لايمكن لاحد ان ينكر ان مقالات السيد ابراهيم الزبيدي تحظى بقدر كبير من الاهتمام في الاوساط الثقافية والفكرية لما فيها في اراء وتحليلات تمس الواقع الحالي في العراق ويؤشر بعضها الى مكامن الخلل في مسيرته المتواضعة نحو قيم الديمرقراطية.
أرباح أياد علاوي وخسائر العلمانيين العراقيين |
رغم الحرص على قراءة كل ما يكتبه زميل المهنة واعجابنا بقلمه السيال، فأننا نلاحظ، في بعض من مقالاته، الحيد عن الموضوعية المطلوبة وغلبة روح الاتهام وهذا ما يفقدها القدر الكبير من المصداقية ويقلل من مستوى الاعجاب الى حد الانعدام في بعض الاحيان.
وكنموذج لمثل هذا التوجه، الذي يضر بصاحبه اكثر مما يضر الاخرين، تلك المقالة التي نشرتها مواقع الكترونية مؤخرا وهاجم فيها الدكتور اياد علاوي بشكل غير مسبوق مستغلا كل براعته في الكتابة للوصول الى تفسيرات لما قرر الوصول اليه ومستعملا الكلمة ونصالها الحاد لاضفاء المصداقية على استنتاجاته وقد سهل ذلك على القراء ان يستنتجوا ان كاتبها quot; قررquot; مسبقا مهاجمة علاوي بعدها فتش عن تبريرات واوجد الاعذاروجاء بتفسيرات وتحليلات لاثبات ما كان قد قرره اولا علما باننا لا نشك ان زميلنا يعلم جيدا ان مثل هذا المسار غير مقبول ولايتواكب مع نهج الكتابة الصحفية ومعاييرها الموضوعية، فالسبيل الصحيح هو ان تستنتج ثم تصل الى نتيجة لا ان تضع النتيجة وتجد لها استنتاجات معينة.
وقبل ان ندخل في مناقشة ما جاء به السيد الزبيدي من quot; فتاوى quot; وquot;حججquot; حول الكثير الامور المتعلقة بالدكتور اياد علاوي لابد ان نشير الى انه من حسن حظنا ان نكتب مقالتنا هذه بعد تشكيل الحكومة والا لأتهمنا البعض اننا ندافع لننال منصبا وزاريا، مؤكدين اننا لم نكن يوما عضوا في كتلة العراقية ولم يطلب منا احد ان نرشح انفسنا معها في الانتخابات الماضية لذلك نعتقد اننا سننجو، بأذن الله، من الانتقاد علما بان احدا لم يطلب منا الرد بل هو اجتهاد شخصي لاظهار الحقيقة التي يجب ان تبان في النهاية.
يبدأ الزميل الزبيدي صولته بالحديث عن ثلاث سلبيات عند الدكتور علاوي وهي quot; الماضي البعثيquot; و quot;انه احد ابرز فرسان المحاصصة الطائفية quot; و quot; انه الابن المدلل للمخابرات الامريكية التي اعترف بها هو وكذلك بول بريمرquot;.
دعونا نتوقف عند quot; الماضي البعثيquot; ونسأل الكاتب هل ان هذا الماضي ينطبق على علاوي فقط ام على جميع البعثيين وزميلنا الزبيدي ادرى منا بهم وكان زميلهم فترة طويلة. لقد اصبح الدكتور علاوي خارج الحزب منذ عام 1971وانه كاد ان يفقد حياته في لندن عندما هوجم من قبل مخابرات النظام، وعمل منذ ذلك الوقت مع قوى حليفة لاسقاط ذلك النظام فكيف يمكن الحديث عام 2010 عن امر تركه علاوي قبل اربعة عقود ونيف حيث تغير الرجل وتغيرت مفاهيمه وقناعاته وتغير حتى العالم من حوله ايضا. لااعتقد ان اجتهاد الزبيدي حين يقول quot; ان الترسبات النفسية والثقافية والاخلاقية المتبقية من ماضي الدكتور علاوي تحد من قدرته على التحول الى الديمقراطية quot; يتواكب مع الحقيقة و يمكن ان يؤخذ على محمل الجد اذ كيف يمكنه الاثبات بان هناك ترسبات متبقية لدى علاوي من الماضي ؟؟ وان استطاع الزبيدي النجاح في ذلك فيفترض ان تكون هذه quot; الترسبات quot; موجودة لدي جميع من غيروا افكارهم، فهناك بعض الشيوعيين انتقلوا الى الفكر الديني وهناك العديد من البعثيين اصبحوا شيوعيين او يساريين وهناك اسلاميين انتقلوا الى العلمانية فهل لدى كل هؤلاء ترسبات متبقية ايضا يعابون عليها ؟؟ هل يمكن ان نطبق اجتهاد الزبيدي على الاستاذ المفكر ضياء الشكرجي الذي كان احد كبار حزب الدعوة الاسلامية ثم انتقل الى العلمانية واصبح احد اهم دعاتها ؟؟؟ كل ما استطيع قوله للسيد الزبيدي في هذا المجال انه لم يكن، بنظرنا على الاقل، موفقا في هذا الاجتهاد.
