روما: شن وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون هجوما لاذعا على وزير الخارجية الاميركي جون كيري وقال انه يعاني من quot;هوس غير مفهومquot; بالنزاع في الشرق الاوسط، ما اثار رد فعل غاضب من واشنطن، الحليفة الرئيسية للدولة العبرية الثلاثاء.

ووصفت وزارة الخارجية الاميركية الثلاثاء تلك التصريحات بquot;المهينة وغير اللائقةquot;.

واثارت تصريحات يعالون انتقادات شديدة بعد ان نقلت عنه صحيفة يديعوت احرنوت الواسعة الانتشار قوله ان خطة الامن التي تقدم بها كيري quot;لا تستحق الورق الذي كتبت عليهquot;.

وقال يعالون انه يامل في ان ينهي كيري مساعيه للسلام وان يركز طاقته في مكان اخر، وذلك بعد الزيارة العاشرة التي قام بها كيري الى المنطقة منذ توليه منصبه في شباط/فبراير 2013.

ونقل المراسل الدبلوماسي في الصحيفة شيمون شيفير عن يعالون قوله في محادثات اجراها مع مسؤولين اسرائيليين quot;الخطة الاميركية للترتيبات الامنية التي عرضت علينا ... لا تقدم لا الامن ولا السلام ولا تستحق الورق الذي كتبت عليهquot;.

ودفع كيري الاسرائيليين والفلسطينيين الى العودة الى المفاوضات المباشرة الصيف الماضي وقام منذ ذلك الوقت بجولات مكوكية بين قيادة الطرفين في محاولة للابقاء على المحادثات حية.

وشملت اقتراحاته خطة امنية للحدود بين الدولة الفلسطينية المستقبلية والاردن المجاور تتضمن معدات متطورة تمكن اسرائيل من تقليص او انهاء وجود قواتها على الارض، بحسب الاعلام الاسرائيلي.

الا ان يعالون قال ان فكرة استبدال الجنود بالتكنولوجيا ساذجة.

وتردد انه سال كيري اثناء اللقاء quot;ما الذي تقوله؟ انا اسألك: كيف يمكن للتكنولوجيا ان تتصرف عندما يحاول سلفي او خلية جهادية اسلامية تنفيذ هجوم ارهابي ضد اهداف اسرائيلية؟ من الذي سيتصدى لهم؟quot;.

وقال يعالون انه بعد سنوات من العيش في النزاع فانه يفهم الفلسطينيين اكثر بكثير من كيري.

وقال يعالون ان quot;وزير الخارجية جون كيري-الذي وصل الى هنا مصمما ويتصرف انطلاقا من هوس غير مفهوم وحماسة تبشيرية- لا يستطيع ان يعلمني اي شيء عن النزاع مع الفلسطينيينquot;.

وقال quot;الامر الوحيد الذي يمكن ان ينقذنا هو ان يفوز كيري بجائزة نوبل للسلام ويتركنا وشأنناquot;.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي للصحافيين عقب زيارة كيري للفاتيكان ان quot;تصريحات وزير الدفاع، ان كانت دقيقة، تعتبر مهينة وغير لائقة خاصة بالنظر الى كل ما تبذله الولايات المتحدة لدعم احتياجات اسرائيل الامنيةquot;.

وانتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يعالون في افتتاح الجلسة الشتوية للبرلمان.

وقال quot;حتى عندما تكون بيننا وبين الولايات المتحدة خلافات، فانها تتعلق بالمسالة نفسها وليس بالاشخاصquot;.

كما انتقد مسؤولون حكوميون اخرون تصريحات يعالون.

وقال وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال شتاينتز انه quot;موافق على محتوىquot; تصريحات يعالون ولكنه اشار الى انه كان يتوجب عليه تجنب quot;الاهانات الشخصيةquot;.

وعلى صفحتها على فيسبوك انتقدت وزيرة العدل تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين تصريحات يعالون قائلة quot;نستطيع معارضة المفاوضات باسلوب مسؤول بدون المساس بالعلاقات مع افضل صديق لناquot;.

ولم يتمكن كيري الذي نجح في اعادة اطلاق المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية في تموز/يوليو 2013 بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، خلال زيارته العاشرة للمنطقة منذ اذار/مارس 2013 من اقناع الجانبين بقبول خطته للسلام.

وتاتي تصريحات يعالون عقب خلاف بين اسرائيل وواشنطن بشان التوصل الى اتفاق اولي مع ايران بشان برنامجها النووي.

واعترضت اسرائيل على الخطة التي تقضي بتخفيف العقوبات المفروضة على طهران مقابل وقف ايران لاجزاء من برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بانه يهدف الى انتاج اسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.

من ناحية اخرى ورغم استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين واسرائيل الا ان الدولة العبرية واصلت نشاطاتها الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، ما اثار انتقادات من كبير وعدد من المسؤولين الاميركيين.

وجدد مسؤول اميركي كبير الثلاثاء تاكيد معارضة واشنطن لبناء المستوطنات التي وصفتها بquot;غير الشرعيةquot;.

والاسبوع الماضي كشفت اسرائيل عن خطط لبناء 1800 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة بعد زيارة كيري الاخيرة.

وحذرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مساء الاثنين من ان المفاوضات مع اسرائيل quot;مهددة بالانهيارquot;، مؤكدة انها ستعد خطة لتنفيذ موجبات قرار الامم المتحدة المتصل بعضوية فلسطين كدولة مراقب لجهة quot;الانضمام الى الاتفاقات والمنظماتquot; الاممية.

وقالت اللجنة التنفيذية للمنظمة في بيان أصدرته عقب اجتماعها برئاسة الرئيس محمود عباس في رام الله ان quot;التعثر في العملية السياسية الراهنة يعود اساسا الى استمرار مواقف وممارسات حكومة (بنيامين) نتانياهو في التوسع الاستيطاني غير المسبوق، وفي السعي الى الغاء مرجعيات عملية السلام المقرة دوليا واستبدالها بمرجعية تكرس ضم القدس والسيطرة المطلقة على اجزاء واسعة من الضفة الغربية بحجة الامن تارة او الكتل الاستيطانية تارة اخرىquot;.