عادت أزمة صحيفة الدستور المصرية المعارضة، من جديد إلى الواجهة، بعد إقالة رئيس التحرير التنفيذي أيمن شرف من منصبه، وتبادل الإتهامات بينه وبين مالك الصحيفة في بيانات.


القاهرة: ساهم الصحافي أيمن شرف في إنقاذ صحيفة quot;الدستورquot; من التوقف بعد إعتصام صحافييها وإمتناعهم عن العمل، في أعقاب إقالة رئيس تحريرها إبراهيم عيسى. واستمر شرف في منصب رئيس التحرير التنفيذي للصحيفة حتى نهاية الأسبوع الماضي، حيث سجلت عودة عدد كبير من الصحافيين المعتصمين وضم آخرين جدد في محاولة لإستعادة نسبة توزيع الصحيفة التي تراجعت بشكل كبير بعد إقالة عيسى.

لكن القرارات التي أصدرها مالك الصحيفة رجل الأعمال رضا إدوارد مؤخراً، أتت لتقيل شرف من منصبه، بعد خلافات بينه وبين إدوارد من جهة، وخلافات أخرى بينه وبين المحررين القدامي الذين لا يرغبون في استمراره من جهة أخرى، وجرى تعيين رئيس تحرير جديد للصحيفة.

وإثر هذه القرارات، قدم أيمن شرف شكوى لنقيب الصحافيين مكرم محمد أحمد طالب فيها بتعويض قدره 25 ألف جنيه من مجلس إدارة الصحيفة إحتجاجاً على إقالته أثناء سفره في مهمة عمل في السودان، مشيراً إلى أنه قرار الإقالة فاجأه بعد عودته من السودان حيث كان متواجداً لتغطية إستفتاء إنفصال الجنوب خلال الأسبوع الماضي.

وقال شرف في شكواه أن قرار إقالته جاء بسبب قيامه بالتصدي quot;لرغبة مالك الصحيفة في تصفية الصحافيين حيث طلب مني طرد نصف الصحافيين العاملين بحجة أنهم عبء على الميزانيةquot;، بالإضافة إلى رفضه quot;سياسة خفض رواتب الزملاء بشكل لا يتوافق مع الحد الأدنى للأجور على الرغم من كفاءتهم المهنيةquot;.

وأشار شرف في بيان وزع أمس، إلى أنه أشار في شكواه إلى تدخل مالك الصحيفة في شؤون التحرير quot;على قاعدة دينية مذهبيةquot; مؤكدا تدخله quot;لرفع أخبار عن الكنيسة الأرثوذكسية بحجة أنه بروتستانتي حيث رفض نشر صورة قداسة البابا شنودة ضمن مانشيت الصفحة الأولى في احتفالات عيد الميلاد المجيدquot; مشددا على أن quot;رضا إدوارد تدخل في العمل التحريري دون الرجوع لرئيس التحرير التنفيذي أو مجلس التحريرquot;.

وأرجع شرف في شكواه الخلاف بينه وبين إدوارد إلى إصرار رئيس مجلس الإدارة على quot;إبراز مقالته في الصفحة الأولى رغم ضعف مستواها، مما جعل العدد يبدو مثيراً للسخرية وبعيداً عن المهنية فضلاً على إصراره على الزج بصحيفة الدستور في أزمة حزب الوفد، بعد الجولة الأولى لإنتخابات مجلس الشعب، حيث ظهرت الدستور وكأنها الصحيفة الرسمية للحزبquot;.

وإدوارد يرد

ردا على هذه الشكوى أصدر مالك الصحيفة ورئيس مجلس إدارتها رضا إدوارد بياناً يوضح فيه موقفه واصفاً رئيس التحرير التنفيذي المقال بأنه ليس صحافياً، فقال quot;أيمن شرف لم يمارس منصب رئيس التحرير التنفيذي لأنه ليس صحافياً وإنما مترجم، مشيراً إلى أن شرف هو الذي ألح لوضع إسمه على الجريدة، ولم يكن له أي إشراف على تحرير الجريدة وكان يقوم بهذه المهمة ثلاثة صحافيين آخرين وتم وضع اسمه لحين اختيار رئيس تحرير واستكمال الإجراءات المطلوبة من المجلس الأعلى للصحافةquot;. لافتا إلي أن quot;إسهامه الوحيد كان في المقالة الإفتتاحية التي يقوم بكتابتها في الصفحة الأولى وتم الإستغناء عنها لاحقاً لضعف مستواها.

وقال إدوارد في بيانه أن شرف لم يقم بتوقيع عقد عمل مع الصحيفة مشيرا إلى أن العقود كافة التي أقرت كانت لصحافيين تم الاتفاق على تعيينهم مع النقابة بعد عودتهم إلى العمل وإنهاء اعتصامهم في نقابة الصحافيين، مؤكدا على أن شرف لم يوقع أي عقد عمل مع الجريدة.

وأكد في ختام البيان على أن مقالاته الحكم فيها للجمهور وليس لشرف، مشددا على احتفاظ الصحيفة ومجلس إدارتها بحقهما القانوني في محاسبة شرف على بيانه الذي قام بتوزيعه على الصحافيين أمس.

وفي سياق متصل، أوضح أحد الصحافيين العاملين في الدستور لـquot;إيلافquot; أن خلافات متعددة نشبت بين أيمن شرف ومالك الجريدة أكثر من مرة وصلت إحداها إلى حد امتناع شرف عن الحضور للجريدة لمدة 3 أيام متتالية. وأوضح أن شرف وافق على قرار تخفيض الرواتب للصحافيين الجدد الذين أصبحوا من يتقاضون نصف راتبهم في الشهر الثاني من عملهم في الصحيفة، لافتا إلى أن هذا الموضوع كان بموافقة رئيس التحرير التنفيذي مستغرباً تصريحه بأن انسحابه جاء بسبب ذلك.
ولفت الصحافي إلى أن شرف تعامل أكثر من مرة بطريقة فردية في إتخاذ القرارات خلال رسم الصفحة الأولى ونشبت بينه وبين رئيس قسم التصوير في الجريدة طارق الجباس خلافات لعدم قيامه بإختيار صور لنشرها في الصفحة الأولى من الجريدة.