آثر حزب الوفد المصري الصمت التام، إزاء أنباء الاستقالات التي بدأ بتقديمها عدد من أعضائه، بسبب ما حصل مؤخرا في جريدة الدستور المصرية التي تملّكها الحزب المصري المعارض، علما أن الحزب يسعى جاهدا إلى إنهاء الأزمة، وتقديم الحلول.
عامر الحنتولي- إيلاف: وضع حزب الوفد المصري المعارض بأيدي نقابة الصحفيين المصرية مسودة إتفاق تنهي عمليا الأزمة الداخلية في جريدة (الدستور) المصرية التي تملكها أخيرا حزب الوفد، إذ تشمل الإتفاقية التي ستوضع موضوع التنفيذ الفوري حال موافقة العاملين في صحيفة الدستور عليها، تعيين مجلس إدارة جديد للصحيفة التي إنتهجت خطا جديدا في معارضة النظام السياسي في مصر، وتعيين محررين في مجلس الإدارة، على أن يتم إختيار رئيس جديد لمجلس الإدارة لاحقا، في إشارة ضمنية الى أن القيادي في الحزب المصري رضا إداوارد الذي يشغل حاليا رئاسة المجلس بعد تملكه الحصة الأكبر في الصحيفة، قد لا يبقى في موقعه بعد التشكيل الجديد.
ووفقا للإتفاقية التي وقعت بالأحرف الأولى بحضور عدد من أقطاب نقابة الصحفيين المصريين، فإن الصحيفة ستخضع العاملين بها للتأمين الطبي، إضافة الى وضع قانون جديد للرواتب يشمل الحد الأدنى، والأعلى للأجور داخل الصحيفة، ومراجعة جميع العقود التي أبرمت في السابق مع الموظفين، والتعيين الفوري للمحررين الذين وردت أسماؤهم في القائمة التي كان رئيس التحرير المقال للصحيفة إبراهيم عيسى قد طلب من مجلس الإدارة إعتماد تعيينها قبل إقالته، وهي المسألة التي عمقت الخلافات الداخلية في حزب الوفد.
وكان اللافت في مسودة الإتفاق هو عدم تضمينها عودة رئيس التحرير المقال إبراهيم عيسى الذي حقق شهرة كبيرة، ونجاحات عدة بعد إستلامه رئاسة تحرير الصحيفة، إذ قاد الإنتعاشة الكبيرة للصحيفة، وسط أرقام مبيعات عالية جدا، وأصبحت الصحيفة الأولى في مصر ndash; بحسب تقديرات داخلية مصرية - ، قبل أن يخطط حزب الوفد لتملك حصص أكبر في الصحيفة تمهيدا للسيطرة عليها، وهو ما حصل فعلا قبل نخو شهرين، حيث عين رئيس حزب الوفد السيد البدوي رئيسا لمجلس إدارة (الدستور)، قبل أن يتنازل عن حصته مجددا للقيادي في الوفد رضا إداوارد الذي يملك حصة هو الآخر، الأمر الذي أهله ليكون رئيسا لمجلس الإدارة بعد تنحي البدوي.
وبات واضحا أن أزمة الدستور قد إنعكست بسرعة على الحزب المصري الذي عاش أمجاده السياسية الكبيرة في عقدي الستينات والسبعينات من العام الماضي، حيث كان أكبر أحزاب مصر الرئيسية، واستطاع تشكيل أكثر من حكومة مصرية، إذ تردد بأن الشاعر الشعبي المصري أحمد نحم قد إستقال من عضوية حزب الوفد، معللا الإستقالة بأنها نتاج طبيعي لما حدث في جريدة الدستور، وسط معلومات بأن الجهود تبذل على مستوى عال في حزب الوفد لتلافي استقالات جديدة من عضويته، إذ يتردد بأن الأعضاء علاء عبدالمنعم، ومحمد العمدة يفكران بالإستقالة، بشكل جديد، وسط إتهامات للبدوي بأنه عقد صفقة مع النظام المصري لتدمير الصحيفة قبل الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة.
جريدة الدستور
جريدة يومية مصرية تصدر عن مؤسسة الدستور للصحافة و النشر،كان يرأس تحريرها الصحفي إبراهيم عيسى حتى إقالته يوم 5 تشرين الأول|أكتوبر الحالي، ويرأس مجلس إدارة الجريدة السيد البدوي شحاتة لفترة قصيرة، ومن بعده رضا إدوارد.
صدر العدد الأول منها في ديسمبر 1995 بتصريح من قبرص وهو أسلوب اتبعته عدد من الصحف المصرية وقتها للالتفاف حول القوانين المقيدة لحرية إصدار الصحف.
وقد باعها مالكها الأول ومؤسسها عصام فهمى إسماعيل إلى السيد البدوى شحاتة رئيس حزب الوفد المصري، ومالك شبكة قنوات الحياة وصاحب شركة أدوية.
حزب الوفد
حزب الوفد الجديد هو حزب سياسي ليبرالي مصري، يعد الوفد امتدادًا لحزب الوفد المصري القديم، وهو الحزب الحاكم في مصر قبل قيام ثورة 23 تموز/ يوليو 1952 والتي قامت بتغيير نظام الحكم في مصر من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري، وألغت الثورة في يناير 1953 الأحزاب السياسية المصرية، وحلت كل الأحزاب القائمة بما فيها حزب الوفد، ولم يعد الحزب إلى نشاطه السياسي إلا سنة 1978 في عهد الرئيس المصري محمد أنور السادات بعد سماحه للتعددية الحزبية، وذلك على يد فؤاد سراج الدين، وقد اتخذ الحزب لنفسه اسم quot;حزب الوفد الجديدquot;.
يقع مقر حزب الوفد في مدينة الجيزة المصرية ويترأسه السيد البدوي منذ أيار/ مايو 2010 بعد الانتخابات التي أجريت على رئاسة الحزب بينه وبين الرئيس السابق للحزب محمود أباظة، والتي انتهت بفوز سيد البدوي بفارق 209 صوتاً، ولحزب الوفد عشرة مقاعد في مجلس الشعب المصري.
يهدف حزب الوفد إلى تحقيق العديد من المبادئ والأهداف أهمها إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية داخل مصر وتعزيز الديمقراطية، وحماية حقوق الإنسان، ودعم دور الشباب، والحفاظ على الوحدة الوطنية بين المصريين.
التعليقات