النقطة الثانية التي اثارها تقول ان الدكتور علاوي quot;هو ابرز فرسان المحاصصة الطائفية وان هويته الشيعية كانت بطاقة الدخول التي سمحت له بموجبها، ايران واحزاب الاسلام السياسي، بدخوله نادي نخبة زعماء المعارضة الكبار المجهزين الجاهزين لتسلم السلطة بعد سقوط النظام quot;.
كنت اتمنى ان يكون السيد الزبيدي اكثر انصافا، فما هي الاسانيد والادلة التي اعتبر فيها الدكتور علاوي ابرز quot; فرسان المحاصصة الطائفية quot; وليس من ابرزهم ؟.. الجميع يعلم ان الدكتور علاوي وقف منذ سبعينات القرن الماضي ضد النظام الدكتاتوري في العراق وان كانت هناك تنظيمات عراقية ذات طابع اسلامي تقف في ذات الاتجاه فما هو الضرر في التعاون معهم لاسقاط النظام ؟هذا مع العلم ان التيار العلماني والاحزاب الديمقراطية، ان وجدت، كانت وللآسف لازالت لغاية يومنا هذا، ضعيفة ومشتتة ومتقاتلة في اغلب الاحيان.. كان قادة هذه الاحزاب يأتون الى اجتماعات المعارضة في بيروت او لندن او في غيرها من العواصم على شكل افراد لم يتفقوا على الحدود الدنيا من التعاون في سبيل اسقاط النظام. اننا نعتقد ان الدكتور علاوي اصبح احد الزعماء العراقيين الليبراليين ايام المعارضة ولازال ولا نعتقد بما ذهب اليه كانب المقال من ان شيعيته شفعت له بأن ينضم الى نخبة زعماء المعارضة بل ان الانضمام حصل نتيجة مواقفه الواضحة ضد النظام السابق ونضاله المستمر لاسقاطه..
لدينا الكثير مما نستطيع الادلاء به في هذا المجال ولكن نكتفي فنقول ان كان مذهب علاوي quot; الشيعيquot; قد شفع له بالدخول الى نادي النخبة فهل quot; كرديةquot; مام جلال وكاكه مسعود قد شفعت لهما وهل quot; سنية quot; البعض قد شفعت لهم بالانضمام الى المعارضة ونخبتها ؟؟ لانعتقد ان quot; شفاعة الانضمام الى النخب quot; تأتي من خلال التمييز الديني او المذهبي او القومي بقدر ما تأتي من اهمية الشخص ونضاله المستمر ومواقفه السياسية الواضحة.
واستكمالا لما بدأه السيد الزبيدي فقد جاء بحجة ثالثة مفادها ان علاوي هو الابن المدلل للمخابرات الامريكية التي مولته وسمحت له بانشاء اذاعة في الاردن لمهاجمة النظام.. الخ.. حقا انتابني العجب وانا اقرأ هذا quot; الاتهامquot; وكأن المخابرات المركزية تتعامل مع علاوي فقط ولم تتعامل وتشرف وتنظم جميع اجتماعات ومؤتمرات المعارضة.. ماذا كان يفعل خليل زادة في اجتماعات المعارضة ؟؟؟ وهو احد ابرز مسؤولي المخابرات والمسؤولين عن العراق وافغانستان ؟؟ الم يكن صديقا للجميع ؟؟، اما بشأن موضوع الاذاعة وانا اعلم ان زميلي الزبيدي من الخبراء في هذا المجال فما هو العيب في ان تكون لعلاوي اذاعة يهاجم فيها النظام ؟ بل الم يكن للزبيدي اذاعة في السعودية تهاجم النظام القائم في العراق...فمن كان يمولها وكيف كانت تعمل ؟؟ طبعا لا نريد ان نقول ان المخابرات الامريكية كانت تمول اذاعة الزبيدي ولكنها في مطلق الاحوال لم تكن اموالا عراقية.
