يثارفي مثل هذا الوقت من كل عام، غبار حول احتمال حصول أدونيس على جائزة نوبل للآداب.. وهذا منذ أكثر من عشرين عاما... لكن يبدو أن الغبار هذه المرة أصبح عجاجا بحيث أصبح الجميع يرى أنه من المنطق حصوله عليها، بسبب الربيع العربي... فهو معروف بعلاقاته العامة ومحصن بجيش من العبيد والخدم المنزليين، لتجيير الربيع العربي لصالحه...حتى أن بعض أعوانه في الجامعة العبرية بالقدس حث جامعتهم على ترشيحه... انظروا الإضافةفي نهاية المقال.
إذن الاختيار سوف لن يكون من منطق فكري إبداعي حقيقي وإنما من موقع جيوسياسي. لكن حتى من موقع جيو سياسي، فأدونيس ليس له ذاك الموقف الكبير في أية قضية من القضايا التي عاناها العرب لنصف قرن... بل لميستطع حتى من تسجيل موقفواضح من نظام طائفته القذر...، بل لم يجرء على توقيع مذكرة الاحتجاج ضد ضرب الرسام علي فرزات... أما من الناحية الإبداعية تجاوبا مع وصية الفرد نوبل نفسها التي تنص quot;على ان العمل يجب ان يكون ذا طبيعة تصبو الى المثاليةquot;... أية مثالية في كتابات أدونيس... أي مثالية يمتلكهاأدونيس نفسه،المعروف بحرباوية لا تختلف عن تلك التي يمارسهانظام الأسد..
والوصية تنص أيضا quot;ان يكون الفائز وضع الكثير من الكتب الجيدة واقل عدد ممكن من الكتب السيئةquot;... كل كتب أدونيس سيئة، ربما هناك صفحات قليلة هنا وهناك لا بأس بها...وثانيا هل، فعلا،لأدونيس كتاب واحد ذي إضافة فعلية للثقافة أو للحداثة (أعرف أن أدونيس عبقريفي نظر الصغار... الأميين، ويا لكثرتهم)، كتاب كما لبودلير quot;أزهار الشرquot;، لرامبو quot;استناراتquot;، quot;فصل في الجحيمquot;، لأندريه بروتون quot;نادجاquot;، أو quot;البيان السورياليquot;... كتاب بهذا المعنى وليس بالمعنى العربي مجرد تسويد أوراق. هناك عشرات المقالات تؤكد انتحالاته، واستمناءاتة الطائفية في العمق.. الحقيقة هي أن مجموع ما كتبه لا يعادل عشر صفحات من أردأ كاتب حصل على جائزة نوبل لأسباب سياسية..
إنها أكبر جريمة سترتكبها الأكاديمية السويدية بإعطاء جائزة نوبل لأدونيس من باب التأييد للربيع العربي.. إنها إهانة ضد الشعب السوري الذي يعاني الويلات على يد زمرة طائفية لعينة. كيف يمكن لجائزة نوبل أن تعطى لشخص ليست له القدرة على المناداة بإسقاط نظام الأسد، وهو أبسط مطلب شعبي سوري... والأنكى، إن عدم جرأته هذه ليست بسبب الخوف... وإنما بسبب الانتماء الطائفي... وهذا شيء غير جدير بكاتب له ضمير لا يربط مصيره بهويته، وإنما بنصه، أي بما يكتبه... فالكاتب الحقيقي يبصق على هويته أولا وينخرط في الصراع ضد الموت، واليوم الموت متمثل بالنظام السوري الشرس...
إذن، هذا العام سيكون لأول مرة بالتاريخ أن يُكرّم الكاتب الدجال والمكشوف للجميع بجائزة كبرى كجائزة نوبل.
هذا ما ولّى عليكم أيها العرب.
إضافة:
قبل أشهر وصلتني رسالة من الشاعر والناقد الإسرائيلي شموئيل موريه، لم أجب عليها... لكن ها هي:
التعليقات