بعد اجتماع بعبدا الاخير واعطاء الغطاء السياسي للمؤسسة العسكرية في مدينةطرابلس، التي شهدت معارك عنيفة في الفترة الاخيرة، أي وضع ستواجهه المدينة بإمرة الجيش اللبناني؟.
بيروت: طرابلس بإمرة الجيش، بعد معارك أليمة شهدتها المنطقة، فهل هذا يعني بداية نهاية الاقتتال في المدينة الشمالية؟ تقول بعض المصادر إن
انسحاب الجيش اللبناني من مناطق الاشتباكات غير مطلوب بتاتًا، وهو أمر لا ينسجم مع عقيدة الجيش، وغير مقبول وطنيًا، وأن الجيش مستمر في القيام بواجباته في حماية كل لبنان، خصوصًا طرابلس وأهلها وفق الاستراتيجية التي يراها مناسبةquot;.
وتضيف أن القرار الذي اتخذ في اجتماع بعبدا امس، هو تنفيذ لبند اساسي في الخطة الامنية لمدينة طرابلس، بما يضع كل القوى الامنية في المدينة بإمرة الجيش ولمدة ستة اشهر. ولا يعني ذلك تحويل طرابلس الى منطقة عسكرية، انما اعطاء مسؤولية الحفاظ على امن المدينة وأهلها للجيش.
وفي هذا الاطار، اكد الامين العام لمجلس الدفاع الاعلى اللواء محمد خير أن القرار لا يستند اطلاقاً الى المادة 4 من قانون الدفاع التي تجيز اعلان حالة الطوارئ العسكرية، أو ما اصطلح عليه تعبير المنطقة العسكرية لأن تطبيق هذه المادة يحتاج الى موافقة مجلس الوزراء.
ولفت الى أن القرار يشمل حدود مدينة طرابلس فقط أي من البحصاص جنوبًا الى البداوي شمالاً.
وفي السياق نفسه، اكد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، أن القرار الذي صدر عن بعبدا لا يعني أن طرابلس اصبحت منطقة عسكرية، بل شبيهة بالوضع الذي تقرر بموجبه تكليف الجيش حفظ الامن في عبرا شرقي صيدا.
في هذا الصدد، يقول النائب الشمالي خضر حبيب (المستقبل) لـquot;إيلافquot; إن ليلة امس كانت اقل سوءًا مما قبلها في طرابلس، ولكن يبقى الوضع غير مستقر لان اعمال القنصما زالت مستمرة في المنطقة، والمطلوب من الجيش اللبناني برأيه تنفيذ الخطة الامنية التي وعدنا بها مع انتشار كامل واعطاء كامل الصلاحيات له.
ولكن ، يضيف حبيب، هناك خوف لدى المواطن الطرابلسي أن يصل الى مرحلة ما يفقد فيها امله من الدولة والسلطات القضائية، ويجب الا ننسى أن الخطورة اليوم بفقدان الثقة بالدولة لأنها لم تأخذ الاجراءات القانونية بحق المعتدين على جوامع طرابلس.
ماذا يعني اليوم وضع طرابلس بإمرة الجيش اللبناني؟ يجيب حبيب هذا الموضوع يوحد الاجهزة الامنية، ويجب تنفيذه، والقرار سيتوحد وهذا سيعطي نتيجة ايجابية على صعيد الامن في طرابلس.
ويرى حبيب أن رهان الطرابلسيين اليوم هو على الجيش اللبناني والمؤسسة العسكرية، بمعزل عن بعض الامور التي حصلت في بعض الاراضي اللبنانية.
فكل مواطن في لبنان يؤمن باستقرار البلد واستقلاله وحريته يكون رهانه على مؤسسة الجيش.
خطط فاشلة
عن الخطط الامنية السابقة التي لم تنجح في طرابلس، هل هناك مؤشرات على نجاحها في المستقبل؟ يجيب حبيب:quot; هناك خطط عدة لم تنجح، كان هناك قرار سياسي بعدم اعطاء الغطاء الكامل الى المؤسسة العسكرية للجيش اللبناني، اما من كانت الجهة التي لا تعطي هذا الغطاء السياسي فهو حزب الله الداعم للحزب العربي الديموقراطي بقيادة رفعت عيد.
وعندما نسمع بعض القادة الامنيين ووزير الداخلية اللبناني يتحدثون عن رفع الغطاء السياسي عن بعض القوى فهم يعنون غطاء حزب الله عن الحزب العربي الديموقراطي.
وكنواب تيار مستقبل وقوى 14 آذار/مارس، يضيف حبيب، سبق واعلنا اكثر من مرة أننا نرفع كامل الغطاء السياسي عن أي مخلٍ بالامن مهما كانت انتماءاته السياسية.
بإمرة الجيش
هل وضع طرابلس اليوم بإمرة الجيش اللبناني يعطي هذا الاخير غطاء سياسيًا مطلقًا في المدينة؟ يجيب حبيب:quot; لا شك بذلك، عندما نعطي كامل الصلاحية للمؤسسة العسكرية ونرفع الغطاء السياسي عن أي مخلٍ بالامن، فمن المفروض أن تكون للجيش اللبناني الصلاحية الكاملة ليمسك الامن في مدينة طرابلس، ولكن مع التدخلات السياسية الموجودة، فهذا يعني أن الغطاء السياسي لن يتم رفعه عن كل القوى المتناحرة في طرابلس.
التعليقات