نعم، اعرف.مبارك،كديكتاتور عربي، لن يرحل بكرامة... رغم أنه وقّع، بخطابه، رحيله. فلكل ديكتاتور توهّمه الخاص. أما الآن فاقرأ ما بين السطور.

قفلَ السّوري راجعاً إلى إخوته المختبئين بكهف في جبل، هلِعا ممّا سمعَ في سوق المدينة، بأنَّ الديكتاتور قرّر شنقهم. قُشعريرةٌ انتابتهم... تعشّوا. سباتٌ طفق يتخدّرهم كأنه موت ذو دلالة أو، بعبارات غنوصية، وقفٌ في الذاكرة.

حجارة الزمن حالت بينهم والدنيا. مات الديكتاتور. عهود مرت.

وذات فجر ذي تباشير شقراء، جد شقراء، استيقظ أهلُ الكهف و... ظانين أنهم باتوا مجرّد ليلة، أرسلوا السّوري متخفّيا بزي متسوّل ليشتري لهم زادا. إلا أن السّوري عند دخول بابالمدينة، أصيب بدُوار. اذ وجد كلَّ شيء قد تغيّر.

خال نفسه مجنونا: مساء أمس كان الديكتاتور يقطع رأسَ من يذكر كلمة الديمقراطية، فما بال الناس يلهجون بذكرها ويحكمون باسمها. فرك عينيه، وإذا بشعار يتراءى من فُوهة التراب: التاريخُ ليس بحلم لأي كان.