بيروت: يحتاج نحو ثلاثة آلاف مدني في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حمص وسط سوريا، والتي تحاصرها القوات النظامية منذ اكثر من عام، الى مساعدات غذائية عاجلة بعدما بدأوا باستنفاد مخزونهم، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس اليوم الجمعة ان quot;ثلاثة آلاف مدني بينهم 500 شخص تخطوا السبعين من العمر، يقتاتون من كميات الطعام القليلة التي لا تزال متوافرة لديهم في الاحياء المحاصرة من حمصquot; ثالث كبرى مدن سوريا.
اضاف ان هؤلاء المدنيين quot;يأكلون بالكاد ما يكفي ليظلوا على قيد الحياةquot;.
وتقبع مئات العائلات تحت حصار خانق مستمر منذ اكثر من 500 يوم، تفرضه قوات نظام الرئيس بشار الاسد على الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، لا سيما حمص القديمة.
واستعاد النظام السيطرة على غالبية أحياء حمص بعد حملات عسكرية شرسة، آخرها حي الخالدية في تموز/يوليو الماضي. وادت هذه السيطرة الى نزوح عدد كبير من سكان الخالدية الى معاقل المعارضة.
وقال عبد الرحمن انه منذ اسابيع quot;اكتشفت القوات النظامية آخر الانفاق التي كان يستخدمها مقاتلو المعارضة لتهريب السلاح والغذاء. الآن، كل ما يملكه الناس للغذاء هو المخزون الذي كان متوافرا لديهمquot;.
من جهته، قال ناشط في المدينة لفرانس برس عبر الانترنت ان quot;الزمن الذي كنا نحظى فيه بوجبة لائقة انتهى. الآن حتى الحصول على وجبة واحدة في اليوم بات صعباquot;.
وقال الناشط يزن الحمصي quot;سمعت عن حالات فردية عن اشخاص دفعهم اليأس الى تناول لحم القططquot;.
وحذر الناشط من ان النقص الحاد في المواد الغذائية ومنها السكر ومواد اساسية اخرى، يؤدي الى انتشار امراض في الاحياء المحاصرة.
وقال quot;غالبية الناس في هذه الاحياء يعانون من سوء التغذية، ويمكن ملاحظة ذلك من الطريقة التي يتحركون بها، كما ان عدد الناس المصابين بفقر الدم واليرقان هو الى تزايدquot;.
واشار الى ان quot;الامراض العادية كنزلات البرد تنتشر بشكل سريع. الناس ضعيفون. الطعام المتوافر لديهم هو البرغل. نتناول صنفا واحدا من الطعام يوما بعد يومquot;، مذكرا بان ذلك يترافق quot;مع القصف اليومي العشوائي من قبل قوات النظامquot;.
وجدد المرصد اليوم دعوة الهيئات الانسانية الدولية الى اجلاء المدنيين من الاحياء المحاصرة quot;وضمان خروجهم الآمن وعدم اعتقالهمquot; على يد قوات الامن.
وطالب الناشطون مرارا من اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر بدخول الاحياء المحاصرة في حمص. وعلى رغم محاولات عدة، الا ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتمكن من الدخول بسبب القيود التي تفرضها الحكومة السورية والخلافات بين الكتائب المقاتلة للمعارضة.