تحتفل quot;إيلافquot; اليوم بمرور تسع سنوات على تأسيسها، وقد رافق البدايات العديد من الأسئلة حول مستقبل صحيفة لا تملك طبعة ورقية، فكيف سيكون بمقدورها أن تجتذب مدمني الورق إليها؟، فيما أصبح السؤال اليوم مقلوبًا، فأي مستقبل لصحيفة لا تملك حضورًا على شبكة الإنترنت؟
في مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات، برهنت إيلاف أنَّها رؤيويّة وقادرة على استشراف المستقبل حين أطلت للمرّة الأولى على جمهورها عبر وسيلة لم تكن شائعة على نحو كبير في ذاك الزمن: الإنترنت. حينها، كان عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتيَّة في العالم العربي بالغ التواضع، ومثله كان انتشار الحاسوب. أمَّا الأغلبيَّة الساحقة من المتابعين فلم تكن تملك، متى اختارت الاطلاع على أخبار العالم ومستجداته، سوى اللجوء إلى الأسلوب ذاته الموروث عن الآباء والأجداد: الصحف الورقيَّة.
لقد رافق الإطلالة الأولى لـquot;إيلافquot; العديد من التساؤلات. كان من بينها: أيّ مستقبل لصحيفة لا تملك طبعة ورقيَّة؟ كيف سيكون بمقدورها أن تجتذب مدمني الورق إليها؟ من قد يقرأ صحيفة لا يستطيع أن يقلب أوراقها بين يديه؟ وغير ذلك من الأسئلة الكثيرة.
إلا أنَّ العصر كان يُنذر بالتحوّل. وأثبت السنوات القليلة اللاحقة أنَّ من بين سمات الألفية الجديدة انتقال الصحافة من حال إلى حال. وما كان بذرة غريبة اسمها الصحافة الإلكترونيَّة، سرعان ما أصبح شجرة باسقة ووارفة الظلال. وشيئًا فشيئًا، راح يزداد عدد قراء الصحافة الإلكترونيَّة باطراد وثبات، حتى أضحى يوازي عدد متابعي الصحف الورقيَّة، قبل أن تميل كفة الميزان، ولمرة واحدة ونهائية، لصالح صحافة الإنترنت.
لم تعد شبكة الإنترنت ترفًا مثلما كانت حالها قبل عقد، بل غدت حاجة. إنَّ عجلة التطور في مجال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات تسير بوتيرة سريعة، وتغزو العالم بتقنيَّات متطورة محدثة تغييرًا في مختلف نواحي الحياة. بل إنَّ ثمَّة من أضحى يتحدث عن أنَّ الإنترنت حقّ من حقوق الإنسان. والصحافة الإلكترونيَّة في صلب هذا الحق. فهي تعمم ديمقراطية المعرفة، وتضمن تفاعل القارئ ومشاركته، بطرق ووسائل ديناميّة.
بعد تسع سنوات على إطلالة إيلاف على جمهورها، أصبح السؤال مقلوبًا. فأيّ مستقبل لصحيفة لا تملك حضورًا على شبكة الإنترنت؟ وكيف يمكن للصحافة الورقيَّة أن تجتذب مدمني الإنترنت إليها؟ بل إنَّ السؤال الكبير أصبح ملحًا أكثر من أيّ وقت مضى، خصوصًا مع استغناء عدد كبير من الصحف العريقة عن طبعاتها الورقية واكتفائها بالتواجد في العالم الافتراضي - الحقيقي: هل ما زال وجود الصحافة الورقيَّة ممكنًا في عصر الإنترنت؟ أم أنَّها أضحت في حكم الزائلة؟ وفي أول يوم من عامها العاشر، تحاول إيلاف الحصول على إجابة عن هذا السؤال، عبر حوارات أجراها مراسلوها مع عدد من مديري التحرير والمسؤولين في صحف عربيَّة ورقيَّة من المحيط إلى الخليج، ممن كادوا يجمعون على أنَّ عصر الصحافة الورقيَّة قد ولّى فعلاً.
التعليقات