هنا لابد لي من التوقف قليلا لأستذكر بعض الامور مع الزميل ابراهيم الزبيدي عن فترة عمله عضوا في هيئة الاعلام واثناء ما كان الدكتور اياد علاوي رئيسا للوزراء والذي اشرف على هذه الهيئة وغيرها من خلال معاونيه وأساله هل كان يعلم في ذلك الوقت ان علاوي لازال يمتلك quot; الماضي البعثيquot; وانه quot;احد فرسان المحاصصة الطائفيةquot; ولهquot; ارتباطات بالمخابرات المركزيةquot; ام ان زميلنا العزيز اكتشف ذلك مؤخرا ؟؟ا وبعد ان خرج من ذلك العمل الوظيفي ؟ سؤال حيرني ولم اجد له جوابا.
اعود الى ما كنت بصدده لأقول ان الزميل الزبيدي وبعد ان انهى حججه الثلاث انتقل ليقول ان الشيوعيين والسيد اياد جمال الدين ومهدي الحافظ وعزت الشهابندر وصفية السهيل خرجوا من كتلة العراقية وتمزق نسيجها بعد ان اكتشفوا ( وياله من اكتشاف ) ميله التلقائي الى التفرد بالقرار. وهنا لابد لنا من التوقف والاشارة الى حقيقة نأمل ان لايغضب منها اصحاب الاسماء المشار اليها وهي ان هؤلاء جميعا نجحوا في انتخابات سابقة نتيجة وجودهم في القائمة العراقية ووجود اسم علاوي فيها وعند خروجهم منها لم ينجح احدا منهم في الانتخابات اللاحقة وخير مثال على ذلك فأن السيد اياد جمال الدين وكتلته احرارلم تفز بمقعد واحد رغم صرف الملايين على الدعاية اليومية والمتواصلة في اغلى القنوات التلفزيونية وكذلك الامر مع السيد عزت الشهابندر، اما مهدي الحافظ فلم يفز هو الاخر علما بأن له تاريخ حافل في التنقل بين قائمة واخرى ولاسيما في انتخابات عام 2005 وعند مفوضية الانتخابات الخبر اليقين.
ينتقل الكاتب بعد ذلك ليشير الى quot;التجمعات السنية الصغيرة quot; والمتناثرة quot;، وكأنها قبائل في الصحراء، والتي نشأت وترعرت، كما يقول، في احضان حزب البعث وامجاده السالفةquot; ويضيف quot; انهم مصابون بلوثة القيادة في القبول بزعامة واحد منهم الامر الذي دفع بهم الى quot; استيراد quot;، هكذا قال وكنا نأمل ان لايستعمل الكاتب هكذا كلمة لان الانسان ليس ببضاعة، قائد من خارج الطائفة يسد فيهم الفراغ فكان هو اياد علاوي الباحث هو الاخر عن حلفاء جدد يحارب بهم وبعشائرهم وتنظيماتهم غريمه اللدود نوري المالكيquot;.( انتهى النص )
ادهشنا حقا هذا التفسير الذي لم يسمع به انسان من قبل ويبدو ان السيد الزبيدي سبق فرويد في تفسيره السايكولوجي حول لوثة القيادة في التنظيمات السنية، وسبق ايضا الكثير من علماء السياسة والاجتماع في تفسير تكوين الاحزاب والكتل اثناء الانتخابات وكأنه يريد ان يفصل الامور على المقاسات التي يريدها هو ناسيا ان الكتل والتنظيمات السياسية عندما تخوض الانتخابات تعمل حساباتها وفقا لمصالحها لذلك فان التحاق التنظيمات السنية بالقائمة العراقية ليس فيه اية غرابة او quot; لوثة عقلية quot; لانها قدرت ان نجاحها يكون بالالتزام بهذا الخط وهكذا كان حيث حصدت العراقية 91 مقعدا في البرلمان، اضافة لذلك فأن التنافس الذي جرى بين الدكتور اياد علاوي والسيد نوري المالكي كان تنافسا انتخابيا سلميا لم تستعمل فيه راجمات الصواريخ ومدافع الميدان وهذا امر يمكن ان نضعه في خانة الايجابيات، اما ما اشار اليه السيد الزبيدي من ان الاخبار حملت اليه مؤخرا ان علاوي وجه خطابا الى الامة قال فيه بأنه قرر طي خلافاته مع المالكي، فان مؤيدي ومناصري القائمة العراقية يفهمون ذلك تماما وقد آن الاوان ان تتخذ مثل هكذا خطوات لان السياسة هي فن الممكن ولايوجد فيها صديق دائم او عدو دائم وان ما حصل بين الرجلين يدخل في هذا الاطار الذي، في العرف السياسي السائد، لاعيب فيه.
