بسبب التخوف من تدهور الأمور في مصر، عززت السفارة الأميركية في القاهرة من إجراءات حمايتها، هذا في وقت وضعت قوات مارينز تقدر بنحو 200 جندي على هبة الإستعداد للتدخل في حال تعرض الموظفين أو المواطنين الأميركيين للخطر.


القاهرة: مع ظهور بوادر العنف خلال الأيام القليلة الماضية، وخشية تكرار سيناريو القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا، اتخذت الإدارة الأميركية ومصر إجراءات تأمين مشددة على السفارة الأميركية بالقاهرة، والقنصلية الأميركية بالإسكندرية، ووضعت خططاً احترازية لإجلاء المواطنين والمسؤولين الأميركيين العاملين في مصر، في حالة تدهور الأوضاع، وتعرض حياتهم للخطر.
يأتي هذا بينما تشتد أعمال العنف والشحن بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي. وغادر المئات من العاملين بالسفارات الأجنبية القاهرة.

تأمين السفارات مسؤولية الجيش

وضع الجيش المصري خططاً لتأمين السفارات الأجنبية للدول الكبرى في القاهرة، بالتنسيق مع تلك الدول، ومنها أميركا وإسرائيل وألمانيا وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، وإيران، والسعودية، تحسباً لتطور المظاهرات إلى أعمال عنف واسعة النطاق في مصر، قد تطول السفارات، كما حدث مع السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، التي تعرضت للحصار والاقتحام من جانب المتظاهرين في شهر سبتمبر/ أيلول 2011.

ووفقاً لمصدر عسكري، فإن الجيش المصري لا يعتمد بنسبة مائة بالمائة على وزارة الداخلية في تأمين المنشآت الحيوية والسفارات الأجنبية في مصر، لاسيما في ظل إعلان بعض ضباط الشرطة انضمامهم إلى المتظاهرين، ورغبتهم في إسقاط نظام حكم الرئيس محمد مرسي.

وأضاف المصدر لـquot;إيلافquot;، أن الجيش المصري وضع خططاً لتأمين السفارات الأجنبية في مصر، ومنها السفارة الأميركية بالقاهرة، والقنصلية بالأميركية بالإسكندرية، والسفارات: الإسرائيلية، الفرنسية، والألمانية، والبريطانية، والإيرانية والسعودية، تحديداً، خشية استهدافها أثناء المظاهرات، التي من المتوقع أن تشهد أعمال عنف.

ولفت المصدر إلى أن هناك قوات من الجيش تتمركز حول تلك السفارات وتغلق الطرق المؤدية إليها، كما تتمركز قوات مصرية للتدخل السريع، تضم مجموعة من قوات النخبة ومكافحة الإرهاب ومتخصصين في إجلاء الرعايا، مشيراً إلى أن سبعة أفراد من تلك القوة هم من استطاعوا إجلاء العاملين بالسفارة الإسرائيلية أثناء اقتحامها في شهر سبتمبر/ أيلول 2011، وأشاد بكفاءتها في أداء تلك المهام.

تنسيق مع الدول الأجنبية

وفيما يخص التنسيق مع الدول الأجنبية التابعة لها السفارات في مصر، قال المصدر، إن هناك على مستوى رفيع بين الحكومة المصرية وحكومات تلك الدول.

مشيراً إلى أن القاهرة استقبلت وفوداً أمنية رفيعة من دول ألمانيا وفرنسا وأميركا وبريطانيا خلال الأيام القليلة الماضية، لبحث إجراءات تأمين سفاراتها، ووضعت خططاً مشتركة للتعامل السريع في حالة وقوع أية أحداث طارئة، ونبه إلى أن سفارات تلك الدول يتواجد داخلها مجموعات من قوات النخبة لديها، مثل المارينز الذي يتواجد نحو 22 عنصر منها داخل مقر السفارة الأميركية.

لا قوات عسكرية أجنبية بمصر

ونفي المصدر أن تكون لديه أية معلومات حول ما أثير عن وجود نحو 200 من قوات المارينز تتمركز في قاعدة عسكرية بإيطاليا، للتدخل في مصر سريعاً لحماية الرعايا الأميركيين، وقال المصدر، إن مصر لن تسمح بأن تضع أية قوات عسكرية أقدامها على أرضها، بدون أذن مسبق.

مشيراً إلى أن الجيش المصري قادر على حماية جميع المنشآت الحيوية بما فيها السفارات، ووضع خططاً لتحقيق هذا الهدف، ولفت إلى أن هناك طائرات إستطلاع وأخرى تقف في المطارات القريبة بالمناطق العسكرية على أهبة الاستعداد، لإجلاء الجرحى أو المصابين من المصريين أيضاً، وليس الأجانب فقط.
تحصينات

واتخذت السفارة الأميركية بالقاهرة، مجموعة من الإجراءات الإحترازية، منها رفع أسوارها، نحو نصف متر، ووضعت المزيد من الأسلاك الشائكة أعلى الأسوار، وأغلقت البوابات غير المستخدمة بالكتل الخرسانية. وزادت من أعداد كاميرات المراقبة، وحصنت الأبواب من الداخل.

مارينز وسفن حربية متأهبة

وقالت تقارير صحافية صباح اليوم، إن مسؤولين رفيعين في الإدارة الأميركية كشفا أنه قد تم وضع حوالي مائتين من قوات المارينز، المتمركزة في إيطاليا وإسبانيا، بحالة تأهب حال اندلاع أعمال عنف قد تهدد مواطنيها.

ويتوقع نقل تلك القوات جواً خلال ساعة واحدة من تلقيهم أوامر التحرك، وللوحدة طائرات من طراز quot;V-22quot; قادرة على حمل قوات وأسلحة لتوفير الحماية للسفارة الأميركية وموظفي الحكومة والمواطنين الأميركيين، حال اندلاع عنف قد تستهدفهم.

وقال مصدر عسكري بالبنتاغون، لشبكة quot;سي إن إنquot; الإخبارية الأميركية، إن حالة التأهب هي مجرد إجراء احترازي يسبق الاضطرابات المحتمل أن تشهدها مصر خلال التظاهرات الكبيرة المقبلة، مؤكداً أن التدخل سيتم فقط في حالة اندلاع أعمال عنف ضد الأميركيين.

كما أكد المصدر العسكري وجود ٣ سفن حربية أميركية بالبحر الأحمر على متنها ٢٠٠٠ من مشاة البحرية quot;المارينزquot; متواجدين بشكل احترازي لتقديم الدعم إذا ما استدعى الأمر ذلك، مؤكداً أن الإدارة الأميركية لا تريد تكرار الخطأ الذي حدث في بنغازي العام الماضي، حيث لم تتواجد قوات أميركية بالقرب من المدينة لتقديم الدعم والحماية للدبلوماسيين الأميركيين خلال الهجوم على مقر القنصلية الذي انتهى بمقتل السفير الأميركي ودبلوماسيين آخرين.

المئات من موظفي السفارات يغادرون

وخفضت السفارة الأميركية بالقاهرة من عدد العاملين بها إلى أقصى حد، وقررت إغلاق أبوابها غداً وبعد غد، وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إنها quot;سمحت لموظفي السفارة والقنصلية وعائلاتهم بمغادرة مصر جراء عنف متوقع خلال احتجاجات 30 يونيو/ حزيران الجاري، استبقتها مصادمات واشتباكات بين موالين ومناهضين للرئيسquot;.

وقال مصدر بمطار القاهرة، لـquot;إيلافquot; إن المئات من الأجانب والعاملين بالسفارات الأجنبية في مصر، لاسيما سفارات أميركا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا، غادروا القاهرة، خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن صالات المطار شهدت زحاماً غير مسبوق، ولفت إلى أن الحجوزات زادت منذ مساء أمس وصباح اليوم، بعد مقتل مصور صحافي أميركي بالإسكندرية، منوهاً بأن الأجانب يشعرون أنهم مستهدفون.