القاهرة: أمر النائب العام المصري عبد المجيد محمود الخميس بالافراج عن الطفلين القبطيين المحتجزين على ذمة التحقيق بتهمة ازدراء الدين الاسلامي، وذلك بعد تدخل من الرئيس محمد مرسي استجابة لمذكرة قدمها له ناشط قبطي.

وقال مصدر في مكتب النائب العام ان الاخير أمر بالافراج عن الطفلين نبيل ناجي رزق (10 سنوات) ومينا نادي فرج (9 سنوات) إعمالا لقانون حقوق الطفلquot; الساري العمل به في مصر والذي يمنع احتجاز الاطفال.

واكد الناشط القبطي نجيب جبرائيل ان الرئيس المصري محمد مرسي طلب من النائب العام الافراج عن الطفلين اللذين تم احتجازهما على ذمة التحقيقات في اتهام موجه لهما بازدراء الدين استجابة لمذكرة تقدم بها واكد فيها ان هذا الاحتجاز مخالف للاتفاقيات الدولية حول حقوق الطفل الموقعة عليها مصر.

وقال جبرائيل لوكالة فرانس برس انه quot;قدم مذكرة للرئيس مرسي وساعده في نقلها اليه مساعد رئيس الجمهورية القبطي سمير مرقص وبالفعل اعطى الرئيس توجيهاته للنائب العام للافراج عن الطفلين لان احتجازهما مخالف لاتفاقيات دولية بشأن حقوق الطفل تلتزم بها مصرquot;.

واثار احتجاز الطفلين انتقادات فورية من قبل عدة منظمات حقوقية مصرية. وقررت النيابة العامة في محافظة بني سويف (صعيد مصر) الثلاثاء توقيف الطفلين وايداعهما دارا لاحتجاز الاحداث لمدة اسبوع على ذمة التحقيق في الاتهام الموجه اليهما بازدراء الاديان، بحسب ما افاد مصدر قضائي.

وقال المصدر ان الطفلين اودعا مركزا لاحتجاز الاحداث لمدة اسبوع بناء على قرار من النيابة على ذمة التحقيق في شكوى تقدم بها اهالي قرية quot;عزبة ماركوquot; في محافظة بني سويف (180 كلم جنوب القاهرة) تتهمهم بازدراء الدين الاسلامي لقيامهم بالتبول علنا على اوراق كانت تحوي آيات قرآنية.

وهذه اول مرة يتهم فيها اطفال بازدراء اديان في مصر. ويأتي احتجاز الطفلين القبطيين في ظل تصاعد مناخ الاحتقان الطائفي مصر خلال الاسابيع الاخيرة بسبب الفيلم المسيء للنبي محمد الذي انتجه في الولايات المتحدة مصري قبطي متشدد مهاجر.

وتعرضت اسر قبطية تقيم في مدينة رفح الحدودية مع غزة الاسبوع الماضي الى تهديدات بالقتل من مجهولين يعتقد انهم اسلاميون متشددون وطلبوا منهم الانتقال للاقامة في مدينة اخرى، الا ان الرئيس المصري محمد مرسي الآتي من صفوف جماعة الاخوان المسلمين اكد رفضه quot;تهجيرquot; الاقباط وتعهد حمايتهم.

وكانت مواجهات طائفية متعددة اندلعت بين المسلمين والمسيحيين بعد اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011 آخرها في تموز/يوليو الماضي في قرية دهشور (جنوب القاهرة) حيث ادت مشاجرة بين شابين مسلم ومسيحي الى تهجير اسر مسيحية عدة من منازلها قبل ان تعود اليها بعد عشرة ايام اثر تدخل اجهزة الامن.

ويشكو اقباط مصر، الذين يشكلون ما بين 6 الى 10% من 82 مليون مصري، من تعرضهم للتمييز في عهد مبارك وباتوا اكثر خوفا على امنهم بعد تولي الاسلاميين الحكم في مصر.