لندن: هدد العراق بالتخلي عن تطبيق قرار مجلس الامن الدولي 833 الذي ينظم الملاحة البحرية مع الكويت محذرا من انه سيستخدم جميع الوسائل لمنع الكويتيين من بناء ميناء مبارك بجزيرة بوبيان في الموقع الذي اختاروه لانه يشكل تعديا على الحدود العراقية ويغلق الدخول الى الموانئ العراقية الجنوبية.
وقال وزير النقل العراقي هادي العامري في مؤتمر صحافي في مدينة البصرة الجنوبية اليوم ان قرارات مجلس الامن تسمح بملاحة امنة في خور عبد الله الجنوبي استنادا الى قانون البحار الموقع عليه من قبل العراق والكويت. وعبر عن الامتعاض من امتداد ميناء مبارك الذي تستعد الكويت لبنائه الى الحدود العراقية المائية مؤكدا ان هذا يشكل تعديا على القرار الاممي 833 على الرغم من ان هذا القرار يشكل ظلما للعراق واتخذ نتيجة احتلال النظام السابق للكويت عام 1990.
واضاف العامري ان بناء الكويت لميناء مبارك بالطريقة التي تريد سيشكل خرقا صريحا لقرلر مجلس الامن المرقم 833 واذا اصرت الكويت عليه فان ذلك سيرغم العراق عن التخلي عن القرار وتطبيقاته. وشدد بالقول quot;ان العراق لايقبل ببناء الميناء الكويتي في مكانه المقرر الان لانه مخالف للاتفاقات الدولية وسيدفع بالعراق للاعلان بأنه في حل من تنفيذ القرار 833quot;.
واشار الى ان وفدا عراقيا من وزارتي الخارجية والنقل سيغادر الى الكويت اليوم لبحث الامر مع المسؤولين الكويتيين.. وقال ان العراق سيسلك جميع الطرق وبينها الدبلوماسية وغيرها وسيذهب الى الامم المتحدة لاثارة هذا الموضوع ومنع بناء الكويت لميناء مبارك في موقعه المقرر حاليا.
ودعا العامري الى قرار حكومي رسمي حاسم يعارض بناء الميناء الكويتي كما هو مقرر واكد انه سيستقيل من منصبه اذا لم تمنع الحكومة العراقية بناءه. واشار الى ان شركات ايطالية قد وضعت تصاميم لبناء ميناء الفاو الكبير الجنوبي ومن المؤمل المباشرة ببنائه مطلع العام المقبل.
ومن جهته اشار رئيس هيئة الموانئ العراقية الى ان موقع الميناء الكويتي يشكل مشكلة لانه سيغلق الدخول الى الموانئ العراقية كما انه سيوسع الحدود الكويتية على حساب العراقية. وتضم محافظة البصرة (555 كم جنوب بغداد) التي تعد المنفذ البحري الوحيد للعراق خمسة موانئ تجارية وميناءين نفطيين وهو يعتزم تنفيذ مشروع ميناء البصرة الكبير الذي يعول كثيرا على مردوداته الاقتصادية الا ان تنفيذ الكويت لمشروع ميناء مبارك الكبير قد يؤدي الى افشال المشروع العراقي وربما الغائه. وتشهد مدن عراقية هذه الايام تظاهرات تطالب الكويت بالكف عن استفزازها للعراق.
واكد متظاهرون في بغداد خلال هتافاتهم وفي لافتات رفعوها ان سياسة العداء التي تنتهجها السلطات الكويتية قد وصلت حدا لايمكن السكوت عليها فقضم الاراضي العراقية ومنحها هبة للكويت بموجب قرار مجلس الامن الدولي رقم 833 لعام 1993 وما يسمى بالتعويضات التي تجاوزت 41 مليار دولار والاغراءات المادية التي قدمتها من اجل ان يبقى العراق مكبلا بالبند السابع لعقوبات ميثاق الامم المتحدة واخيرا ولس اخرا ما اعلنته عن اقامة ميناء كبير في جزيرة بوبيان لخنق الاقتصاد العراقي كلها اجراءات لايمكن للذات العراقية تجاوزها وان حالة الضعف التي يعاني منها العراق اليوم لابد ان تتغير في المستقبل القريب وعلى الكويت ان تدرك ذلك جيدا.
ودعا المتظاهرون الحكومة العراقية الى وقفة جادة مع سلطات الكويت والنظر الى حقيقة الامور بواقعيتها وادراك نوايا الافعال لا التمسك بالاقوال التي لاتنسجم وحقيقة ما تذهب اليه الكويت من افعال تشكل باستمرار حالة عداء دفع ثمنها الشعب العراقي ومازال يدفع دما ومالا ومستقبلا على حد قولهم.
وتقول مصادر عراقية حسنة الاطلاع ان بناء الكويت لميناء مبارك سيفقد اهمية ودور ميناء البصرة الكبير ومن قيمته الاقتصادية للعراق بنسبة 60%. وتشير الى ان العراق والكويت متفقان على إنشاء الموانئ لكن من دون التجاوز على الممر المائي خاصة وان المعلومات التي حصلت عليها الحكومة العراقية تؤكد تقدم الجانب الكويتي لنحو كيلو متر باتجاه الممر المائي العميق في خور عبد الله المشترك.
وكانت وزارة النقل العراقية وضعت في نيسان (ايريل) من العام الماضي 2010 حجر الأساس لمشروع ميناء البصرة الكبير الذي تشير تصاميمه الأساسية الى احتوائه على رصيف للحاويات بطول 39 كيلومترا ورصيف آخر بطول كيلومترين. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للميناء 99 مليون طن سنوياً فيما تبلغ الكلفة الإجمالية لإنشائه أربعة مليارات و400 مليون يورو ومن المؤمل أن يتصل بخط للسكة الحديدية يربط الخليج العربي عبر الموانئ العراقية بشمال أوربا من خلال تركيا.
وأشارت الوزارة الى ان هناك ضغوطاً إقليمية تعيق أنجاز ميناء البصرة الكبير كونه سيؤثر على مصالحها الاقتصادية حيث من المؤمل ان يغير الميناء خارطة النقل البحري العالمية كونه سينقل البضائع من اليابان والصين وجنوب شرق آسيا إلى أوروبا عبر العراق الذي يسعى إلى بناء منظومة نقل متكاملة تربطه مع الدول الإقليمية عبر القناة الجافة التي تصل بين دول البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي ودول شرق آسيا وتعد اكبر قناة نقل في العالم.
يذكر ان مشروع ميناء مبار ك الذي أعلنت الكويت عن البدء بإنشائه في السادس من نيسان الماضي بعد عام من إعلان العراق عنبناء ميناء الفاو الكبير وسط تحذير اقتصاديين بأن الميناء الكويتي الجديد سوف يقطع الممر الملاحي الوحيد المؤدي إلى مينائي أم قصر وخور الزبير العراقيين.
وبدأت مؤخرا آليات ومعدات إنشائية ثقيلة تعمل حاليا على دق الركائز وإنشاء الطرق والسداد الترابية وتشييد المنشآت السطحية في جزيرة بوبيان غير الاهلة التي تقع في الجهة المقابلة لموقع ميناء الفاو الكبير.
وبحسب ما أعلنت الكويت فإن المشروع سينفذ على أربع مراحل تنتهي آخرها في عام 2016 ويشمل إنشاء أرصفة للحاويات بطول كيلومتر ونصف وعشرات المراسي ومنطقة حرة للتبادل التجاري ومجمع سكني متكامل وخط للسكك الحديدية يربط بين طرفي الجزيرة.
التعليقات