سمعنا خبرا من الوكالة الإيرانية بأن quot;خمسة فنيين ايرانيين اختطفوا بمدينة حمص السورية يوم الاربعاء!quot;... وبعدها لم نسمع أي شيء عن مصيرهم... بحيث أصبح الخبر وكأنه طيف. أو ربما أن النظام السوريلم يسمح بمتابعة هذا quot;الحادثquot;خوفا من أن ينكشف بأنه مفبرك...

وسمعنا، أيضا،بأن هناك مبادرة عراقية لحل المشكلة السورية... لكننا، لليوم، لا نعرف ما كان مضمون هذه المبادرة، وما الذي دار بين الوفد العراقي والنظام السوري... لا نعرف أيشيء! فهي أيضا تبخرت!

الجميع يعرف من هو النظام السوري وإلى أي درجة منحطة أخلاقيته... وما انفجار السيارتين سوى نموذج استهتاري علني لهذا النظام... وهو مقدم على كل ما يتصوره إنقاذا له. وكل من أقام في سورية يعرف أن النظام السوري لا يدع شخصية واحدة تقيم في سوريا من دون زجه في قضية وسخة والاحتفاظ بصورها ليوم ممطر. ومن هنا يمكن القول أن جهاز الأمن السورييمتلك، فعلا، أوراقا وسجلات قد يقشعر منها البدن، خصوصا حول عراقيين كانوا يعيشون في سوريا كلاجئين (من بينهم شعراء لكنهم وشاة من أحط الأنواع)والآن جاء دور مساومتهم، وإلا... فالويل لهم.

والآن نعود إلى المبادرة العراقية؟ في الحقيقة، لا يمكن لعاقل أن يصدق بأن بشار الأسد غبي إلى حد سماع اقتراحات من تاجر أقمشة مخرومة وسِبَح منفرطة كالمالكي. وفد المبادرة العراقي، في الحقيقة، ذهب ليتلقى أوامر من بشار الأسد عما يجب على النظام العراقي القيام به. وبالفعل بعد يوم من عودة وفد المبادرة العراقي، أصدر المالكي كأي طاغية مشدود الرجل (لايساوي سروال طاغية لا يتلقى أوامر من أحد، كحافظ الأسدمثلا) أمرا بإلقاء القبض على طارق الهاشمي بتهمة اشتراكه في عمليات إرهاب، وبعدها تم حجز صالح مطلك في بيته (والدافع الطائفي في قرار كهذا واضح) .... لا ندري إذا دسّ النظام السوري في حقيبة الوفدملفا مفبركالاتهام الهاشمي في عملية إرهابية... وإلا كيف سنفسر لماذا ظل المالكي ساكتا طوال هذه السنوات!

وسمعنا أيضا،وهنا تكتمل صورة المالكي الكارثية، أن مشعان الجبوري المعروف...صرح بانه رتب أمر عودته إلى العراق مع المالكي، وكأن مهمته في دمشق انتهت، ولها بداية جديدة في العراق!ويا ترى،هل هناك، أيضا،ترتيب لعودة عزت الدوري إلى العراق...؟ الغريب في هذا البلد، هو أن كل القتلة والمجرمين والبعثيين والذين كانوا اليد اليمنى لصدام حسين وفدائيينه، طلقاء، أحرار ويحتلون وظائف كبيرة في الدولة. لماذا؟لسبب واحد: أنهم شيعة! يريد المالكي اجتثاث البعث.. لا أعرف كيف، وهوقد بات احد ملبّي أوامرأقذر نظام بعثي في المنطقة: النظام السوري.

باختصار: يبدو أن النظام السوري لا يستطيع البدء بتنفيذ مخططه الجهنمي عبر لبنان، ناهيك عن أنه مهما كانت تبعية حسن نصر الله لرأس الأفعى إيران، فإنه لن ينزلق بهذه السهولة في المخطط السوري... لكن العراق هو الأسهل،وتبعية بعض قادتهللنظام السوري معروفة... وهناك رغبة دفينة في الانتقام الطائفي عند الجميع.

والآن، لا حاجة للتحليل، ولا للإتيان بأدلة أو بأمثلة، ولا حتى لصياغات لغوية جميلة... لنقلها بكل بساطة ودون لف أو دوران: المالكي موجود لمهمة واحدة،المهمة التي أُرسلت أليه في حقيبة وفد المبادرة: فتح معركة طائفية قذرة يحتاجها المجرم بشار الأسد في حربه على الشعب السوري.. فهو، عاجلا أو آجلا، سيكون في أمس الحاجة إلى خلط الأوراق، ورفعفزاعة حقيقية ليخوّف بها الأقليات السورية، ولتكون، في النهاية،بداية ما وعد بأنه سيحرق المنطقة كلها.

وبما أن المالكي لا قيمة له لو لم يسنده ملالي دولة الفقيه (لفترة، كالعادة،إذ قريبا سيحركون عملاء آخرين من نفس الطائفة لإزاحته)، فهو مستعد كل الاستعداد للقيام بهذه المهمة الدموية.

هذا هو مصير العراق موت وهدنة وخراب، ما دام كلٌ مرتبط بمذهبيته الطائفية.

تبا لهذا البلد الذي كانت لطوائفه نخبة منالعقلاء (عَلمانيين فكرا ومنهجا)، واليوم لم يصعد، من كل هذه الطوائف المنتاحرة على الخراب،غير رعاع أشبه ببيادق يلعب بهاهذا النظام أو ذاك.