لندن: اشار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الى وجود quot;انقسامquot; بين اجهزة الاستخبارات الغربية والقادة السياسيين في البلدان الغربية لجهة الموقف الواجب اتخاذه في مواجهة تمدد المقاتلين الاسلاميين في سوريا.

وقال المقداد في مقابلة عرضت quot;بي بي سيquot; مقتطفات منها ان quot;الكثيرquot; من ممثلي اجهزة الاستخبارات الغربية زاروا دمشق، من دون الخوض في تفاصيل هذه الزيارات. واشار الى ان دولًا عدة اتصلت بالنظام السوري للتنسيق بشأن التدابير الامنية، من دون تحديد الدول المعنية.

وخلص المسؤول السوري الى انه بالنظر الى مطالبة هذه البلدان بالتعاون الامني، يبدو ان ثمة انقسامًا بين المسؤولين الأمنيين الغربيين من جهة والزعماء السياسيين، الذين يطالبون الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي من جهة اخرى.

ونقلت بي بي سي عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها ان ممثلين لاجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية والالمانية زاروا دمشق quot;ليس فقط للبحث في مسألة اعتقال مواطنين اجانب، لكن ايضًا للتحدث في موضوعات اوسع مرتبطة بالامنquot; خصوصًا التهديد المتزايد الذي يمثله المقاتلون الاسلاميون.

واشارت الى انه من الصعب جدا تأكيد حقيقة هذه الاتصالات ومداها. ورفضت وزارة الخارجية البريطانية الاربعاء الادلاء باي تعليق، مؤكدة لوكالة فرانس برس انها quot;لا تدلي بتعليقات مرتبطة بالمسائل الاستخباريةquot;. واكدت صحيف وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر دبلوماسية ورسمية ان عضوا سابقا في الاستخبارات الخارجية البريطانية (ام اي6) كان اول من زار سوريا في منتصف العام الماضي.

وتجري الاستخبارات الالمانية والفرنسية والاسبانية اتصالات مع النظام السوري منذ تشرين الثاني/نوفمبر بحسب الصحيفة الاميركية في عددها الثلاثاء. وبحسب الصحيفة تناولت المباحثات التهديد المتنامي الذي يشكله المتطرفون في سوريا. وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر ذكرت وكالة فرانس برس نقلًا عن دبلوماسيين ان سفراء واعضاء في اجهزة استخبارات اوروبية زاروا دمشق بعيدا من الاضواء للقاء مسؤولين سوريين.

ويزداد مشهد النزاع السوري المستمر منذ اذار/مارس 2011 والذي اودى باكثر من 130 الف شخص، تعقيدا. وقد اتسعت رقعة المعارك بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة لتشمل معارك بين معارضي النظام انفسهم وخصوصًا بين المقاتلين الجهاديين وباقي فصائل المعارضة المسلحة. كذلك يستمر الانقسام واضحًا بين ممثلي المعارضة السياسية وخصوصا حيال المشاركة في مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا، والمزمع انعقاده في 22 كانون الثاني/يناير.

وفي الشهر الماضي علقت الولايات المتحدة وبريطانيا المساعدات غير القاتلة للمعارضة خشية تزايد تأثير الاسلاميين في النزاع.
وقال شيراز ماهر الباحث في المركز الدولي بشأن الحركات المتشددة في جامعة كينغز كولدج في لندن ان ما بين 200 و366 بريطانيا توجهوا الى سوريا للقتال. واضاف في تصريحات الاربعاء لبي بي سي ان quot;الاكثرية الساحقة (من هؤلاء المقاتلين) يودون البقاء في سورياquot; في حين عاد quot;30 الى 50quot; منهم الى بريطانيا.

من جهته تحدث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء عن 700 شاب فرنسي واجنبي غادروا الاراضي الفرنسية للمشاركة في المعارك في سوريا، في ظاهرة وصفها بـquot;المقلقةquot;.