طبيب كردي سوري
القرصنة التي تمارسها معظم القىوات التلفزيونية ودور الإذاعات الكردية على حقوق الفنانين أمر يدعو الى الأسف والحزن. بموجب القوانين والأعراف في الدول والمجتمعات التي تحترم الانسان وحقوقه يفرض على الأجهزة الإعلامية من إذاعات أو تلفزة الحصول على موافقة الفنان في بث إنتاجه الفني.
لقد تسنى لي سؤال البعض من الفنانين حول الموضوع، إلا أن الجواب كان محبطاً وباعثاً على الدهشة والخيبة. الكل أكد على أنهم لم يحصلوا على أية تعويضات من أية جهة إعلامية تبث إنتاجاتهم، بل أن أحداً لم يطلب منهم حتى مجرد الإذن بالسماح بنشر أغانيهم.
إذا كان الأمر ناتجاً عن عدم معرفة أو جهل عندها يمكن العودة الى جادة الصواب وإحقاق الحق، أما إذا كان الأمر ناتجا عن معرفة وسبق إصرار عندها يمكن أن نطلق التسمية الحقيقية لهذا العمل الشائن وهي quot; القرصنة اللاأخلاقية quot;و هي في نفس الوقت جريمة لا تغتفر بحق الفن والفنان الكردي.
السبب في إثارة هذه القضية ليس فقط الوضع المادي المزري الذي يعاني منه الفنان الكردي، بل يتعدى ذلك بكثير عندما نعلم أن الفن بحد ذاته يتعرض للنكوص والإنحدار متأثراً بصاحبه المغدور.
الفنانون الكرد يقدمون إنتاجهم الفني من جيوبهم ومن عرق جبينهم ومن لقمة أسرهم، ويعانون من الفاقة والعوز. معظمهم يعمل في مجالات لاتليق بهم، وبالتالي فهم ليسوا كزملائهم من فناني بقية الشعوب، بل مضطرون للعمل في مهن لا يرضى بها حتى أكثر الرجال أمية وجهالة.
تتحمل دور الإذاعة والتلفزة في اقليم كردستان العراق مسؤولية كبيرة في هذا الشأن لا سيما أنها تتمتع بوضع مالي جيد.
في الوقت الذي كان المرء يتوقع المزيد من تقديم الدعم والمساندة ووضع مشاريع سياسية للإرتقاء والسمو بالفن الكردي من خلال إيجاد أوضاع مادية ومعنوية تليق بالفنان، نجد أن العكس هو ما يحصل على أرض الواقع الى درجة القرصنة على حقوق فنانينا.
نتمنى من السيد برهم صالح رئيس وزراء اقليم كردستان والذي لازال يتمتع بسمعة جيدة وبشكل خاص أياديه البيضاء أن يعطي هذه القضية أهميتها وإيجاد حلول تضع حداً لحال البؤس والشقاء التي يعاني منها الفنانون الكرد في الوطن وبشكل خاص في الشتات.
ثم أن القضية برمتها لا تتعدى كونها إعطاء الحق لصاحبه وليس الأمر إستجداءً أو تسولاً...
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات