نصر المجالي: وسط دعوات الفتنة وتصعيدها وتجييش الطائفية عبر العالم العربي والإسلامي، لفت الأنظار تحذير الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، من خطر quot;الدعوة إلى الطائفية والخلافات في الأمةquot;.

وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في أبها الحنوبية عاصمة عسير، قال الدكتور الشيخ السديس إن quot;النعمquot; التي تعيش بها السعودية هي quot;مستهدفة من الحاسدينquot; ورأى أن من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي سعيا quot;للخلافات والفتن.quot;

وقال السديس الذي يعتبر أحد مشاهير رجال الدين في العالم الإسلامي في خطبته التي ألقاها في جامع الملك فيصل أنه يجب على المسلمين أن quot;يجددوا إسلامهم ويقووا صلتهم بربهم ليتحقق لهم ما تحقق لأسلافهم،quot;.

وحذر السديس من الطائفية والدعوة إليها وقال :quot; الدعوة إلى الطائفية والدعوة الى الخلافات في الأمة، دعوات مخالفة لما جاء به الدين الإسلامي الحنيف الذي يجمع المسلمين.quot;

وتابع: quot;لا غلو ولا تنطع ولا تكفير ولا تفجير ولا تدمير للمجتمعات، وإنما إعمار وبناء وإنماء،quot; وتحدث عن quot;النعمquot; التي quot;تزخر بهاquot; المملكة قائلا: quot;هذه النعمة مستهدفة من قبل الحاسدين والحاقدين الذين لا يروقهم أن يجتمع الراعي والرعية ولا يروقهم أن يجتمع المسلمون في أمن وأمان وتقام شعائرهم، والدعوة إلى دين ربهم.quot;

الاشاعات المغرضة

واتهم السديس تلك الفئة التي لم يكشف عن هويتها بأنها quot;تعمل بالفتن والتشويش والإثارة من الإشاعات المغرضة ضد هذه البلاد، ومن ذلك ما يبث عبر التواصل الاجتماعي، سعياً للفرقة والخلافات والفتن في أبناء الأمة.quot;

وحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) أوصى الدكتور السديس إلى الالتزام بتقوى الله عز وجل واجتناب نواهيه وامتثال أوامره، والتعاون على البر والتقوى والتكاتف والتآلف حول القيادة الرشيدة والعلماء والاجتماع صفاً واحدا كما هي شريعة ومنهج أهل هذه البلاد.

مبادئ الحضارة

وقال الشيخ عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة التي ألقاها بحضور الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير quot; إن المتأمل في تاريخ الأمم والحضارات والأمجاد والمجتمعات يجد أنها تبني حضاراتها وأمجادها على مبادئ وقيم وثوابت الإسلام, ونحن أمة الإسلام قد أنعم الله علينا بهذا الدين العظيم فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا إن هدانا الله quot;.

وأضاف: quot; اشتمل هذا الدين على العقيدة الصحيحة والسنة القويمة والعبادات الزاكية والأخلاق السامية وعلى حسن التعاون بل على الشمول والكمال في كل أمر من الأمور.

وقال: البشرية اليوم تتطلع إلى حياة السعادة ولن تجد حياة السعادة إلا في ظل الإسلام ذي المحاسن والمكارم والفوائد، فلا خير إلا في هذا الدين ولا شر إلا وقد حذرنا منه .

سبل النجاة

وأوضح الشيخ السديس سبل النجاة من الأزمات وقال:quot; تمر الأعوام والسنين ويتساءل الكثير من الناس في أمر دينهم وتصاب الأمة بالأزمات والفتن ويتطلع الغيورون إلى سبل ناجحة للخروج من هذه الأزمات التي تحيط بالأمة في ظل تداعيات الأحداث في المنطقة والعالم, ولن يجدوا ذلك إلا بالعودة الجادة إلى دين الله القويم فهو سبيل النصر والعز والتمكين، يقول تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).

وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في خطبته على جمع كلمة المسلمين والتآخي فيما بينهم ونبذ الفرقة والخلاف، قائلاً :quot; يجب على المسلمين أن يجددوا إسلامهم ويقووا صلتهم بربهم ليتحقق لهم ما تحقق لأسلافهم، ومما ينبغي العناية به في الخروج من الفتن والأزمات والمحن هو الحرص على جمع كلمة المسلمين والتآخي فيما بينهم يقول تعالى quot;وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُواquot;. وكذلك العناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مخرج من الفتن والأزمات والمحن والابتلاءات .

تحذير من الطائفية

وحذر من الطائفية والدعوة إليها وقال :quot; الدعوة إلى الطائفية والدعوة الى الخلافات في الأمة، دعوات مخالفة لما جاء به الدين الإسلامي الحنيف الذي يجمع المسلمين مهما اختلفت أقطابهم وأمصارهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وقال :quot; أيها المسلمون يا أهل الوسط والاعتدال ومما يخلص من الفتن بعد حول الله وتوفيقه لزوم منهج الوسط والاعتدال، اتباعاً لقوله تعالى: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )، فلا غلو ولا تنطع ولا تكفير ولا تفجير ولا تدمير للمجتمعات، وإنما إعمار وبناء وإنماء، ولا تفريط في ثوابت هذه الأمة ولا تساهل في الدين والقيم بل لابد من العناية بمقاصد الشريعة في حفظ الدين والنفس والمال والعقل والعرض .

وتحدث عن النعم التي تزخر بها المملكة العربية السعودية وقال : quot;إن هذه النعمة مستهدفة من قبل الحاسدين والحاقدين الذين لا يروقهم أن يجتمع الراعي والرعية ولا يروقهم أن يجتمع المسلمون في أمن وأمان وتقام شعائرهم، والدعوة إلى دين ربهم فعملوا بالفتن والتشويش والإثارة من الإشاعات المغرضة ضد هذه البلاد ، ومن ذلك مايبث عبر التواصل الاجتماعي، سعياً للفرقة والخلافات والفتن في أبناء هذه الأمة .

وختم الشيخ السديس بالقول: إن مما استهدفت به هذه البلاد شبابها وأجيالها بالوقوع في حرب المخدرات والمسكرات التي تجر على المجتمعات الأوبئة , إنها حرب ضروس ينبغي أن يعيها أبناء المسلمين وشبابهم .