لاحق شيطان الربيع العربي الحملة الإنتخابية الرئاسية الأميركية، فحضر في المناظرة السياسية بين الرئيس باراك اوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني حين خاضا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.


واشنطن: طغى موضوع الربيع العربي على مناظرة الرئيس باراك اوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني حول سياسة الولايات المتحدة الأميركية الخارجية، التي انعقدت في معهد انتربرايس في قلب العاصمة واشنطن.
وحضرت الأزمة السورية بقوة، كما الحالة الليبية وتحديدًا مسألة إغتيال السفير الأميركي كريس ستفينز، والحالة المصرية بعد سيطرة الأخوان المسلمين على الحكم. وتناظرا حول البرنامج النووي الإيراني، والأوضاع في العراق وأفغانستان، ومكافحة الإرهاب، ونفوذ أميركا على مناطق الجيوسياسية الحيوية في العالم، لا سيما في منطقة الخليج، ومنافسة الصين وروسيا لها. وقد مثل رومني مستشاره للأمن القومي دوف زاخيم، فيما مثل أوباما عضو اللجنة الإستشارية في حملته الإنتخابية ريشارد فيرما.

فشل استخباري

اختلف الطرفان الديموقراطي والجمهوري في طريقة التفكير لكنهما إتفقا في العمق، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بأمن الولايات المتحدة،إذ إعتبراه خطًا أحمر لايمكن تجاوزه.
شدد زاخيم على أن بقاء أميركا عظيمة لا يتم إلا عن طريق القوة والحسم، فيما راى خصمه فيرما أن بلاده تبقى قوية بإتخاذ سياسة ترتكز على القوة الناعمة، التي تستخدمها الولايات المتحدة منذ أول عهد أوباما الى البيت الأبيض، وهي كانت غائبة عند سلفه جورج دبليو بوش.
وتصارع الإثنان لأكثر من ساعة في مناظرة السياسة الخارجية الأميركية، وتبادلا الإتهامات بشكل مثير لا سيما في الموضوع السوري. وسخر زاخيم من خطط إدارة الرئيس اوباما في سوريا quot; حيث يمعن الأسد في قتل السوريين ولا تستطيع الولايات المتحدة وقفهquot;.
وتساءل المسؤول في الحزب الجمهوري، والذي بدى قريبًا جدًا الى موقف الصقور في طروحاته أمام الحضور:quot; هل امتنع البيت الأبيض عن تقديم السلاح للمقاتلين المناوئين للأسد بسبب عدم معرفته من هو الصديق ومن العدو في المعارضة السورية؟ اليس ذلك فشلًا ذريعًا للأجهزة الإستخباراتية يسجل في تاريخ الولايات المتحدة في عهد أوباما؟quot;.

خطر مستقبلي

توجهت quot;إيلافquot; إلى زاخيم تسأله عن احتمالات إقدام ميت رومني بتوجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد إن تم انتخابه. أجاب: quot;لا داعي لتحريك القوات الأميركية من أجل إسقاط نظام بشار الأسد، فلدينا أصدقاء كالسعودية وقطر، يمكننا من خلالهما أن نعجل في إسقاط الديكتاتور بشار الأسد، بالاضافة إلى تسليح المعارضة السوريةquot;.
لكن فيرما قال: quot;من شأن اعطاء الأسلحة للمعارضين أن يكون خطيرًا لأننا لا نعرف من سيصلهم السلاح، وهذا ما يمكن أن يخلق مخاطر أمنية في المستقبل لأميركا وحلفائهاquot;. بيد أن زاخيم ذكّره بأن إدارة أوباما لم ترَ في تسليح المتمردين الليبيين مشكلة أو خطرًا مستقبليًاquot;.
وذهب زاخيم في المناظرة يفصل مقتل السفير الأمريكي كريس ستفينز ليهز صورة ممثل الحزب الديموقراطي أمام الحضور، فقال: quot; تجاهلت إدارة اوباما قدرًا كبيرًا من المعلومات الإستخباراتية حول الخطر المحدق بأمن القنصلية في بنغازيquot;. فرد فيرما بطريقة دفاعية ونجح في تعويم القضية، إذ قال: quot;لقد طرحنا مشروعًا يدعم أمن سفارات الولايات المتحدة الأميركية، لكن تصويت الجمهوريين أجهضهquot;.

انتقادات لاذعة

في الموضوع الإيراني، كان فيرما أكثر ثباتًا من خصمه. فقد شرح أن العقوبات على إيران بدأت تقطف ثمارها، فيما قال زاخيم إن خنق صادرات النفط الإيرانية لن يتحقق quot;الا بمعرفة ماذا ستصنع لمنع نظام طهران من الحصول على أسلحة نوويةquot;.
وتطرق الطرفان الى الحالة المصرية، إذ بدأ زاخيم بالقول إن الوضع في مصر غير معروف، وسارع ممثل اوباما بالرد قائلًا : quot;إن حماية سفارة الولايات المتحدة في القاهرة اثناء مظاهرات فيلم براءة المسلمين جاءت بعد التنسيق مع من يحكمون مصر بعد التحول الديموقراطيquot;.
وشهدت المناظرة انتقادات لاذعة بشأن العراق وافغانستان، خصوصًا مع دعوة فيرما الساخرة لرومني في أن يحذو حذو جورج بوش الأبن في اعتماد سياسات خاطئة. بينما طالب زاخم منافسه بالنظر مليًا في ما لحق بالقوات الأميركية من فشل وتدهور سريع في أفغانستان.