنه quot;ذميquot; أي من أهل الذمة.

ومضت شلوسيل تقول: quot;حزب الله يضحك هذه الليلة ولا شك في ذلك.. لماذا؟ السبب واضح كالشمس وهو أن إحدى أعضائه فازت بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة بدون أن تنبس ببنت شفة لإدانة هذه الجماعة وجرائم القتل التي ترتكبها في حق المئات من الأميركيينquot;.

ويبدو أن شلوسيل على قناعة حقيقية برابط ما بين ريما فقيه وquot;حزب اللهquot;. وهذا رغم أنها لا تورد دليلا على ذلك سوى قولها إن quot;مصادر استخباريةquot; لم تسمها quot;تشير الى أن بعض أفراد أسرة ريما أعضاء في حزب اللهquot;.

على أن الصحيفة تفند هذا الزعم قائلة إن حزب الله quot;حزب سياسي عريض ويقدم خدماته الاجتماعية لسكان جنوب لبنان حيث يعتبر حكومة الأمر الواقع. ولذا فإن جميع السكان في تلك المنطقة يقعون بشكل أو آخر تحت تأثيره، سواء كانوا شيعة أو سنة أو مسيحيينquot;. وتمضي قائلة إن الأرجح لمنظمة إسلامية مثل quot;حزب اللهquot; أن تعارض فكرة مسابقات ملكة الجمال في المقام الأول باعتبارها quot;بدعة غربيةquot; وتحط من قدر المرأة.

ويبدو أن سلوشيل استبقت هذا النقد فقالت إن المسلمين (الشيعة) يتبعون نهج quot;التقيّةquot; الذي quot;يتيح لهم إخفاء معتقداتهم الحقيقية في حال خوفهم من الخطر أو سعيا لخداع الكفار. ومن هنا جاء سماح حزب الله لريما بالمشاركة في تلك المسابقةquot;.

ونشرت مواقع اخرى صورا للملكة الجديدة والى جانبها علم حزب الله الاصفر والاخضر. الا ان معلقين آخرين دافعوا عن ريما فقيه. واكد موقع quot;بوليتيكس ديليquot; في خبر بعنوان quot;ملكة جمال الولايات المتحدة: ارهابية بالبيكيني؟quot;، ان quot;الدفاع عن النفس من تهمة التطرف لا يجب ان يكون جزءا من عملquot; حاملة اللقب الجديدةquot;.

عفيفة فقيه عمة ملكة جمال الولايات المتحدة ريما فقيه توزع الحلوى احتفالا بفوزها. أ ف ب

وعلى صعيد متصل، انشغلت عائلة ريما فقيه باستقبال سيل المهنئين والاعلاميين في صريفا، مؤكدة، في مواجهة بعض الشائعات، عدم ارتباطها باي تيار سياسي وانفتاحها على كل الحضارات والاديان.

وتقول عمة ريما، عفيفة فقيه سعيد (62 عاما) وهي تقدم البقلاوة والقهوة للزوار، quot;رفعت ريما رأسنا، رفعت رأس جنوب لبنانquot;. في المنزل المؤلف من طبقتين، صورة كبيرة لريما بعد ان فازت بلقب ملكة جمال ولاية ميشيغان. كما توزعت في ارجاء المنزل الصحف المحلية الصادرة اليوم والتي حملت كلها صور quot;بنت صريفا اجمل الاميركياتquot;، كما كتبت جريدة quot;النهارquot;.

ولا ترى عفيفة التي تضع الحجاب، اي تناقض في ظهور ابنة اخيها بالبيكيني في مسابقة للجمال في بلد يعتبر على نطاق واسع في الجنوب حيث معقل حزب الله، عدوا بسبب دعمه لاسرائيل. وتقول quot;الغربيون يصفوننا، نحن الشيعة، بالارهاب والقتل. لكننا في الواقع نحب الحياة والحب والجمال لا سيما جمال النفسquot;.

وهاجرت ريما (24 عاما) من لبنان وهي في السابعة مع والديها وشقيقتها رنا (35 عاما) وشقيقيها. وهي حائزة شهادة جامعية في الاقتصاد. وتقول عفيفة التي تجيد الانكليزية والفرنسية، ان عائلتها quot;لا تملك اي ميل سياسي واي ارتباط مع احزاب سياسيةquot;، مضيفة ان شقيقها ربى عائلته quot;على عدم التفريق بين مسلم ومسيحي. (...) نحن عائلة منفتحةquot;.

وروت ان والد ريما quot;كان يرفض دائما دخولها في مجال الجمال، لكنها طموحة ووالدتها كانت تشجعهاquot;. وتعشق ريما السفر وترغب في ان تصبح محامية. وقد تلقت دروسها في مدرسة كاثوليكية في نيويورك، وصرحت خلال المسابقة للمنظمين، ان عائلتها تحتفل بالاعياد الاسلامية كما المسيحية.

وتروي شقيقتها رنا المستقرة حاليا في صريفا مع عائلتها، ان quot;والدي الذي كان معارضا لمشاركة ريما في مسابقات الجمال، قال لي عبر الهاتف متأثرا بعد التتويج: شقيقتك اول شيعية تحمل لقب اكبر دولة في العالمquot;.

وتابعت رنا quot;نحن لبنانيون واميركيون. في الولايات المتحدة، لا احد يسأل هل انت شيعي ام سني. كلنا تحت النظام الاميركيquot;. وانتقدت محاولة بعض الاعلام الاميركي quot;تشويه صورة ريما بالقول انها مع حزب اللهquot;.

وتصف رنا شقيقتها بانها quot;رياضية وجميلة وروحها مرحة واجتماعيةquot;. ويعبر ابراهيم سعيد، احد اقرباء ريما، بدوره عن فخره بالقول quot;لقد شهدت صريفا اخيرا هزات ارضية عديدة خفيفة. الا ان فوز ريما احدث هزة عالميةquot;.

وافرزت وسائل الاعلام اللبنانية مساحة مهمة للملكة الاميركية اللبنانية الاصل، وكتبت quot;النهارquot; ان quot;ريما فقيه عكست للبنان صورة مضيئة في بلاد تسودها صورة قاتمة عن العرب عموماquot;. وكتبت صحيفة quot;السفيرquot; من جهتها quot;جميلة الاميركيات... اللبنانية ريما فقيه (...) السمراء ذات الملامح العربية الواضحةquot;.

وهنأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان ريما فقيه، معتبرا ان تتويجها quot;يعطي مرة جديدة صورة مشرقة عن التألق اللبناني في الخارج في شتى المجالاتquot;. اما نائب حزب الله حسن فضل الله فانتهج موقفا اكثر حذرا. وقال ردا على سؤال لتلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال، quot;ان المعايير التي تقاس بها قيمة المرأة عندنا مختلفة عن المقاييس التي تعتمد في الغربquot;، مؤكدا ان هذا هو موقفه سواء كانت الملكة من quot;صريفا او جونيه (المسيحية) او (...) اي بلدة لبنانية اخرىquot;.