تنتشر في بعض البلدان العربية ظاهرة تشغيل الخادمات في البيوت، وهي ظاهرة تعيد تكرار عصور العبودية والرق والأنتهاك البشع لكرامة الانسان من خلال استغلال حاجته المالية، علماً ان العوائل العربية تستقدم الخادمات من باب التباهي والتنفيس عن عقدة نفسية دفينة تتمثل في وجود مشاعر عدوانية تحتقر البشر سببها الشعور بالدونية والنقص الذي يتم التغطية عليه بالسلوك المتعجرف والغطرسة والتكبر وحب الظهور الذي من بعض مظاهر تشغيل الخادمات!

والسؤال هل يصح صوم العائلة التي تطبخ لها الخادمة وتقدم لها الطعام؟

بمعنى مثلما لا يجوز اخلاقيا ودينياً ان يصلي الانسان في مكان مغصوب أو يسرق اموال الناس ويوزعها على الفقراء، كذلك لايجوز بشكل دائم وليس في رمضان فقط جلب خادمة مسكينة يستغل فقرها ويهين كرامتها ويذلها ويشغلها في بيته تعمل ليل نهار بلا رحمة، وفي شهر رمضان يطلب منها اعداد الفطور والسحور كي يصوم تقربا الى الله؟

فلا يصح ان يعبد الانسان الله ويتقرب اليه بالعمل المنحرف والخاطيء وظلم الناس وإستعبادهم؟

سيقول البعض ان الخادمات هن جئن من بلادهن طلبا للعمل ولم يجبرهن أحد، والجواب: هل يوجد انسان طبيعي مرتاح اقتصاديا يقبل بالعمل خادماً ذليلاً بعيدا عن وطنه وأهله، طبعا لايوجد مثل هذا الانسان، ولكن الحاجة الاقتصادية اللعينة هي السبب، والمسؤولية الاخلاقية والدينية تفرض علينا محاربة هذه الظاهرة ورفضها حتى لو أدت الى حرمان الخادمات الفقيرات من دخل مالي هن بأمس الحاجة اليه.

من المؤسف ان الاسلام ترك قضية الرق والعبودية دون معالجة حقيقية، والأدهى من هذا يوجد في الفقه الاسلامي ابواب تناقش كيفية شرعنة الرق والعبودية والتنظير لها، بل اننا نرى لغاية الآن في بيوت بعض رجال الدين الكبار يتواجد فيها عدة خدم وخادمات دون ان يشعر رجل الدين بالخجل من إستعباد البشر وإهانتهم!

ان عدالة الله والعقل وقيم الكرامة الانسانية.. ترفض بشدة إستعباد الانسان لأخيه الانسان، وماموجد حاليا في بيوت بعض المسلمين من خدم وخادمات هو عمل بشع وجريمة اخلاقية ودينية وحشية ضد الانسانية.

[email protected]