اثينا: خطا القضاء اليوناني الخميس خطوة اضافية على طريق حل حزب quot;الفجر الذهبيquot; للنازيين الجدد مع توجيهه الاتهام الى زعيم هذا الحزب نيكوس ميخالولياكوس ووضعه في سجن تحت حراسة مشددة، وذلك في اطار حملة مستمرة لقمع هذا الحزب المتهم بارتكاب اعتداءات خصوصا ضد مهاجرين.

وأفاد مصدر قضائي ان ميخالولياكوس اودع بعد ظهر الخميس سجن كوريدالوس في الضاحية الغربية لاثينا والذي يحظى بحراسة مشددة، وذلك بعد توجيه الاتهام اليه بــquot;قيادة منظمة اجراميةquot; في ختام جلسة استماع امام قاضيي تحقيق استمرت ساعات طويلة.

وبحسب مشاهد بثها التلفزيون الرسمي فقد تجمع العشرات من انصار الحزب امام قصر العدل وهتفوا quot;دم، شرف، فجر ذهبيquot; لدى رؤيتهم ميخالولياكوس الذي خرج مؤديا التحية الفاشية.

ويعتبر توجيه الاتهام الى زعيم الحزب الخطوة الاهم منذ اطلقت السلطات حملة ضد الحزب اثر مقتل موسيقي مناهض للفاشية على يد احد عناصر الحزب.

ومساء الخميس اختتم قضاة التحقيق جلسات الاستماع الماراثونية لنواب الحزب الستة الذين اعتقلتهم قوات الامن نهاية الاسبوع المنصرم في اطار حملة اعتقالات واسعة النطاق. واضافة الى زعيم الحزب امر القضاة بتوقيف نائبين آخرين بانتظار محاكمتهما المحتملة، علما بان احد هذين النائبين هو نائب رئيس الحزب خريستوس باباس.

وكان القضاء وجه الاربعاء نفس الاتهام الى النواب الاربعة الاخرين الموقوفين المنتمين الى هذا الحزب. وقد حصل ثلاثة منهم على اطلاق سراح مشروط، في حين وضع الرابع وهو يانيس لاغوس قيد التوقيف الاحتياطي.

والاخير متهم بالتورط مباشرة في مقتل مغني الراب المناهض للفاشية بافلوس فيساس في احدى ضواحي اثينا في 18 ايلول/سبتمبر.

واثارت هذه الجريمة سخطا شعبيا عارما تجلى بتظاهرات كبيرة تحركت على اثرها السلطات وبدأت حملة اعتقالات واسعة لناشطين في صفوف quot;الفجر الذهبيquot;.

ونيكوس ميخالولياكوس النائب البالغ 56 عاما والمعجب بالجنرالات الديكتاتوريين الذين حكموا اليونان في ستينات القرن الماضي، يتولى قيادة الحزب منذ العام 1980.

واودع لاغوس نفس السجن الذي نقل اليه زعيم الحزب، كما اودعت هذا السجن شرطية متهمة بالتواطؤ مع النازيين الجدد وكذلك ايضا قيادي في الحزب في الضاحية الجنوبية الغربية للعاصمة.

وكانت قرارات اطلاق السراح المشروط اثارث الاربعاء مفاجأة في اوساط الصحافيين الذين كانوا يتوقعون اعتقال جميع نواب حزب الفجر الذهبي الى حين محاكمتهم.

وعنونت صحيفة تا نيا الواسعة الانتشار المنتمية ليسار الوسط quot;الزعيم في السجن، العصابة في الخارجquot;.

وكانت السلطات اعتقلت ستة من النواب الـ18 في حزب الفجر الذهبي نهاية الاسبوع الماضي في حملة مداهمات واسعة لشرطة مكافحة الارهاب.

وكان تقرير للمحكمة العليا اكد ضلوع حزب الفجر الذهبي بثلاث محاولات قتل واعتداءات عدة خصوصا على مهاجرين.

ويؤكد المحلل السياسي ايلياس نيكولابولوس ان الحكومة quot;تحاول اقناع ناخبي الفجر الذهبي البالغ عددهم حوالى 400 الف بانهم اخطأواquot; وان عليهم الانضمام الى حزب الديموقراطية الجديدة اليميني الحاكم مع الاشتراكيين.

quot;الا ان الوقت مبكر جدا للحديث عن انتقال للاصواتquot; قبل الانتخابات البلدية والاوروبية في ربيع العام 2014، كمال اضاف نيكولابولوس لوكالة فرانس برس.

ويتابع هذا المحلل ان ناخبي النازيين الجدد quot;يصعب جدا توقع مواقفهم، اذ يمكن ان ينتقلوا لتأييد حزب اخر هو سيريزاquot; الحزب اليساري المتطرف، ابرز احزاب المعارضة.

غير ان مصادر قضائية تؤكد ان التحقيق يمكن ان يفضي الى محاكمة تمتد اشهرا طويلة نظرا الى صعوبة جمع ادلة كافية.

وبعد سنوات من التساهل مع النازيين الجدد، تعهدت الحكومة تقديم مشروع قانون لمحاربة العنصرية امام البرلمان يتضمن تجريما مباشرا لكل الاعمال النازية وتلك المعادية للاجانب.

وتعرض مشروع القانون هذا الذي اعده في الاساس اشتراكيون ويساريون، لانتقادات كثيرة من جانب المحافظين.

وحقق حزب الفجر الذهبي الذي بنى شعبيته على النقمة المتزايدة من الطبقة السياسية خصوصا بسبب الازمة الاقتصادية والمالية في اليونان حيث تقارب نسبة البطالة 28 في المئة، اول دخول له الى البرلمان في انتخابات حزيران/يونيو 2012.

وتأتي حملة السلطات اليونانية ضد حزب الفجر الذهبي في وقت تستعد فيه اثينا لتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في الاول من كانون الثاني/يناير وسط استمرار المحادثات مع الجهات الدائنة الدولية (الاتحاد الاوروبي، صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي) بشأن الافراج عن شريحة جديدة من المساعدات بقيمة مليار يورو الى اليونان.