يشارك البعض من المثقفين السياسيين السيد الزبيدي فيما ذهب اليه من انه كان quot; الارقى للدكتور علاوي ولشعب العراق والاحلى والاكثر كرامة التوجه نحو معسكر المعارضة الوطنية الواعية الشجاعة quot; انه كلام جميل حقا من الناحية النظرية، ولكن لو نظرنا الى اعماق الحقائق وحللنا جيدا احداث الاشهر الثمانية الطويلة منذ الانتخابات الاخيرة لتبين لنا ان الخيار الاخير، الذي لم يتخذه الدكتور اياد علاوي لوحده بل شاركه فيه اقطاب القائمة العراقية، كان قرارا صائبا تقتضية المرحلة الراهنة.
فالجهد الذي بذل طوال تلك الاشهر لتسلم العراقية الحكم بعد فوزها باكثرية الاصوات في الانتخابات جوبه بمعارضات عديدة ومختلفة منها ما هو داخلي ومنها ما هو اقليمي او دولي مما وضع القائمة العراقية وقادتها امام امرين لاثالث لهما، اما الانتقال الى صفوف المعارضة، او المشاركة في السلطة وترك منصب رئاسة الوزارة للحزبين الاسلامويين شرط المساهمة في اتخاذ القرارات المصيرية وعدم التفرد بالسلطة.
وهنا لانفشي سرا اذا قلنا ان المجلس الاعلى الذي اقترب، وفي اوقات معينة، من طروحات القائمة العراقية كان مقيدا بخط احمر وبشروط لايمكن الخروج عنها ومنها انه مهما حصل من خلاف مع ائتلاف دولة القانون فان مركز رئيس الوزراء يجب ان لايخرج من دائرة الحزبين الشيعيين، هذا الشرط يعني وكأنه فيتو اسلامي شيعي على تسلم الدكتور علاوي، رغم شيعيته، منصب رئيس الوزراء، اما الكتلة الكردستانية فهذه لها همومها ولايهمها شيء سوى تحقيق مصالحها علما بأن السيد رئيس الجمهورية له ارتباطات معينة ويفضل بموجبها مرشح من الائتلاف الوطني على الدكتور علاوي.. كل ذلك كان يحصل بالاضافة للضغوط الاقليمية والدولية التي كانت تشير الى ان حظوظ الدكتور علاوي تسلم مقاليد رئيس الوزراء، رغم فوز قائمته، لا تتجاوز ال 40%.
وبناء على كل ماتقدم توصلت قناعة قادة العراقية الى الاخذ بالخيار الثاني ذلك لانه يتبين مما اظهرته نتائج الانتخابات الاخيرة ان هناك تقاربا كبيرا في النتائج بين الكيانات السياسية، وان انفراد العراقية التي فازت ب ( 91 ) مقعدا من اصل ( 325) مقعدا، وكما يطالب الزبيدي لتكون في مقاعد المعارضة سيجعلها مهمشة وسوف لن يستمع الى صرخات نوابها لا الحكومة ولا غيرها مع الاشارة الى ان الائتلافات والكيانات السياسية تقدم مصالحها الخاصة ولاتهتم لا بالمعارضة ولا بغيرها.
