حذر رئيس أقليم كردستان مسعود بارزاني الأكراد السوريين المعارضين الذين رعى اجتماعات سابقة لهم في أربيل عاصمة الاقليم الصيف الماضي من الإنجرار إلى فتنة كبرى والدخول في صراعات فيما بينهم مشددًا على ضرورة تمسكهم بالخيار السلمي لتحقيق مطاليبهم ورعاية المصالح العليا للشعب الكردستاني.


حذر رئيس أقليم كردستان مسعود بارزاني الأكراد السوريين من الدخول في صراعات فيما بينهم. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة اقليم كردستان العراق إن quot;هناك حقيقة واضحة لدى الجميع أن الاطراف الكردية في سوريا اختارت أفضل الاساليب وهو خيار النضال السلمي للوصول إلى اهدافها وان هذه السياسة هي التي رسخت مكانة الكرد وسط المشاكل السياسية في سوريا. وشددت على أنها ايدت دائما هذا النوع من الخيار لان اللجوء إلى أي خيار آخر سيكون سببًا في زعزعة وعدم الاستقرار البيت الكردي وليس مستبعدًا أن تنجم عنه فتنة كبرىquot;.

يذكر أن هناك فصائل كردية مسلحة تقاتل مع الجيش السوري الحر الذي يواجه القوات النظامية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد لكن الصدامات الاخيرة بين الجيش الحر وفصائل كردية اخرى في عفرين والاشرفية واعتقال عناصر من الطرفين قد اثار مخاوف من اقتتل كردي كردي سوري.

وقالت رئاسة اقليم كردستان إنها quot;من منطلق المصلحة القومية الكردستانية فأنها ستضع موقفها ورؤيتها امام الاطراف السياسية الكردية في سوريا وتعلن انه من الضروري ان تتعامل جميع الاطراف بروية مع الاوضاع الحساسة وان تحافظ في كل خطوة على وحدة البيت الكردي والاخذ بعين الاعتبار الاهداف والمصالح العليا للشعبquot;.

وأكدت قائلة quot;لاشك أن أفضل أساس لحماية وحدة الصف الالتزام الكامل باعلان أربيل الذي وقع عليه الأطراف السياسية الكردية في سوريا ونطالبهم باطلاق سراح الموفقين والمعتقلين لدى جميع الأطراف والحفاظ على وحدة الصف وعدم فسح المجال امام إشعال فتنة.

وفي وقت سابق أثارت سيطرة الأكراد السلمية على مدن عدة في شمال وشمال شرق سوريا غداة الانسحاب الجزئي للجيش النظامي والإدارة السورية من تلك المناطق في تموز (يوليو) الماي آمالاً كردية ومخاوف تركية في آن واحد حيث رحب الكثير من الأكراد السوريين بتمسّك مجتمعهم بالحصول على الحكم الذاتي بحكم الأمر الواقع في حين تشعر تركيا بالقلق بسبب ماترى أنه ظهور كيان كردي مستقل يسيطر عليه حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي.

وكان اتفاق تقاسم السلطة في المناطق الكردية السورية الذي تم التوصل إليه في أربيل في حزيران (يونيو) بين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وبين منافسه المجلس الوطني الكردستاني في سوريا ردود فعل كردية. فحزب الاتحاد الديمقراطي هو، في الواقع، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني وأقوى حركة كردية سورية بلا منازع فيما المجلس الوطني الكردستاني هو ائتلاف من ستة عشر حزباً كردياً سورياً. وقد اتفقت المجموعتان في حزيران على إنشاء المجلس الكردي الأعلى.

وفي تموز (يوليو) الماضي تم توسيع هذا التعاون ليشمل تشكيل لجان أمنية مشتركة ووحدات دفاع شعبية غير مسلحة تهدف إلى ملء الفراغ الأمني والسياسي في المناق الكردية السورية. وبحلول أوائل أيلول (سبتمبر) الماضي كان هناك حديث عن إنشاء قوة عسكرية مشتركة تضمّ الجماعات المسلحة كافة في كردستان السورية.

وقد طالب ممثلو الأكراد السوريين باجراء استفتاء لتقرير مصيرهم في بلادهم بعد تغيير النظام فيها، فيما رفض اخرون اقامة اقليم مستقل كالذي يتمتع به اشقاؤهم في العراق في ختام اجتماع في اربيل شاركت فيه اكثر من 210٠ شخصيات كردية من 25 دولة اجنبية بحضور رئيس اقليم كردستان في العراق مسعود بارزاني لبحث مستقبلهم في سوريا.

وقال حمد درويش سكرتير الحزب التقدمي الكردي في سوريا، ردا على سؤال حول طموحهم باقامة اقليم مشابه لكردستان العراق في سوريا لن نحصل على نفس الشيء الذي لدى أكراد العراق لان الظروف مختلفة. وأضاف نطالب بان تثبت حقوقنا الوطنية في الدستور وان يوافق عليها اخواننا العرب في سوريا.

وهناك 12 حزبًا كرديًا سريًا محظورًا كلها علمانية وأكثرها تأثيرًا حزب يكيتي والحزب الديموقراطي الكردي في سوريا بارتي وحزب يزيدي الكردي والاتحاد الديموقراطي القريب من حزب العمال الكردي.

من جانبه قال عبد الحكيم بشار سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، ان الشعب الكردي في سوريا سوف يقرر ما يريد وحق تقرير المصير يعني اجراء استفتاء للشعب الكردي ليقرر ما يريد وفق مبدأ اللامركزية. وأكد ان حق تقرير المصير لدينا مشروط بالحفاظ على الوحدة السورية.

وأشار المشاركون في المؤتمر إلى أنّ سياسة التمييز التي عاشوها على مدى عقود تتطلب حلا ديموقراطيا لقضيتهم. كما طالبوا بالاعتراف بلغتهم وثقافتهم، اضافة إلى منحهم حقوقاً سياسية وادارية ولكن في في اطار وحدة البلاد.