كشف علماء أن مشط البحر الهلامي قد يكون أحد أسلاف الجنس البشري، ما قد يؤكد اعتقادات قديمة تحدثت عن تطور الإنسان من كائنات أسفنجية بحرية.

القاهرة: في واحدة من المفاجآت البحثية المثيرة، كشفت نتائج جينية جديدة النقاب عن أن مشط البحر الهلامي ربما كان أحد الأسلاف الأوائل للإنسان، وذلك في تأكيد جديد للاعتقادات التي سبق أن تحدثت من قبل عن تطور الإنسان من كائنات أسفنجية بحرية.
أوجه شبه
في خلال محاولتهم ملء الفجوات في تسلسل الجينوم الخاص بمشط البحر الهلامي، وهو مخلوق بحري هلامي مشابه لقناديل البحر، اكتشف الباحثون أنه مرتبط بكافة الأنواع الحيوانية الأخرى في العالم، يتقاسم معها الكثير من أوجه الشبه. وذهب الباحثون في تقاريرهم إلى حد القول إنهم يتصورون أن ذلك المخلوق ربما يعد واحدًا من الأسلاف الأوائل للإنسان.
وأجرى هذا البحث فريق من العلماء، يعملون في جامعة ميامي والمعهد الوطني لبحوث الجينوم البشري في ماريلاند. وكانوا يريدون تطوير تسلسل الجينوم الكامل لمشط بحر هلامي، من أجل ملء بعض الفجوات، على أمل معرفة المزيد عن هذا المخلوق.

نقطة البدء
وقام العلماء بتحليل نوع معين من مشط البحر الهلامي يعرف بجوز البحر، موجود في المحيط الأطلنطي. وحين وضعوا الخريطة الخاصة بالجينوم وقاموا بتشغيله عبر برنامج حاسوبي، وجد الباحثون أنه يتشابه في الحمض النووي مع كل الحيوانات الأخرى.
كما فوجئوا بأن انتشار الحمض النووي لهذا النوع في تلك الأنواع الأخرى يدل على أنه ربما كان نقطة البدء. وكان أحد الأنواع قد انفصل قبل أكثر من نصف مليار سنة عن باقي أنواع الحيوانات الأخرى، ويعتقد العلماء عمومًا أنه ناشئ من الإسفنج البحري.
ومع هذا، فإنه وبحسب النتائج التي نشرت في مجلة العلوم، ربما كان مشط البحر الهلامي هو أقرب فرع للشجرة الحيوانية والنسب الشقيق للشجرة الخاصة بجميع الحيوانات الأخرى.