يعتقد السيدالزبيدي في احدى مقاطع مقالته الهجومية ان الحكومة quot;اذا اخفقت وخذلت شعبها فأن ملايين الناخبين سوف تسقطها من حسابهاquot;. نقول جوابا على هذه الفرضية ان الانتخابات التي جرت عام 2005 وكذلك عام 2010 تختلف كثيرا عن الانتخابات التي تحصل في الدول المتقدمة ذات الديمقراطيات الراسخة، فمعظم الشعب العراقي لايمتلك بعد درجة كافية من الثقافة الانتخابية والمعرفة للتمييز بين المرشحين على اساس برامجهم الانتخابية المفروض ان تعلن للمشاركين في التصويت. ان معظم العراقيين همquot; مصوتين quot; وليسوا quot; ناخبين quot; الذين لا يشكلون سوى 30%ممن هم مسجلين في سجلات الناخبين على ابعد تقدير... المصوت يقال له انتخب فلان الفلاني لانه من دينك او مذهبك او قوميتك او ان رجل دينك ومذهبك يريد هذا المرشح فيفعل ذلك دون نقاش بل ويعتبر ذلك فرض من فروض الشرع، اما الناخب فهو ذلك الذي يميز ويطلع ويمحص مشروع النائب قبل الانتخاب... انطلاقا من هذه الحقيقة غير الخافية على نوابنا الاشاوس فان ثلثي اعضاء مجلس النواب لايخافون الخطأ ولايخافون عدم تكرار الانتخاب مهما فعلوا لان مصوتيهم سيعيدون انتخابهم طالما هم من طائفتهم او مذهبهم او دينهم اما تحقيق برامجهم الانتخابية وخدمة الناخبين وتطوير البلد فالتذهب الى بئس المصير. هذا هو حالنا وهذه هي ديمقراطيتنا المتواضعة والتي لم ترق الى العتبة الاولى من سلم الديمقراطيات الراسخة في البلدان المتقدمة.
نعود الى ما سبق ان قلناه ان الدكتور اياد علاوي واقطاب القائمة العراقية اختاروا في النهاية المشاركة الفعلية في الحكومة، وليس بما اسماه السيد الزبيدي quot; القبول بفتات المحاصصة quot; بل هو تحمل مسؤولية وطنية ومحاسبة السلطة التنفيذية من الداخل والمشاركة الحقيقية وتصحيح اي خطأ او خلل قد يحصل في مسار عملها.
وقبل ان نغادر هموم مقالة الزميل الزبيدي والاحزان التي خلفتها فينا نسجل عجبنا وتأكيدنا بأننا لم نقرأ من قبل مقالة كهذه فيها هجوم مباشر من الالف الى الياء فشعرنا عندها انها لاتحمل في ثنايا كلماتها اية محاولة لتصحيح مسار او تقويم حالة بل انها لاتعدو كونها مشروع quot; بيان لاعلان حرب quot; ليس الا.
في الختام نود ان نؤكد اننا لسنا بصدد الدفاع عن الحكومة الحالية ولا اعجبتنا كمواطن عراقي فهي فضفاضة كثيرا وهناك وزراء نعتقد انهم ليسوا في المكان المناسب، ولكن العقل والمنطق يفرض علينا ان ننتظر قليلا لنتلمس اتجاهاتها فهي تكاد تبدأ عملها وبعض الوزراء لم يتسلموا وزاراتهم بعد فلماذا لانعطيها فرصة وبعض الوقت لنرى ماذا سيحصل ؟ ولماذا نحكم على اشياء وهي لما تزل في بداياتها ؟
لقد وعد الدكتور علاوي باحداث تغيير في النظام من خلال المشاركة فلماذا لا نعطيه المجال قليلا لينفذ وعوده عله يتمكن مثلا مع اعضاء الحكومة كخطوة اولى ايجاد مخرج مثلا لالغاء القرارات البائسة التي اصدرها مجلس محافظة بغداد والتي اعترض عليها الزبيدي ونحن كذلك وعنذاك سنسمي هذه الخطوة اول الغيث متمنين بعد ذلك ان تنهمر الانجازات الايجابية ويستريح شعبنا العراقي.
نعم يمكننا الانتظار قليلا فأن شعرنا ان الامور والاوضاع بقيت على حالها فعندذاك يتحمل الدكتور علاوي جزءا من المسؤولية امام الشعب العراقي بشكل عام وامام من ايدوه وناصروه بشكل خاص ونستطيع عندئذ ان نوجه له، ضمن نطاق التقاليد الاخلاقية، الانتقادات ونشن عليه الحملات الاعلامية طالما نمتلك في اقلامنا الكثير من المداد والله ولي التوفيق.
إعلامي عراقي
التعليقات