إلى ستانلي موس

هل حاولت َ أن تعيش كحلزون في قوقعةِ أُذنِكَ؟ عليك، أولاً أن تختار في أي أُذْنٍ ستفضل العيش. من حسن المصادفة أنّ معظمنا لديه أذنان لا غير، مما يسهل علينا الاختيار، وإنْ كان هذا سيطرح مشكلة لثقيلي السمع في أُذْنٍ واحدة، فسيجدون أنفسهم مدفوعين إلى تفضيل العيش في الأذن السميعة. لكن لِمَ فيها فحسب؟ إنّ سكون الأذن الصمّاء قد ينطوي على مزايا أجهلُها أنا المُنعَم، استثناءً، بسمعٍ جيّدٍ في أذني كلتيهما. ومع ذلك، فإنّ كثيراً من الأصدقاء اختاروا حياة حوُشيّةً في مناطق ريفيّة منعزلة. لاشك أنّ هؤلاء سيفضّلون الإقامة في أُذنٍ صمّاء، على أُذنٍ قد تعرضّهم، حتّى في عزلتهم الريفيّة، إلى سماع ضوضاء الشاحنات وهي تشقّ الطريقَ، أو أزيز الطائرات والمِروحيّات المحلّقة فوق الرؤوس.
لكنني، لسوء الطالع، مَعضولٌ في شؤون أخرى. فمثلاً، أجدُني كبلهوانٍ غير موهوبٍ. ولم أستطع يوماً، حتّى عندما كنت طفلاً، أن أمصّ أصابع قدمي بالسهولة عينها التي أمصُّ فيها إبهامي. ولو حدث أن وهبتني الطبيعةُ أذنين جبّارتين، وهذا أمر لحسن الحظ بعيدٌ، فإنه يستحيل، على ما أظنُّ، أن أجدَني مَرناً بما فيه الكفاية لكي أتسلّل إلى أيّ منهما. لذا أنا أسألك الآن إنْ سبق لك أن حاولت العيش، بنجاحٍ، كحلزون في قوقعة إحدى أذنيك؟