أصيب مواطنون أميركيون بالذهول، قبيل الانتخابات الأميركية الأخيرة، لمشاهدة الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه على الرئاسة آنذاك ميت رومني يتعاركان بالأيدي في الشارع.
دبي: تبقى الولايات المتحدة بنظر الكثيرين أرض الأحلام والحرية، بالرغم من أن العديد من الكتّاب والمثقفين والأدباء أضافوا كلمتي quot;المزيفةquot; وquot;المزعومةquot; إلى هذه الجملة، لكي تكون أكثر واقعية. أما مناسبة هذا الكلام فلقاء غير متوقع، على قارعة الطريق، بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه الأخير على الرئاسة ميت رومني.
شُبّه لهم
كان الرجلان في عز المنافسة على كرسي الرئاسة الأميركية، وقبل عشرة أشهر تقريبًا من الانتخابات، حين وقف أوباما في الشارع يحيي أميركيين تحلقوا حوله في أحد الشوارع. وإذ، تفاجأ الجميع برومني يرمي رأس الرئيس بقارورة فارغة من الخلف.
كانت الصدمة عارمة. وتزايدت وتيرة التوتر حين وقف الرجلان وجهًا لوجه، في منافسة غير شريفة، أدواتها اللكم والرفس والضرب والصفع... وكل ذلك على قارعة الطريق.
دخل أوباما ورومني في قتال عنيف، أمام عدسات كاميرات المواطنين، الذين انتهزوها فرصة ليروا رئيس بلادهم ومنافسه على حقيقتيهما.
إلا أن الحقيقة كانت مزيفة كما الحلم، ومزعومة كما الحرية. فلا هذا أوباما ولا ذاك رومني، إنما شُبِّه للناس أنهما أوباما ورومني. فهما شبيهان للرجلين، أرادا تسلية الناس لا أكثر ولا أقل.
لا يحقّ!
بالرغم من ذلك، لا يمكن إلا أن يصفق العربي منا حين يرى هذا الفيديو. فالشبيهان موجودان في الشارع، يتضاربان أمام مواطنيهما، الذين ما أدركوا للوهلة الأولى أن في الأمر ما فيه... وهذا وحده حيز من حرية غير متاحة لنا العرب، بأي شكل من الأشكال. كيف ذلك ونحن محرومون أصلًا من حرية التعبير، فما بالكم بحرية التشبيه؟
إن كانت الاجابة عن هذا التساؤل محرجة، فلنتذكر مسألتين اثنتين: باسم يوسف هجر مصر وقنواتها بعدما كُمّ فوهه لأنه تجرأ وقال الحق في عبد الفتاح السيسي كما تجرأ وقاله في محمد مرسي، مع بالغ الاحترام للرجلين، وشربل خليل واقع تحت حد السيف في لبنان، لأنه تجرأ وشبّه أحد ممثلي برنامجه الساخر بأمين عام حزب الله حسن نصرالله.
وهكذا، أيحق لنا نحن العرب، في ذروة ربيعنا، أن نصف الأحلام الأميركية بالمزيفة؟ والحرية الأميركية بالمزعومة؟
التعليقات